الأخبارمانشيت

سليمان بدر: الهياكل السلطوية مهمتها منع أي تقارب بين الشعوب

قال سليمان بدر لصحيفة الاتحاد الديمقراطي: “إن خيارنا الأول والأخير هو المقاومة وعليها ننظم شعبنا، ونستمد منها قوتنا السياسية على الساحة السورية والكردستانية”.

وأشار سليمان بدر الرئيس المشترك للجنة التدريب في حزب الاتحاد الديمقراطي بإقليم الجزيرة خلال حديثٍ له لصحيفة الاتحاد الديمقراطي إلى أن التطورات والمتغيرات على الساحة السورية وفي هذه المرحلة يتطلب من جميع القوى الكردية والوطنية التوحد والوقوف في وجه كل المخططات والأخطار التي تهدد المنطقة ومكوناتها.

  بدر قال: “الوضع الراهن في عموم سوريا وفي شمالها خاصة يستوجب من كل القوى الوطنية المناضلة من أجل الحرية والديمقراطية أن تتوحد في رؤية موحدة تُخلص المنطقة من الهجمة التركية الشرسة على عموم السوريين، وكذلك للوقوف بوجه التهديدات والأخطار التي تحدق بالمنطقة عموماً، وعلى الأحزاب الكردية في المقام الأول وبغض النظر عن توجهاتها الفكرية والأيديولوجية أن تتبنى خيار المقاومة كأساسٍ لنضالها السياسي، ونحن في حزب الاتحاد الديمقراطي تبنَّينا هذا الخيار منذ بداية الثورة وحتى وقتنا الراهن وسنمضي به، كونه الخيار الوحيد الذي يتحقق به أهداف وتطلعات عموم السوريين في الحرية والديمقراطية، وهو الخيار الوحيد لرَدِّ كل التهديدات والمخاطر التي تستهدف وجودنا كحزب وكقوى سياسية مجتمعية سورية”.

 وتابع بدر حديثه قائلاً: “نحن في حزب الاتحاد الديمقراطي لم ننفصل يوماً عن واقعنا، نعمل من أجل الوحدة الوطنية السورية ولم نكن يوماً طرفاً سلبياً لا سورياً ولا كردستانياً، ولم نكن يوماً ضد الوحدة الوطنية أو ضد من يعمل من أجل مصلحة الشعب السوري لا على الصعيد السوري ولا على الصعيد الكردي ولا حتى على الصعيد الكردستاني، ومن هنا نعمل على تقوية فكرنا الأيديولوجي والسياسي والتنظيمي على هذا الأساس، ولنا لقاءاتٌ دائمة مع كل الأحزاب الكردية التي تناضل في محور المقاومة، أمَّا الأطراف التي تعمل على تزكية الاحتلال التركي وتُشرعِن وجوده في عفرين وإدلب وجرابلس، وتُسيَّر وفق الإملاءات التركية فمن الصعب التعامل معها أو قبولها ضمن الصف الوطني كونها مرتبطة بشدة بقوى الاحتلال وبأجنداته ولا يمكن لهذه القوى أن تنفصل عنه”.

 ونوه بدر قائلاً: ” بالرغم من ذلك هناك خط رجعة لكل الأطراف ونحن ندعوا كل الاطراف السورية والأحزاب الكردية في هذه المرحلة الصعبة بأن يعودوا إلى صف شعبهم وبلادهم ويكونوا طرفاً فاعلاً بوجه هذه التحديات والأخطار، وأن يكونوا بمستوى المرحلة التاريخية التي تعيشها سوريا”.

وفي الأثناء قال سليمان بدر: منذ اليوم الأول من الأزمة السورية انتهجنا الخط الثالث مشيراً إلى خط المقاومة الذي لا يُعوِّل على الخارج ولا على القوى السلطوية قائلاً: “الخط الديمقراطي الذي يتبناه حزب الاتحاد الديمقراطي، والأحزاب المنضوية تحت سقف الإدارة الذاتية الديمقراطية كلها تعمل من أجل وصول سوريا إلى برِّ الأمان وكلها تعمل ضمن سقف الوطن السوري، وتقف بوجه كل المؤامرات والتهديدات سواء أكانت من طرف الدولة التركية أو من قبل التنظيمات الإرهابية المرتزقة، وهنا أودُّ القول بأننا مستعدون للحوار مع الأحزاب السورية والكردية والكردستانية، وذلك من أجل تطوير ثقافة الحوار والسياسة الديمقراطية التي هي استراتيجية أساسية من استراتيجيات حزب الاتحاد الديمقراطي”.

 وفيما يتعلق بضرورة الوحدة الكردية قال: ” هناك أحزاب كردية متفقة على وحدة الصف الكردي لِمَا لها من أهمية على الصعيد الكردستاني والإقليمي والدولي ولِمَا لها من تأثير كبير على مستقبل المنطقة والشرق الأوسط إيجاباً لأن الشعب الكردي ساهم في بناء الحضارة الإنسانية وناضل من أجل شعوب المنطقة عموماً، واليوم يناضل الشعب الكردي  أيضاً عن العالم أجمع في مقارعة قوى الإرهاب العالمي، بالطبع هناك عوائق تمنع الوحدة الشاملة والكاملة إذ إن بعض  الأطراف الكردية لها ارتباطات بالأجندات الإقليمية خاصة ارتباطها مع الدولة التركية التي تحارب الكرد علناً، وهذا يشكل عائقاً أمام توحد كافة الأحزاب الكردستانية، لذلك نسعى كحزب فاعل في المؤتمر الوطني الكردستاني إلى  التواصل مع كافة الأطراف الكردستانية لحل كل القضايا الخلافية بيننا، وحقيقة إن الأنظمة المستبدة والهياكل السلطوية الموجودة في الشرق الأوسط تسعى بكل قوتها وأدواتها لمنع أي تقارب بين الشعب الكردي أنفسهم وبين الكرد وبقية المكونات في الشرق الأوسط، وهي حقيقة قائمة ولها تاريخها، هذه الهياكل لا تقبل بأي دور للشعوب في المنطقة ولا يقبلون بأن يكون الكرد في طليعة قوى التغيير والديمقراطية في سوريا وعموم المنطقة، لذا نحن مستهدفون من قبل هذه الأنظمة وأدواتها، فلو توحَّدَ الشعب الكردي وتوحدت الشعوب فيما بينها ستكون ذلك كارثة بالنسبة للأنظمة السلطوية القوموية في المنطقة لذا نرى إن هذه الأنظمة تنتهج سياسة التفرقة وقمع الشعوب”.

زر الذهاب إلى الأعلى