لجنة الكادحين والعمال تجربة مؤسساتية  فريدة في روج آفا

يعد تنظيم المجتمع وبناء مجتمع المؤسسات والمجتمع المدني من أهم وابرز الخطوات الأساسية التي يتوجب اتخاذها لرفع مستوى الوعي المجتمعي  والرقي بها نحوا الحقوق والواجبات  فالمجتمعات المدنية هي التي يتم من خلالها دفع الإنسان تجاه تحمل المسؤولية  والوعي بأمور الحياة  والدفع باتجاه تطوير قدراته العقلية ومواهبه الذاتية وخصاله الإنسانية  وتحثه على التفكير والإبداع والنقاش والاهتمام بمواضيع  الكرامة والعدالة والحرية والمساواة والقانون حيث يعتبر الضمان لهذه الحقوق هو بناء وترسيخ  البنية المؤسساتي المدني فما تشهده الساحة السورية من اصطفافات وعسكرة للمجتمع بات يهدد بنيته الحضارية وتماسكه المجتمعي المؤسساتي المدني نتيجة لصراعات طائفية وإرهابية دخيلة  وهجينة على المجتمع السوري تتجه به نحو الدمار والخراب وباتت تهدد ابسط مقومات الحياة من العيش بكرامة وحرية والنيل من إرادته ومطالبه المحقة التي خرج من اجلها في بداية الإحداث ضد الاستبداد والظلم والاستغلال حيث كان هدفها الأساس والرؤية المستقبلية له هو بناء مجتمع حضاري ديمقراطي ينعم أفراده بالحرية والكرامة والرفاهية الاجتماعية  ويؤمن لأبنائه حقوقهم المشروعة. حيث يعد العمال والكادحون الفئة الأكبر في المجتمع السوري والأكثر تعرضاً للظلم والاضطهاد والاستغلال نتيجة للسياسات السلطوية المهيمنة التي لم تدخر وسيلة لاستغلالهم والإجحاف بحقوقهم  وحرمانهم من ابسط مقومات العيش بكرامة وأمان والتي تفاقمت نتيجة للأحدث المأسوية التي  عصفت  بسوريا والتي لا تزال مستمر منذ ما يقارب الستة سنوات وانحدارها نحو المستنقع الطائفي والإرهابي نتيجة للتدخلات الإقليمية والدولية ليصبح  الفئات العمالية والكادحين من أكثر الشرائح المجتمعية عرضة  للقتل والإرهاب والتنكيل والاستغلال والحرمان من حقوقهم. ومع  بداية الثورة في روج آفا كانت الحاجة ملحة إلى تنظيم المجتمع وبناء هيكلته المؤسساتية للحيلولة دون الوقوع في الفوضى والفراغ الذي عايشتها بقية المدن السورية حيث سعت الإدارة الذاتية الديمقراطية إلى تنظيم المجتمع في روج آفا والشمال السوري لتكون بمثابة نموذجا ديمقراطيا للحل في عموم سوريا حيث تبنت اغلب مؤسسات المجتمع المدني وقدمت الدعم لها لتطويرها وتفعيل عملها ضمن المجتمع  ومن ضمنها الفئات الكادحة والعمال وتقديم الدعم والتشجيع لتشكيل لجنة خاصة بهم  تقوم بحماية حقوقهم وتساندهم في بناء مؤسساتهم المدنية وهو ما شكل دعامة أساسية  ليقوم العمال والكادحين  بتأسيس لجنة الكادحين في كافة مدن مقاطعة الجزيرة تقوم بإدارة نفسها بنفسها وهو نظام فريد من نوعه لم يسبق لأحد من الأنظمة العالمية أن أقدمت على تشكيل لجنة خاصة بهم هدفها حماية العمال والدفاع  عن حقوقهم  والنهوض بأحوالهم ومن هذا المنطلق قامت جريدة الاتحاد الديمقراطي بزيارة لجنة الكادحين والعمال في آيالة تربسبية والوقوف عن كثب على آلية عملها والاستماع إلى آراء العاملين ضمنها

  برزان  سلو الرئيس المشترك للجنة الكادحين في إيالة تربسبية:

افتتح مكتب الكادحين في مدينة تربسبية منذ قرابة السنتين في البداية كانت تعمل ضمن مؤسسات المجتمع المدني SCS )) وبعدها تم تغير الاسم ليصبح لجنة الكادحين وهي تابعة الآن لحركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM   حيث تهدف هذه الجنة إلى تنظيم كافة شرائح وفئات العمال ومن كلا الجنسين سواء عمال البناء  وعمال  الموسم كعمال وعاملات الحصاد  والعتالين وعاملات العكافة والحصاد وغيرها من الأعمال التي تعتمد على الجهد العضلي ونحن في مكتب لجنة الكادحين نقوم بتسجيل أسماء العمال الراغبين والمحتاجين إلى عمل ونقوم بالتنسيق مع أصحاب المشاريع والأعمال الذين يحتاجون إلى الأيدي العاملة وخاصة أثناء  المواسم وهكذا يتم تامين العمال لهم ونحن هنا يقتصر عملنا على متبعة عمل العمال وحماية حقوقهم والحد من استغلالهم والدفاع عن كدهم وتعبهم وبنفس الوقت نسعى إلى تحقيق التوازن بين استحقاقات العاملين وأصحاب العمل بحيث يكون هناك  لجنة  مؤلفة من حركة المجتمع الديمقراطي ولجنة من قبل مكتب الكادحين في الايالة والإدارة الذاتية تشرف على تحديد الأسعار وكذلك ساعات العمل وذلك بما نص عليه قانون العمل في الإدارة الذاتية الديمقراطية  و التقيد بها حيث يمكننا القول هناك استعددت مسبقة لتامين العمال من قبل لجنة الكادحين في الايالة حيث وصل عدد العمال الذين سجلوا أسماءهم بحوالي 900 عامل وعاملة مؤرشفة في سجلات لدينا في مكتب لجان الكادحين وكذلك تم تسجيل أصحاب الأعمال والمشاريع   الذين هم بحاجة إلى أيدي عاملة سواء العمال الموسميين او أعمال البناء وغيرها من الأعمال المتاحة في إيالة تربسبية وذلك لكلا الجنسين هذا بالإضافة إلى الأعمال التنظيمية للفئات العمالية حيث  يتم عقد اجتماعات دورية لهم بهدف الاطلاع على أوضاعهم وحاجاتهم وتشكيل لجان منتخبين من قبلهم تشرف على تيسير إعمالهم ونحن الآن بصدد تشكيل لجنة لعمال البناء وتفرعاتها وتنظيمهم وانتخاب أعضاء تدير شؤونهم وتشرف على سير العمل لتذليل العقبات التي قد تواجههم أثناء العمل

 الحاج فرحان  إداري في لجنة الكادحين والعمال (غرفة السائقين):       

 يشكل العمال والكادحين الفئة الأكثر تأثيرا على الساحة المجتمعية كونها احد دعائم الاقتصاد وأكثرها تأثيرا في  رفع سوية الإنتاج والعنصر الأكثر فاعلية في تحقيق التوازن والاستقرار المحققة  لاكتفاء المجتمعي في الميادين الحياتية والمعيشية لذلك يعد حماية حقوق العمال والكادحين والدفاع عن قضاياهم ومنع استغلالهم من المبادئ الأساسية التي يستند عليها عمل لجنة الكادحين في إيالة تربسبية وعموم مقاطعة الجزيرة.

   تتألف لجنة الكادحين على مستوى المقاطعة من ثلاثة أقسام وهي: نقابة العمال و غرفة السائقين واتحاد المهندسين , اتحاد المهندسين لا يعمل تحت مظلة المجلس  فهو مرتبط مباشرة مع الرئاسة المشتركة للجنة الكادحين وبالنسبة لنقابة العمال وغرفة السائقين فلديهما فروع في جميع مدن مقاطعة الجزيرة  وقد عقد لها العديد من المؤتمرات على مستوى المقاطعة والإيالات التابعة لها لتنظيم عملها وانتخاب إدارييها وتوسيع مجالها لتشمل اغلب الفئات الكادحة فالهدف الأساس من افتتاح هذه اللجنة هو العودة إلى الجذور والأصل  والاستفادة منه  فجميع الثورات العالمية قام بها العمال والكادحون وهم الذين قدموا فلذات أكبادهم لنجاح هذه الثورات وضحوا بأغلى ما لديهم للنهوض بصرح أوطانهم  فعلى مجهود هؤلاء العمال والكادحين الثوريون يتحقق الرقي المجتمعي وترسخ  أواصر الديمقراطية والحرية إن تم حماية حقوقهم والدفاع عنها, وعلى أكتافهم  أيضا يتشكل السلطات المتمثلة في الإقطاعية و البرجوازية  والرأسمالية والعبودية سواء أكانت الفكرية أم الجسدية إن تم استغلالهم وحرمانهم من حقوقهم لذلك يعد العمال والكادحون الفئة الأكثر أهمية في الاستقرار المجتمعي والتي تحتاج إلى نشر الفلسفة الديمقراطية بين فئاته للحد من استغلالهم وحرمانهم من حقوقهم وهو ما نسعى من اجله في لجان الكادحين ونعمل  من اجل تحقيقه بالاستناد على مبادئ الأمة الديمقراطية وقوانينها الناظمة للعمل والعمال المقرة في العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية . وعلى هذا الأساس تم تنظيم عمل لجان الكادحين والعمال ضمن مدن المقاطعة وفتح مراكز لها حيث عقد العديد من الدورات التدريبية الفكرية والفلسفية والمتعلقة بقانون العمل وحقوق العمال وتشريعاته من قبل مشرفين مختصين في هذا المجال وذلك من اجل تيسير عمل العمال وتامين ما يلزمهم فنحن في غرفة السائقين نعمل كفريق متكامل للوقوف على المشاكل التي قد تواجههم في العمل ونسعى إلى حلها وفي الآونة الأخيرة تمكنا من حل الكثير من الصعوبات التي واجهة السائقين كتحديد الأسعار بالتنسيق مع مؤسسات الادارة الذاتية ذات الصلة  وكتامين الوقود للسيارات التي تعمل في المجال العام بمعدل مئة لتر في الأسبوع وكذلك نحن ننسق مع المؤسسات الأخرى في الايالة كالبلدية والتموين والترافيك والاسايش وغيرها لتيسير أمور السائقين قدر الإمكان

