عقدت وكالة روج نيوز اليوم الأحد، مؤتمراً صحافياً في الحديقة العامة بمحافظة السليمانية، ألقت فيها بياناً للرأي العام ادانت فيه بشدة اغتيال مراسلها في دهوك وداد حسن، ودعت الجهات الامنية تحمل مسؤوليتها في كشف الجناة وتسليمهم للقضاء.
وقرأ “صلاح خضر” بياناً باسم وكالة روج نيوز، أمام عشرات الوسائل الإعلامية في إقليم كردستان والعراق. وجاء نص البيان كالتالي:
“بتاريخ 13 آب 2016، تم اختطاف واغتيال الصحفي ومراسل وكالتنا” وكالة روج نيوز”، وداد حسين في مدينة دهوك بإقليم كردستان.
في صباح السبت بتاريخ 13 آب 2016، خرج الصحفي وداد حسين من منزله بسيارته وأوصل شقيه إلى مكان عمله، وبعد ذلك اعترضته مجموعة مجهولة بسيارتين مدنيتين في إحدى الشوارع المزدحمة في حي مالطا بمدينة دهوك، وانهالوا عليه بالضرب أمام مرأى العالم, وجروه إلى عربتيهما وقاموا باختطافه.
في نفس اليوم وبعد ساعات من اختطاف وداد، تم العثور على جثته على الطريق الواصل بين دهوك وناحية سيميل، وبحسب التقارير الطبية تبين أن الصحفي وداد تعرض للتعذيب الشديد وبأدوات كهربائية وسكاكين.
وعلمنا منه ومن عائلته أن مراسلنا واجه عدة تهديدات من جهات أمنية في دهوك، وتم استدعائه عدة مرات للتحقيق معه، وخيرته بين ترك العمل في وكالة روج نيوز ونهج نضاله، أو يقوم بالتوجه إلى الجبال أو الهجرة خارج دهوك، لكن وداد رفض ذلك.
الشهيد الصحفي وداد شابٌ وطنيٌ ومناضل كادح في منطقة بهدينان، وعمل منذ فترة مع وكالتنا كمراسل في دهوك، وقد اتسم بمواقف وطنية حيال الأجزاء الكردستانية الأخرى، وشارك كثيراً في النشاطات الداعمة لروج آفا وباكور و روج هلات (أجزاء كردستان الثلاثة الأخرى)، شارك أيضاً في النشاطات المطالبة بحرية السيد عبدالله اوج آلان وجميع المعتقلين السياسيين، وكذلك شارك في فعاليات ضد الفساد في بلاده.
الشهيد الصحفي وداد هو أحد الصحفيين اللذين حملوا مهام نقل الصوت الكردستاني إلى الرأي العام، بروح وطنية وحيوية كبيرة في تطوير الإعلام الحر، وليكون هو حامل مهام نقل آلام وقضايا وأحداث منطقته بادينان، ونقلها لأجزاء كردستان والشرق الأوسط والعالم، وقد سار في نهج شهداء القلم أمثال زردشت عثمان و كاوا كرمياني و سوران مامه حمه و شورش مصطفى ودنيز فرات وجميع شهداء الإعلام الحر.
وللأسف الشديد في الوقت الذي لازلنا نسمع الشعارات الرنانة الداعية للديمقراطية والحامية لحقوق الإنسان في إقليم كردستان، إلا أن الصحفيين في إقليم كردستان لازالوا يواجهون ضغوطات و تهديدات وعمليات اغتيال، وخاصة هؤلاء اللذين يعملون في نهج الإعلام الحر والبعيدين عن النهج الحزبي.
نسمع بين الفترة والأخرى أنباء عن عمليات اغتيال واختطاف وهجمات في إقليم كردستان، لكن لم نسمع يوماً عن اعتقالِ متهمٍ بتلك الجرائم واقتياده إلى باب العدالة، ما يثير الخوف والقلق في المجتمع, وخاصة من تلك الهجمات التي يتعرض لها الصحفيين والمثقفين وأصحاب الحناجر الحرة، هذا ما أدى إلى أن يشعر المجتمع بحالة عدم الاطمئنان. ونعتقد أن تلك الهجمات تستهدف حرية التعبير وغايتها استعباد المجتمع لأن المجتمع بدون حريته سيبقى تابعاً وأسيراً.
ومن هذا المنطلق ندعو إلى حقوق الشعب في جنوب كردستان (إقليم كردستان العراق) ومن ضمنه وبشكل خاص حماية حقوق الصحفيين وحرية التعبير، كما لا يجوز أن يبقى الصمت سيد الموقف, بل على جميع الجهات المعنية في النقابات الصحفية أن تكون حامية لأعضائها الصحفيين، وعلى القضاء أن يستقل ويباشر العمل بجدية في ملفات وقضايا الصحفيين, ومن بينها قضية اغتيال الشهيد الصحفي وداد حسين وجميع شهداء القلم.
كما ونعدّ حكومة إقليم كردستان والأجهزة الأمنية فيها و خاصة تلك الجهات الأمنية في منطقة بهدينان التي استشهد فيها زميلنا وداد، هي المسؤولة عن وقوع تلك الجريمة، ويجب أن تكشف عن الجناة للرأي العام بأقرب وقت، وتسليمهم للعدالة ليتم معاقبهم، ونشير إلى أن الجهات المسؤولة لم تصرح أو توضح أي شيء حيال القضية حتى الآن.
كما وندعو جميع المؤسسات الإعلامية والصحفيين إلى عدم السكوت أمام تلك الجرائم, وأن لا يتناولوا ويتداولوا القضية بشكل روتيني، لأن ما حصل من جريمة لم تستهدف وداد حسين فحسب، وإنما استهدفت جميع مؤسسات الصحافة الحرة والعامليين فيها.
ونجدد عهدنا أن نكمل مسيرة شهداء الإعلام وعلى نهجهم نستمر في هذا الواجب المقدس، ولن نصمت أمام أي نوع من الهجمات التهديدات التي يواجهها الإعلام والإعلاميين الأحرار.
ومرة أخرى نتقدم باحر التعازي لذوي الشهيد الصحفي وداد حسين ولجميع الصحفيين الأحرار.
