تقاريرمانشيت

تفجير اسطنبول ..الغاية تبرر الوسيلة

الحدث هو تفجير أو انفجار في وسط اسطنبول الوقت هو 13 تشرين الثاني 2022 الساعة 16:20 المكان شارع الاستقلال في حي بك أوغلي وسط مدينة إسطنبول حصيلة التفجير بحسبِ حصيلة أولية سقوط 6 قتلى و81 جريحًا.
يقال بأن امرأة مجهولة متورطة في التفجير وبالرغم من أن الحدث ودوافعه لم تتضح بعد ،وبالرغم من نفي أردوغان لجريمة التفجير بأنها عمل إرهابي إلا أن قادة وسياسيون أتراك وجهوا على الفور أصابع الاتهام إلى الحلقة الأضعف (الكرد).. ولتكون التهمة قابلة للتصديق وأكثر إقناعاً أشاروا بأن الجريمة نفذت بواسطة امرأة حيث للمرأة دور بارز بين الكرد عموماً وكذلك الأمر حين قاموا بربط منفذ العملية بمدينة كوباني المدينة التي كسرت شوكة الإرهاب ولها رمزية لدى الكرد.
وفي السياق نفى حزب العمال الكردستاني وكذلك قوات سوريا الديمقراطية عن وجود أية علاقة لهم بمثل هذه الجرائم مؤكدين بأن ثقافة قتل المدنيين غير واردة في قواميس الكرد.
للذكر يعتبر شارع الاستقلال أحد أهم الشوارع الرئيسية في مدينة إسطنبول و يوجد فيه العديد من المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم، ويعتبر وجهة أساسية للسياح وبحسب المعلومات فأنه هناك في الشارع المذكور ما يقارب 1200 كاميرا مراقبة والسؤال هو من المستفيد من هذه الجريمة في وقت تعيش فيه تركيا أزمات خانقة والانتخابات على الأبواب بعد (7 شهور).

حول هذا الموضوع التقى موقع حزب الإتحاد الديمقراطي مع المحاضر في جامعة روج آفا وعضو مركز روج آفا للدراسات سليمان محمود والذي صرح قائلاً:
من الممكن أن يكون مَن نفّذَ الهجومَ هم مقرّبون من الحكومة التركية (الاستخبارات غالباً)، وذلك بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات التركية، وذلك ليكون ذريعةً لاتّخاذ إجراءات حازمة، وتهديد الخصوم، وكسب الرأي والتعاطف الشعبي مع الحكومة.
لقد جاءَ تفجيرُ إسطنبول ليخلطَ الأوراق التركية، ويعيد تلغيمَ الملف السوري، والغرضُ منه هو التضييق على حزب الشعوب الديمقراطي وحزب الشعب الجمهوري من أجل التراجع عن التصويت ضدّ حزب العدالة والتنمية، وتخويف الناخبين لا سيما في أنقرة وإسطنبول؛ فالنظامُ التركي خسرَ في انتخابات البلدية الماضية، وبالتالي فإنّ مثل هذه العمليات ستفتح المجالَ أمام الاستخبارات وقوى الأمن لتصفية المعارضين. كما أننا لا نستبعد أن تكون هنالك عملياتٌ أخرى يقومُ بها النظامُ التركي للضغط أكثر، قد تكون على شكل اعتقالات بحقّ أعضاء حزب الشعب الجمهوري، وناشطين موالين لحزب الشعوب الديمقراطي، فالانتخاباتُ القادمة حاسمةٌ بالنسبة لأردوغان، وهو العارفُ أنه إذا خسرَ فلن يفلتَ من المحكمة، خاصةً في ظلّ القضايا الكثيرة المتورط بها في الداخل التركي وخارجه.

بمعنى آخر: أرادتِ الحكومةُ التركية ضربَ عدّةَ عصافير بحجرٍ واحد منها:
آ- إقناعُ أمريكا بأنّ الإرهابَ قادمٌ من سوريا.. فهذه العمليةُ رسالةٌ لحلف الدول الداعمة لقوات سوريا الديمقراطية وأمريكا خاصةً، الذين مانعوا أية عملية تركية في سوريا مؤخراً.
ب- اتّهامُ الإدارة الذاتية ومؤسساتها العسكرية بتنفيذ انفجار إسطنبول، لشنّ هجوم جديد على مناطق شمال وشرق سوريا، من خلال زعمهم أنّ المرأةَ المتهمة دخلت إلى تركيا قادمة من مدينة كوباني.
ج- ضربُ المعارضة التركية في معقلها (إسطنبول وأنقرة)، والتي فشل أردوغان وحزبه في انتخابات بلديتيها؛ فحزبُ الشعوب الديمقراطي يتحرك هناك ضمن خطة استراتيجية صحيحة، وكذلك الأحزابُ الستة المعارضة بدأت تجني ثمارَ أخطاء النظام التركي الحالي، وبالتالي فهذه العمليةُ ستعطي الأولويةَ للمسائل الأمنية داخلَ هاتين المدينتين.
د- ترهيبُ الناس، وإعادة السطوة الأمنية والمحاكم الصورية، لضبط الشارع التركي قبل الانتخابات.

من جانبه صرّح لموقعنا الباحث في مجال التاريخ الدكتور مرشد اليوسف:
بعد عجز حكومة العدالة والتنمية عن تحقيق أهدافها في سوريا قررت أن تلعب بورقة المعارضة بشقيها السياسي والعسكري والقوى الأخرى من أجل تحقيق أهدافها القديمة والجديدة و أهمها احتلال أجزاء من شمال سوريا بموجب الميثاق الملي التركي وتحقيق الحلم الطوراني في احتلال شمال سوريا حتى حلب ومن ثم وأد إرادة مكونات الشعب السوري الساعية إلى حكم ديمقراطي تعددي وتشاركي .
لا شك أن مؤامرات اردوغان وحكومة العدالة والتنمية ضد الشعب السوري لم تنته بعد فهو يريد أن يخلق أزمة في عفرين من أجل نقل الراديكاليين والإرهابيين إلى شمال حلب وتل رفعت بشكل من أشكال المقايضة مع الروس.
والحقيقة أن أردوغان يتحرك تحت هاجس الانتخابات وهاجس الخسارة فيها , وخطواته السياسية في الداخل والخارج تدل على أنه في صراع مع الزمن من أجل تحقيق نصر هنا أو هناك أو اختراق ما يعينه على تجاوز محنة الانتخابات وسيناريو تفجير اسطنبول بالأمس جاء ليخلط الأوراق من جديد .
تقرير: مصطفى عبدو

زر الذهاب إلى الأعلى