الأخبارالعالممانشيت

مايكل روبين: اثنا عشر سؤالاً لا يجرؤ الصحفيون الأتراك على طرحها

في مقالة له على موقع NewsWeek الأمريكي يطرح الباحث والدبلوماسي الأمريكي السابق (مايكل روبين) سؤالأ مفاده:

ما هي الأسئلة التي يناقشها الصحفيون الأتراك ولكن لا يسمح لهم بطرحها؟

حيث أكد روبين أن حرية الصحافة كانت إحدى الضحايا الرئيسيين لحكم أردوغان, حيث صادر الصحف ورفع دعاوى قضائية ضد رؤساء تحريرها وسجن الصحفيين, والسؤال الأول الذي يطرحه روبين هو:

  1. كيف أصبح أردوغان مليارديراً؟

ولد أردوغان لعائلة فقيرة نسبياً في ريزه على البحر الأسود, وكان والده في خفر السواحل ويعمل في البحر, حتى أن أردوغان باع في وقت ما الوجبات الخفيفة في الشارع لجني أموال إضافية.

تخرج من مدرسة دينية في عام 1973 وشرع على الفور في مهنة سياسية, وأصبح في نهاية المطاف رئيساً لبلدية اسطنبول، وبعد فترة وجيزة تم زجه في السجن بسبب التحريض الديني، ثم أصبح رئيساً للوزراء وأصبح الآن رئيساً, ولكن كيف أصبح رجل مثل أردوغان مليارديراً عدة مرات؟

واجه أردوغان 13 تحقيقاً بشأن الفساد خلال توليه منصب رئيس البلدية, وذكرت السفارة الأمريكية أن لدى أردوغان ما لا يقل عن ثمانية حسابات مصرفية سويسرية.

وأوضح أردوغان أن بعض الثروات كانت نتيجة هدايا زفاف لابنه, وظهرت تسجيلات شرائط أصلية تم تسريبها بشكل غير قانوني تظهره وهو يناقش كيفية تصفية مليار دولار نقداً, استخدم أردوغان سلطته على المحاكم لإلغاء القضية واعتقال المدعين العامين والقضاة الذين سعوا لمتابعتها.

وهناك أيضاً أسئلة مماثلة حول المكاسب الغامضة حول ابنه بلال وكذلك ابنه بوراك الذي لا يزال مكان وجوده غامضاً, ومع ذلك فإن أي صحفي يعيش في تركيا يسعى إلى البحث عن مصادر ثروة أردوغان وأفراد أسرته سيجد نفسه خلف القضبان لعقود قادمة.

  1. أين دبلوم أردوغان الجامعي؟

تقول السيرة الذاتية الرسمية لأردوغان إنه حصل على درجة علمية في عام 1981 من قسم العلوم الاقتصادية والتجارية في جامعة مرمرة, وها هي المشكلة: لا يوجد مثل هذا القسم في جامعة مرمرة.

في عام 1982 افتتحت الجامعة كلية للعلوم الاقتصادية والإدارية، لكن لا يوجد سجل عن ارتياد  أردوغان لها على الإطلاق, فشهادة جامعية لمدة أربع سنوات شرط أساسي للرئاسة.

إذا كذب أردوغان في حمله لشهادة جامعية، فهل يمكنه البقاء كرئيس؟ بالطبع هذا يفترض أن سيادة القانون لا تزال مهمة في تركيا.

  1. هل هناك قصة أخرى وراء محاولة الانقلاب؟

لا تزال محاولة الانقلاب في تموز والتي وصفها أردوغان بأنها (هدية من الله)، أكبر قصة إخبارية لتركيا, ففي غضون ساعات اتهم أردوغان أتباع (فتح الله غولن) المفكر الإسلامي الذي كان شريكه حتى عام 2013 بتنظيم محاولة الانقلاب.

كان بعض أتباع غولن من بين أولئك الذين شاركوا في الانقلاب، ولكن الحكومة التركية لم تقدم بعد أدلة رسمية إلى السلطات الأمريكية تشير إلى تواطؤ غولن, وهناك العديد من الأسئلة التي تشير إلى ذنب الآخرين, فلم يكن العديد من كبار المسؤولين العسكريين من أتباع غولن, بل في الواقع  كان البعض أقرب بكثير إلى الحزب الحاكم, ولم يكشف أردوغان نفسه عن مكان وجوده بين الساعة 5 مساءً. والساعة 1:30 صباح يوم الانقلاب, في الواقع يبدو أن أردوغان كان على علم بالمحاولة مسبقاً وربما شجعها لأنها تقدم ذريعة للقمع, وفي بلد عادي سيكون هذا موضوع تحقيق صحفي, أما في تركيا يجب أن يأخذ الصحفيون كلام أردوغان فقط.

