ثقافةمانشيت

مانو خليل عن فيلمه “جيران”: أنه يرسم صورة لسوريا الديمقراطية، سوريا الحلم

إعداد: مصطفى عبدو

جميع التعابير، كالاحترام، التضحية، الحب، الأخوة والتعايش المشترك، ليس لها أي معنى إن فقد الإنسان كرامته.

يتناول فيلم “جيران” بطريقة شفافة ممارسات نظام البعث في تحطيم إرادة الشعب السوري بكل فئاته وقومياته، بما فيها التربية البعثية في المدارس إلى جانب محاولة تغيير ديمغرافية المنطقة الكردية.

يرسم فيلم “جيران” صورة عن سوريا الحلم، أو سوريا الأرض التي سيعيش عليها أناس جميلون يحترم أحدهم الآخر، المختلف لغةً وديناً وثقافةً، كما كانوا يعيشون سابقاً، كجيران، من دون ظلم ومن دون تربية بعثية أو مخابرات أو أجهزة قمعية؛ إنه فيلم عن سورية الديمقراطية الحرة والسعيدة”.

استطاع المخرج الكردي مانو خليل أن يفرض نفسه كمخرج صاحب قضية ووجهة نظر يناقش القضايا ولا يهرب من مواجهتها ينخرط في هموم وواقع ومشكلات المجتمع وأزمات البشر, يبحث عن صيغة فنية تجعله أكثر اقتراباً من هموم وطنه وأكثر شجاعة في التعبير عن مشكلاته واحباطاته.

في فيلمه الجديد، “جيران”، يعود المخرج السوري مانو خليل إلى سيناريو كتبه قبل خمسة وعشرين عاماً، لينبش في الذاكرة السورية، ويصور فيلماً ينتمي زمنياً إلى حقبة الثمانينيات. فيلم له خصوصية كونه مستوحى من حياة خليل في تلك الفترة.

وفي حوار له مع “العربي الجديد” حول فيلمه الجديد قال المخرج مانو خليل:

“هناك عديد من القضايا التي نطرحها في فيلمنا “جيران”، ولكن يمكن اختزالها بكلمتين: الكرامة الإنسانية. فجميع التعابير، كالاحترام، التضحية، الحب، الأخوة والتعايش المشترك، ليس لها أي معنى إن فقد الإنسان كرامته؛ فهي بنهاية المطاف ينابيع صغيرة تصب في النهر الأعظم للروح البشرية، ألا وهي الكرامة. فالإنسان يمكن أن يصاب بفواجع عديدة وقاسية، قد ينسى ألمها مع مرور الزمن، إلا أن فقدانه لكرامته هو شيء لا يعوض أبداً، فهي أكبر وأفجع تراجيديا قد تمر على بني البشر. وفي فيلم “جيران” نطرح قضية أساسية في الوجود البشري، وهي قضية احترام الآخر؛ الآخر المختلف دينياً، ثقافياً، سياسياً، اجتماعياً وقومياً”.

يضيف خليل: “بعيداً عن مجاز اللغة، يتناول فيلم “جيران” مواضيع تطرح للأول مرة في تاريخ السينما السورية، وفي تاريخ سورية الحديث، بطريقة شفافة وفنية عالية من دون أي عمليات تجميل وإشارات تعبيرية أو رمزية، فيطرح مواضيع أو خطوط حمراء عن السنوات الخمسين الأخيرة في تاريخ سورية الحديث، وعن ممارسات نظام البعث في تحطيم إرادة الشعب السوري بكل فئاته وقومياته، بما فيها التربية البعثية في المدارس، والديكتاتورية وتأليه حافظ أسد والبيروقراطية التي تنخر في جسد هذا النظام الشوفيني، بالإضافة لممارسات النظام القمعية لحق من لا ينتمي لحزبه وأيديولوجيته البعثية، ومحاولته لتغيير ديمغرافية المنطقة الكردية من خلال إحضار قبائل بدوية وإسكانها في الجزيرة تحت مسمى الحزام العربي، وما نجم عن ذلك من محاولات لتعريب الشعب الكردي ومنع أطفال الكرد من استعمال لغتهم الأم وحرمانهم من حقوقهم الثقافية والسياسية والاجتماعية على مدى خمسين سنة”.

ويتابع خليل: “بكل الأحوال، يرسم الفيلم صورة عن سورية الحلم، أو سورية الأرض التي سيعيش عليها أناس جميلون يحترم أحدهم الآخر، المختلف لغةً وديناً وثقافةً، كما كانوا يعيشون سابقاً، كجيران، من دون ظلم ومن دون تربية بعثية أو مخابرات أو أجهزة قمعية؛ إنه فيلم عن سورية الديمقراطية الحرة والسعيدة”.

ويوضح المخرج مانو: “جاءت فكرة الفيلم حينها، عندما طفح كيل الظلم البعثي والتربية العبودية، التي تمد جذورها عميقاً كورم سرطاني في سوريا. سوريا التي كانت للعرب كما كانت للكرد والأرمن والسريان والكلدان والدروز والعلويين والإسماعيليين والمسلمين والمسيحيين واليزيديين واليهود؛ قام النظام بتحويلها إلى سوريته وحده، فلم يرضه أن يسمى شارع أو ملعب رياضي أو مطار أو بحيرة إلا باسمه، وأطلق على نفسه لقب المالك الأوحد للبلد.

يذكر أن الفيلم الذي تم تصويره في كردستان؛ شارك فيه العديد من الممثلين السوريين مثل جهاد عبدو، مازن الناطور، جلال الطويل، والبرازيلية السورية تونا دفيك، وفنانين كرد، مثل زيرك، بنكين علي، هفال نايف ونسيمة الضاهر، وفي مقدمتهم جميعاً الطفل الرائع سرمد خليل، الذي أبدع في التمثيل رغم أنه لا يزال في السادسة من عمره..

بطاقة تعريف:

مانو خليل مخرج كردي ولد في سوريا عام 1964 درس التاريخ والقانون في جامعة دمشق (1981- 1986) ودرس الإخراج الروائي في تشيكوسلوفاكيا (1987-19949).من أبرز أفلامه السنونو- طعم العسل- جنان عدن- الأنفال وغيرها إلى جانب العديد من الأفلام القصيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى