الأخبارمانشيت

موسى عنتر للحقيقة ثمنها

الحديثُ عن كاتبٍ وصحفي كبير مثل موسى عنتر يحتاج إلى مساهمة بمساحة كبيرة، باعتباره رجلاً من طرازٍ خاص، تميّز بقلمه الحرّ وشهامته وسيرته الطيبة بين كل من يعرفه.

وربما يرجع ذلك إلى أصوله القروية المتّسمة بالطيبة، إلى جانب امتلاكه  لروح الدعابة. ساهم طوال عقود كاملة في إحياء الثقافة الكردية بشكل مثيرٍ للجدل وملفت. كيف لا وهو واحدٌ من أهم كتاب الحكايات والقصص الساخرة، سواء في السياسة أو في الحياة اليومية والاجتماعية التي عاشها الكرد، وهو مثالُ الصحفي الجريء، لقد كان من الكتّاب الذين يصرّون على قول الحقيقة في وقتٍ كان مجرّد الحديث باللغة الكردية جريمة. وفي وقت كانت السُلطة السياسية ترصد بطبيعة الحال كلَّ شخصٍ له تأثير في محيطه العام، إلا أن كل ذلك لم يؤثر في قيام موسى عنتر بدوره وواجبه الوطني.

تُروى قصصٌ كثيرة  عن الخالد موسى عنتر المثقف الذي كان يمارس حضوره الدائم بين المجتمع بالتعبير عن الوعي الاجتماعي والسياسي, وقد كان حضوره في المجالس حضورٌ مطلوب ومرغوب.

نتاجات موسى عنتر الأدبية :

( الجرح الأسود) – مسرحية 1959

(القاموس الكردي)- (1967) اسطنبول

( مذكراتي) الجزء الأول – (1991) اسطنبول

(مذكراتي) الجزء الثاني-( 1992) اسطنبول

بالإضافة إلى عددٍ كبير من المقالات الساخرة والنقدية.

ويقال بأن القرّاء كانوا ينتظرون بشغف كتاباته الساخرة والمليئة بالعبر والتجارب.

ولد الراحل في قرية ستليلي تحديداً و التابعة لمدينة نصيبين  عام 1920، درس المرحلة الابتدائية في مدارس ماردين، وأكمل دراسته الثانوية في أضنة، ليتابعها في اسطنبول حيث درس كلية الحقوق، وهناك برزت ميوله القومية، وتأثيره القوي على الطلبة الكرد من خلال جمعهم حوله ومساعدتهم مادياً ومعنوياً، مع بدايات بروز الفكر التحرر الوطني، وأسس مع مجموعة من الجامعيين جمعية هيفي الثقافية، ثم إصدار جريدة (دجلة)، ونتيجة لنشاطاته السياسية اُعتقل مع مجموعة كبيرة من زملائه.

و في 20  من شهر أيلول من عام 1992 ترصّدته أيادي الغدر والخيانة ليقوموا بكسر قلمه وقطع أنفاسه، وذلك في إحدى أزقة مدينة آمد، ليلتحق بشهداء بقافلة شهداء الحرية.

زر الذهاب إلى الأعلى