ومن القضايا الأخرى المتعلقة بالانقلاب التي يُمنع على الصحافة التركية التحقيق فيها، تشمل المسؤولين عن مقتل مدنيين مساء الانقلاب, وهناك أدلة غير مؤكدة على أن العديد من المدنيين قُتلوا على ما يبدو بشكل عشوائي من قبل وحدة خاصة لا تخضع لقيادة الهيكل العسكري العادي.

هنا تبقى أسئلة كثيرة, كأفعال شركة SADAT Internationalالتي أفاد بعض الأتراك أنها كانت تدرب جيشاً سرياً قبل محاولة الانقلاب لخدمة أردوغان وحده، وهي فرقة تركية مكافئة للحرس الثوري الإسلامي الإيراني, وإن تعيين أردوغان في وقت لاحق لرئيس الشركة (عدنان تانريفيردي) مستشاراً عسكرياً له يضيف المزيد من التساؤلات, فقد تم طرد تانريفيردي من قبل هيئة الأركان العامة التركية خلال الانقلاب الناعم عام 1997 ويبدو أنه عازم على الانتقام من النظام العلماني.

  1. إذا كان غولن إرهابياً، فلماذا عمل معه أردوغان قبل 2013؟

عندما يتعلق الأمر بالشبكات والفلسفة الدينية، لا يوجد فرق كبير بين غولن قبل 2013 وما بعد 2013, ولا يوجد فرق بين أردوغان ما قبل 2013 وما بعده, الشيء الوحيد الذي يختلف بين الحين والآخر هو التحالف السياسي, ويصر أردوغان على أن غولن إرهابي ماهر.

إذا كان الأمر كذلك  وبما أن غولن هو نفس الرجل الآن كما كان في العقد الأول من حكم أردوغان، فلماذا تحالف أردوغان معه بشكل وثيق؟

  1. لماذا من المقبول الإبلاغ عن هجمات حزب العمال الكردستاني وعدم الإبلاغ عن هجمات داعش؟

عندما يهاجم حزب العمال الكردستاني، غالباً ما يهيمن على العناوين الرئيسية في تركيا لعدة أيام مع استمرار التحقيق، وتسمي السلطات المشتبه بهم وما إلى ذلك, لكن عندما يهاجم داعش تفرض الحكومة التركية حظراً على التقارير المتعلقة بالتحقيق, فما هو السبب وراء سعي الحكومة التركية لذلك؟

  1. لماذا ساعدت المخابرات التركية جبهة النصرة؟ وداعش؟

على نفس المنوال هناك أدلة دامغة على أن جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، وداعش نفسها تلقت أسلحة ودعماً ومعدات من السلطات في تركيا, وعندما نشر الصحفيون القصة وقدموا أدلة فوتوغرافية كان رد أردوغان هو اعتقال محرر الصحيفة التي نشرت السبق الصحفي, وبالمثل عندما أوقف الجنود الأتراك شحنة أسلحة إلى سوريا، أمر أردوغان باعتقال الجنود بدلاً من المهربين, إن فرض الرقابة على القصة لا يجعلها خاطئة بل يثير المزيد من الأسئلة فقط.

  1. هل كانت فرقة موت تركية وراء اغتيالات باريس؟

في عام 2013  تم اغتيال ثلاثة ناشطات كرديات في مكتبهن بباريس, وشاركت تركيا في محادثات سلام رفيعة المستوى مع حزب العمال الكردستاني في ذلك الوقت, وألقى الفرنسيون القبض عمر جونيه وهو تركي يبلغ من العمر 32 عاماً, وأظهرت عمليات اعتراض المكالمات الهاتفية بعد جرائم القتل اتصاله بالمسؤولين في وكالة المخابرات التركية، الأمر الذي يطرح سؤالاً: هل نفذت تركيا اغتيالات لمعارضين في عاصمة عضو في حلف الناتو؟

  1. لماذا عيّن أردوغان صهره وزيراً للنفط؟

أصبح بيرات البيرق صهر أردوغان البالغ من العمر 37 عاماً، وزيراً للطاقة في تركيا في 2015, فهل كان هو الأفضل؟ أم أن هناك عوامل أخرى تلعب دورها؟

بالنظر إلى ولع أردوغان للتفاوض بشأن صفقات الطاقة مع قادة مثل بوتين ورئيس إقليم كردستان بحكم الأمر الواقع (مسعود بارزاني) دون وجود موظفين مدنيين في الغرفة، فهل كان تعيين البيرق وسيلة لترتيب الرشاوى والاحتفاظ بها في الأسرة؟

أو ب يقوم أردوغان بتطهير الحلفاء السابقين من المناصب القيادية في حزبه السياسي في نوبات من الغضب لمصاب بجنون العظمة، فهل يقوم بتهيئة أفراد الأسرة لتولي مناصبهم؟