خولة عباس الحسن الرئيسة المشتركة للجنة الكادحين في إيالة تربسبية :

نحن في لجنة الكادحين في إيالة تربسبية نسعى من اجل تنظيم شؤون العمال والعاملات والعمل على توعيتهم  حيث تم تشكيل نقابات عمالية منتخبة  وعقدت العديد من المؤتمرات بهدف تأسيس هيكلية مؤسساتية للعمال تدافع عن حقوقهم وتحد من استغلالهم وإيجاد الإعمال المناسبة لهم بما يتوافق لكلا الجنسين , في البداية كان إقبال المرأة قليل جدا حيث لم يكن هناك المعرفة والتوعية الكافية بعمل لجنة الكادحين والعمال وكذلك الذهنيات الذكورية المتسلطة كانت تشكل عائقا أمام انتساب المرأة لهذه اللجان فهذه الذهنيات كانت تنظر إلى المرأة على أنها غير مؤهلة للعمل وتقتصر عملهن في المنزل فقط ولكن بعد القيام بحملات للتوعية وتعريف العاملات بحقوقهن وواجباتهن شهدنا في الآونة الأخيرة إقبالا كبيرا من قبل المرأة وقد أثبتنا جدارتهن في الأعمال التي تقمنا بها سوء في الأعمال الحرفية والمهنية وحتى الأعمال التي تعتمد على الجهد العضلي  , هذا بالإضافة أن المرأة تأخذ مكانها في جميع لجان العمال والكادحين فكما هو معلوم أن نظام الإدارة الذاتية تعتمد نظام الرئاسة المشتركة في جميع مؤسساتها وهيئاتها ولجانها وهو نظام فريد من نوعه على المستوى العالمي والذي يعتبر الندية المشتركة لكلا الجنسين أساس حرية المجتمع ودمقرطتته والذي ينعكس إيجابا على عمل المرأة ورياديتها في المجتمع وهو ما نشهده فعليا في سعي المرأة للعمل والتقدم بطلباتهن لدى لجان العمال والكادحين في إيالة تربسبية ومن كافة المكونات.

حسينة محمد علي  إدارية في لجنة الكادحين (الرئيسة المشتركة لقسم السائقين ) :

 لجنة الكادحين في مقاطعة الجزيرة هي المظلة التي تحتضن الكادحين كافة ولديها فروع في اغلب مدن مقاطعة الجزيرة بهدف حماية العمال وتامين العمل لهم والحد من البطالة والرفع من مستوى المعيشة والحد من هضم حقوقهم واستغلالهم وخاصة المرأة التي عانت من الظلم والحرمان من حقوقهن في ظل النظم المتسلطة والمستبدة والذهنيات الذكورية المستغلة لكدهن وتعبهن. فبعد قيام الثورة في روج آفا والتي عُرفت بثورة المرأة فقد تمكنت من اخذ مكانها في جميع ميادين ومؤسسات الإدارة الذاتية ومن ضمنها لجنة الكادحين التي وضعت نظام الرئاسة المشتركة لغرف السائقين في المدن كافة ودخول المرأة إلى هذه الغرفة هي ثورة بحد ذاتها  فغرفة السائقين هي القسم الوحيد الذي كان يديره الرجل بمفرده وهدف دخول المرأة إليه لتغيير الذهنية في اقتصار السواقة على الرجل كحق من حقوقه دون المرأة وكذلك لخلق نظام السائقات وهذا النظام تم تفعيله في مدن المقاطعة كافة حيث تم عقد الكونفرانس الخاص بغرفة السائقين في المدن كافة  وذلك بهدف تنظيم وتيسير عملهم ونحن في لجنة الكادحين في إيالة تربسبية نتوجه من خلال جريدة الاتحاد الديمقراطي إلى جميع الراغبين في العمل وكذلك العمال الذين لم يسجلوا في إحدى لجان ونقابات العمال والكادحين ومن كلا الجنسين  بالمبادرة للتسجيل , لتحسين مستواهم المعيشي  وتنمية قدراتهم المهنية والفكرية والثقافية والحد من استغلالهم وحرمانهم من حقوقهم.