مقالات

شيلان كوباني؛ هي الإصرار على إفشال المؤامرات

ما وصلنا إليه من إنجازات وانتصارات سياسياً وعسكرياً والتغيرات الحاصلة بالرغم من الاتفاقيات والمؤامرات الدولية التي تحاك ضدنا، ومحاولات خلق عوائق أمام نضالنا في تطبيق براديغما الأمة الديمقراطية إلّا أن العزمَ والإصرار والإرادة وذهنية الحداثة الديمقراطية والشروع في تطبيقها وترسيخها يدفع المؤامرات والمخططات الجارية ضدنا نحو الفشل الذريع، فمسألة إلحاق الهزيمة بنا أو تصفيتنا أو إمحائنا كقضية وحركة قديمة العهد والتاريخ شاهد على الكثير من الأمثلة التي ما زالت عالقة في ذهن وذاكرة المجتمع لذا فإن تحقيق أي إنجاز أو انتصار هو بمثابة جواب للذين كافحوا وناضلوا في سبيل الحرية والمساواة، وتحقيق الطموح الذي ضحوا بأنفسهم من أجله، ألا وهو التحرر وترسيخ القيم السامية والنيل من الظلم والاضطهاد فالمرحلة التي وصلنا إليها والتغيرات الحاصلة على الرغم من السياسات الجائرة التي تحاك ضدنا من قبل العديد من الأطراف عبر التحلي بأطروحة الثورة الديمقراطية لحلِّ كافة القضايا المجتمعية، والتمسك بقيم وتضحيات الشهداء  هو الأمر الذي حقَّقَ وسيُحقِّقُ الهدف الأسمى في مسيرتنا النضالية.

اليوم نقترب من الذكرى السنوية لاستشهاد الرفيقة شيلان، مع رفاقها (زكريا، جوان، فؤاد، جميل) مؤسسي حزبنا حزب الاتحاد الديمقراطي والذين استشهدوا على يد قوى تصفوية ظلامية حاولت مراراً وبشتى الوسائل استهداف الهوية الحرَّة لشعبنا عبر قادته المعنويين ورُّوادِهِ الطليعيين أمثال الشهيدة شيلان، فما استشهادها مع أربعة من رفقائها إلّا محاولة لضرب الفكر الحُر الداعي إلى الحرية والنضال من أجل تقرير المصير.

كما أن استهداف القوى الظلامية لِمُؤَسِسَةِ حزبنا الرفيقة شيلان كوباني ورفاقها الأربعة كان للنيل من شعب روج آفا وإيقاف مسيرة كفاحه من أجل القضية الكردية في سوريا، ومما لا شك فيه إن استشهاد رفاقنا ساهم في متابعة الجماهير المؤمنة بفكرهم لتصعيد النضال وتطبيق الفكر الذي استشهدوا لأجله، وما وصلنا إليه اليوم من مكتسبات على الأصعدة السياسية، العسكرية، الاجتماعية، الثقافية هي بفضل ما قدمته لنا طليعتنا من الشهداء أمثال الرفيقة شيلان وغيرها الآلاف من الشهداء.

من المحال نكران فكرة أن القوى التصفوية انتهت من مؤامراتها القذرة، بل نَهيِبُ شعبنا ونُذكره بأنه ما زالت القوى التصفوية مستمرة في حياكة المؤامرات ونَسْجِ كل ما من شأنه إفشال نهجنا وحركتنا التي دفعت ثمنها الآلاف من الشهداء من أبناء هذا الشعب، إلّا أن العقيدة الراسخة والإرادة القوية وارتباط هذا الشعب الذي فقد أرواح ابنائه بالأرض، يدفعهم إلى إزالة كافة العوائق المزروعة أمامهم، ودليل ذلك نضالهم المستمر بشخصية الآلاف من المقاتلات والمقاتلين في جبهات القتال ضد داعش وعموم المجموعات الإرهابية المتكالبة على مناطقنا الآمنة، ومن جانب آخر التحام جميع الطوائف والأديان بفكر ونهج الأمة الديمقراطية، ليتحول هذا النموذج إلى نموذج رائد في الشرق الأوسط والعالم عموماً.

نعود لنكرر بأن روج آفا وشمال وشرق سوريا في ثورة حقيقية تستحق البقاء حيَّة في التاريخ، لأن الشعوب المتعايشة على هذه البقعة من سوريا تعرضت لتهديدات جمة ولمؤامرات كبيرة، لكنها فشلت وتفشل، ولن تنتصر في هذه المعركة سوى إرادة الشعب التي هي منتصرة أساساً ودوماً لأنها المرتبطة بخط الشهداء وتضحياتهم الجسام، فالشهيدة شيلان وعموم شهداء الحرية يدعوننا لنكون مرتبطين بنهجهم وأن نناضل من أجل أهدافهم وآمالهم الثورية حتى تحقيق النصر الذي لن يتحقق إلَّا عبر رصِّ الصفوفِ وإفشالِ كافَّةِ المخططاتِ والمُؤامراتْ.

زر الذهاب إلى الأعلى