هل يمكن أن يكون البيرق الرئيس المنتظر للوزراء؟

هل تصبح تركيا جمهورية وراثية مثل سوريا؟

  1. هل يمكن الحديث عن جمعيات أردوغان؟

كان هناك (ياسين القاضي) رجل الأعمال السعودي الذي قالت وزارة الخزانة الأمريكية إنه على صلات بزعيم القاعدة أسامة بن لادن حتى عام 2014, في الوقت الذي كان فيه حتى تصنيف الأمم المتحدة للقاضي لا يزال قائماً قال أردوغان عنه:

أنا أعرف السيد قاضي, وأنا أؤمن به كما أؤمن بنفسي, لأن ارتباط السيد قاضي بمنظمة إرهابية أو دعمها أمر مستحيل.

وبغض النظر عن الجدل حول قاضي، ربما يكون من المفيد معرفة كيف تعرف أردوغان عليه أولاً وطبيعة علاقتهما, وهذا يتضاعف بالنظر إلى ارتباط بلال نجل أردوغان بالقاضي, في حين أن العقوبات لا تزال سارية وهذا مجرد غيض من فيض.

يعتبر (قلب الدين حكمتيار) من بين أسوأ الممثلين في أفغانستان, اكتسب شهرة خلال الكفاح الأولي للمجاهدين باعتباره أمير الحرب الأفغاني الوحيد الذي لم يربح معركة ضد السوفييت, وبدلاً من ذلك كان يهاجم دائماً أي منافس أفغاني يتصدر القائمة.

كان حكمتيار هو الذي بدأ الحرب الأهلية عام 1992 بعد الانسحاب السوفيتي, وفي السنوات الأخيرة تحالف مع طالبان والقاعدة وأردوغان, فكيف التقى أردوغان وتعرف على حكمتيار الذي صنفته تركيا منذ ذلك الحين على أنه إرهابي؟

هناك أيضاً خالد مشعل (أكثر قادة حماس تشدداً)، والمرشد الإيراني الأعلى (علي خامنئي) وصفقات تجارية شخصية مع بوتين, باختصار يبدو أنه لدى أردوغان مجموعة من الصداقات تختلف اختلافاً جذرياً عن صداقات زعيم عادي في حلف الناتو.

  1. ما هي الصفقة التي أبرمها مع بوتين؟

كانت العلاقات الروسية التركية في أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة، ولكن بعد اجتماع في آب قرر الزعيمان دفن الأحقاد, وتبع ذلك صفقة بشأن خط أنابيب ومحادثات بشأن شراء تركيا لمنظومة صواريخ روسية, فهل كان هناك المزيد؟

هل ناقش أردوغان اتفاقية إنشاء قاعدة محتملة مع روسيا على سبيل المثال في مرسين بتركيا؟

في حين أن هذا قد يبدو بعيد المنال فهل طرح بوتين في أي وقت من الأوقات وضع أسلحة نووية روسية تكتيكية في تركيا؟

على الصعيد الشخصي هل لدى أردوغان أموال في البنوك الروسية؟

هل هذه الأصول شخصية أم لدولة؟

هل جعلت روسيا الوصول إليها جزءاً من نفوذها في إبرام صفقتها مع أردوغان؟

  1. ما الذي يفسر رفض المحكمة عام 2008 لإغلاق حزب العدالة والتنمية؟

في عام 2008 نظرت المحكمة الدستورية التركية في العقوبات المفروضة على حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان، والتي ربما ستؤدي إلى حل الحزب, لكن التحول في اللحظة الأخيرة من قبل العدالة يعني أن حزب العدالة والتنمية بقي في مكانه.

 

يتحدث العديد من الأتراك عن كيفية قيام رجل أعمال طارده أردوغان لفترة طويلة بتحويل الأموال إلى حساب حزب العدالة قبل التصويت مباشرة, فما الذي حدث بالفعل في ذلك اليوم؟ هل تم تغيير المال؟ إذا كان الأمر كذلك لماذا؟

وهل منع أردوغان لاحقاً السلطات التركية من التشكيك في أفعال رجل الأعمال السابقة؟

طرح الأسئلة يختلف عن الإجابة عليها, لكن الديمقراطية السليمة تتطلب صحافة سليمة, إنه ينعكس بشكل سيء على حرية الصحافة في تركيا حيث يتم وضع مثل هذه القضايا المهمة التي تمس الفساد والأمن والاقتصاد خارج الحدود, بالتأكيد إذا لم يكن هناك ما يتم إخفاؤه، فلماذا لا يُسمح للصحفيين الأتراك بالتحقيق في هذه الأسئلة وأكثر؟

زر الذهاب إلى الأعلى