تقاريرمانشيت

شمال سوريا… محطّة قبول ورِضى دولي… تحت المجهر

إعداد: بدران الحسيني

تتوالى الوفود وتتعاقب انعقاد المنتديات والمؤتمرات والملتقيات والهدف واحد.
شمال سوريا البقعة الجغرافية التي تصدح بالديمقراطية أصبحت قبلة للسياسيين والدبلوماسيين الغربيين والعرب بأعلى مراتبهم ومستوياتهم.
جملةٌ من المعطيات التي غيَّرت المعادلات الدولية جعلتها محطة تحت المجهر بأنظار العالم للبحث في إمكانية تطبيق المشروع القائم فيها نموذجاً للحل في سوريا رغم مساعي الدولة التركية التي ترمي إلى إفشاله بكل السبل بل الفتك به.
محاولات تركيا بتقديم الإغراءات وتجميل صورتها التي ما لبثت أن ظهرت زيفها سريعاً للأطراف؛ لم تؤثر على قناعات الدول التي تفكر في هذا المشروع بشأن الشمال السوري وتراه مُفككاً للعقدة السورية.
يختصر الحضور الكثيف للمدعوين إلى هذه المنتديات واللقاءات والمؤتمرات نهج دولهم ومدى الرضى عن هذا الشمال السوري، ولكن من دون الوصول إلى حدِّ التصادم الكلي مع الدولة التركية؛ تقول بعض المصادر الخاصة.
وبحسب الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا والقائمين على هذه المنتديات والمحاضرين فيها والوفود الدبلوماسية الزائرة؛ فإنها تأتي في إطار مساعي الإدارة مع الدول الغربية والعربية للتحضير لمرحلة ما بعد القضاء على داعش سعياً منها للوصول إلى حلول للأزمة السورية تُنصِفُ كل المكونات.
مطالبنا بسيطة؛ تتوجه الإدارة الذاتية برسالة إلى العالم أن أوقفوا الدولة التركية عن التفكير في إبادة الكرد وارتكاب المجازر بحقهم، وارفعوا أيديها عن الأراضي السورية التي احتلتها.
تتزامن هذه المطالب مع سعي الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا بعقد منتديات ومؤتمرات وملتقيات لمحاربة الفكر المتطرف الفاشي المتمثل بالتنظيم الإرهابي داعش لدراسة أبعاده وتحدياته و وضع استراتيجية لمواجهة أخطاره التي لمَّا تزل تهدد العالم بخلاياه النائمة وذئابه المنفردة بعد أن هزمته قوات سوريا الديمقراطية في كل جيوبه، وإيجاد تقارب في وُجهات النظر للخروج بمقررات تقتضي إيداعها على المنصات الدولية ومحاكمها للتنفيذ والمباشَرَة بها.
تلك القوات “قسد” التي استبسلت في مقارعة الإرهاب؛ قدَّمت الآلاف من الضحايا، وكان الحليف الأوثق للتحالف الدولي؛ ما زال وعلى لسان كبار مسؤوليها تأتي الأطروحات والدراسات لمحاربة الفكر المتطرف بل لانتشال المخوّضِين فيه من القاع.
تقول بعض المصادر المطَّلعة أن الزيارات الأخيرة لقادة “قسد” إلى الدول الغربية بالتزامن مع اللقاءات التي تجريها المسؤولين السياسيين في مجلس سوريا الديمقراطية “مسد” على المستويين الغربي والعربي وإبداء هذه الدول استعدادهم لتقديم الدعم المطلق بكل أشكاله للشمال السوري بما فيه مسألة إنشاء محكمة دولية لمقاضاة عناصر داعش المحتجزين لدى هذه القوات ما هي إلا خطوة تمهيدية لتكون ما تطرحه هذه القوات “قسد” ومظلتها السياسية “مسد” من أفكار نواةً للحل في عموم سوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى