المجتمع

نهج الشهداء وصمود الشعب في روج آفا وشمال كردستان هزم الأعداء وملحقاته

 shehidياسر خلف –  صادفَ في الأيام الماضية ذكرى عيد الشهداء الذي أحياها الشعب الكردي في روج آفا وكردستان عموماً, فمن المعلوم أن شعبنا الكردي منذ ظهوره وحتى الآن قدَّمَ مئات القوافل من الشهداء إلى درجةٍ باتَ يُعرفُ فيها بشعب الشهداء, ومازال يقدم الشهداء في سبيل الخلاص من الظلم والاستعباد, ذلك الشهيد الذي تمرد على الموت وتجرد من ملذات الحياة  ليصيح النور والشمس الذي يهتدي به الأجيال من بعده, وليكون المنبع الفكري والفلسفي للمبادئ والقيم, والمرجع والركيزة الوحيدة التي تبنى عليها دعائم الوطن والنهج الأكثر صفاءً ونقاءً الذي يسلكه الأحرار, ومن يكملون مسيرتهم بوفاءٍ وثبات نحو الغاية الأسمى التي ضحى الشهيد من أجلها بأغلى ما في الوجود لصون كرامة البشرية جمعاء, حيث يقول قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان في هذا الصدد:

“لقد قلنا الكثير عن الشهداء وأجرينا تحليلاتٍ مسهبةٍ حول ما إذا كنا بالإمكان تسمية الشهيد بالأموات, فلو دققنا قليلاً في تاريخنا وحياتنا

سنصل إلى التعريف الحقيقي لمفهومي الحياة والموت, فالموت كان يكمن في الطريق الذي سار فيه شعبنا, والحياة التي كنا نعيشها قبل مرحلة الشهداء حيث كنا نعتقد بأننا نعيش ونحيا. ولكن لو غصنا في أعماق ذلك الواقع أكثر لتبين لنا بأننا كنا أمواتاً حقيقيين. فإذا متنا في غير طريق الشرف والكرامة حينها يمكن تسميتكم بالأموات ولكن إذا وهب الإنسان حياته في سبيلِ هدفٍ نبيلٍ وعظيم واستشهد لأجله حينئذ لا يمكن أن نسمي الحادثة بالموت وإنما هي الحياة, وإن الذين يسقطون في هذا الطريق هم شهداء خالدون .. وهذا هو الاستنتاج الواقعي”.

فالعدو يسعى جاهداً ليجردنا من إنسانيتنا وقيمنا ويحاول بشتى السبل أن يحرمنا من أبسط حقوقنا في الحياة, وهذا ما عايشناه وتلمسناه واقعاً في روج آفا منذ قرابة الخمس سنوات, حيث وجهت آلة القتل والإرهاب نحو الشعب الكردي في روج آفا بشكلٍ خاص وكردستان بشكلٍ عام, مستخدماً كافة السبل والأساليب الدنيئة البعيدة عن الإنسانية والأخلاق, مستخدماً شتى أنواع الأسلحة المادية والمعنوية للنيل من إرادة شعبنا والحد من الانتصارات التي حققها أبنائه والمكتسبات التي أنجزت بفضل دماء الشهداء, وذلك عبر توجيه كافة الفصائل الإرهابية وبمختلف مسمياتها صوب روج آفا, والتي حُطِّمَتْ شوكتها وأُفْرِغَتْ مخططاتهم ومؤامراتهم أمام إرادة الحياة والحرية التي امتلكها شهدائنا والثائرون على دربهم, والتي تجسدت في أعلى مراتب القيم الإنسانية صفاءً ونقاءً في مقاومة العصر كوباني وشنكال, وما تزال تتجسد في آفرين ونسيبين وشرناخ وجزيرة بوطان وقامشلو, وهذا ما بدء يؤرق العدو ويدق مضاجعهم حيث بدأ بحربٍ هستيريةٍ شاملة ضد الشعب الكردي وإرادته الحرة, وذلك عبر استخدامه الأسلحة المحرمة دولياً واستخدام أساليب الحرب الخاصة عبر تشويه صورة مقاتلي وحدات حماية الشعب والمرأة في روج آفا ووحدات حماية المدنيين والمرأة في شمال كردستان وحصار روج آفا ومدن شمال كردستان؛ واستخدام بعض الشخصيات المهزوزة وطنياً وأخلاقياً  المحسوبة على الشعب الكردي في تنفيذ أجنداته لإركاع الشعب الكردي والنيل من إرادته, حيث وصل بهؤلاء المتذبذبين أخلاقياً إلى التطاول على أكثر وأعظم قيم شعبنا قداسة ونقاء وهم شهداؤنا الخالدون, متخطين بذلك أبشع درجات الانحطاط التي عرفها التاريخ البشري, حيث وصل بهذه الشخصيات المتذبذبة في ولاءاتها إلى الوقوف مع الغزاة الإرهابيين ضد أبناء بني جلدتهم ومحاربة المكتسبات التي حققها الشعب الكردي في روج آفا بتضحيات أبنائه وبناته, وهذا ما بات واضحاً في تصريحاتهم ومواقفهم وبات جلياً للعيان مشاركتهم في الإرهاب الذي يمارسه الفصائل الإرهابية في الشيخ مقصود, وإلقاء اللوم على وحدات حماية الشعب في القصف الذي يطال المدنيين والأسلحة المحرمة دولياً التي يستخدمها شركاؤهم الهمج المنضوين في الائتلاف المحسوب على تركيا, والذين هم منضوون تحت سقفه تلك الجرائم التي وصفتها المنظمات الدولية مؤخراً بأنها ترتقي إلى جرائم حرب, وكذلك دعمهم وتشجيعهم للفصائل الإرهابية التي تحاصر مقاطعة عفرين وتقوم بقصف مدنها وقراها, بل وصل بهم الحد إلى التضامن مع قتلى هؤلاء الإرهابيين  الذين أرادوا احتلال عفرين مؤخراً بمخطط وتوجيه تركي جلي في عين دقنا, بل وصل بهؤلاء المنحطين أخلاقياً بوصف قتلى هؤلاء بالشهداء وكأنهم كانوا آتين إلى عفرين بالورود والحرية! لكن يقظة أبناء شعبنا وبسالتهم في الدفاع عن القيم الإنسانية النبيلة عبر تضحيات ودماء أبنائه في وحدات حماية الشعب والمرأة كانت السد والرادع لمخططات هؤلاء وإفشالها وإلحاق الهزيمة بهم وبمن مَوَّلَهُمْ.

 

زر الذهاب إلى الأعلى