مقالات

الفوضى في الشرق الأوسط والحلول الممكنة

بالنظر إلى الوضع الراهن في الشرق الأوسط سنلاحظ خريطة ملتهبة بالنيران والعنف والقتل على الهوية وصراع المذاهب والأديان والقوميات بأشكال متعددة، وكأنها اختزال مستجد لكافة الحروب والصراعات الدائرة عبر التاريخ.

وفي أسلوب تعاملها مع حل القضايا العالقة تنزلق أكثر في مستنقعاتها بدلاً من ايجاد الحلول الممكنة لقضاياها وأزماتها.

لهذا يتم تسمية الوضع الحالي للشرق الأوسط بالحرب العالمية الثالثة، وهذا يظهر بشكل واضح في الصراعات الدائرة في هذه الجغرافية وتتداخل فيها العديد من الأمور الداخلية والخارجية بحيث يمكن ربط مصير كل العالم بمعنى من المعاني بنتائج الصراعات الدائرة هنا الآن.

فالصراعات الدائرة تظهر الكم الهائل المتراكم من القضايا في المنطقة مثل الصراع الديني، المذهبي، الاثني من جانب، ومن جانب أخر الصراع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.

وكافة هذه الصراعات لها أبعاد كونية كون الشرق الأوسط مهد الحضارات والأديان والثقافات، وهنا الغرب لا يمكنه النأي بنفسه من صراعات المنطقة كونه حالياً يعتبر جزءاً من السبب والنتيجة معاً وله الدور الأعظم في تفاقم الصراعات الحالية.

بالنتيجة نرى أن كل طرف أو جهة تعمل لوضع الحلول التي تتناسب مع مصالحها ورؤيتها للوضع ولهذا نرى أنه يوجد تصادم وصراع كبير بين العديد من الأفكار والرؤى المختلفة من جهة، وأيضاً الصراع بين مصالح مختلفة لكل جهة.

وإذا نظرنا إلى واقع الانتخابات ومحاولات الحلول السياسية للقضايا الموجودة في الشرق الأوسط سنرى أنه لا توجد حلول حقيقية، فمن جهة جرت انتخابات في كل من العراق ولبنان، ولكن تعمقت الأزمة السياسية في البلدين بشكل أكبر ولم تتشكل الحكومة إلى الآن، ومن جهة أخرى في ليبيا واليمن وسوريا الحلول العسكرية تتصدر المشهد، والواضح أن الانتخابات التركية لن تكون أفضل حالاً من البلدان الأخرى، وتزايد حدة الأزمة مع إيران من قبل أمريكا واسرائيل يظهر أن التطورات ستكون باتجاه الصراع أكثر منه باتجاه الحلول.

لذا من الواضح أن الفوضى تتعمق أكثر وتزداد الصراعات بأشكال مختلفة، ولكن يتطلب منا السؤال ما هو الحل؟

الحل يكمن في المشروع الديمقراطي الحقيقي الذي يعالج القضايا من جذورها وهذا المشروع يتطور بشكل كبير في روج افا ولكن القوى التي ترى أن الديمقراطية والمشروع الديمقراطي لا يناسب مصالحها تعمل بكل قوتها لضرب هذا المشروع، وأيضاً يعملون على الاستمرار وفق سياسة الابادة والانكار تجاه الشعب الكردي وقضيته العادلة.

لكن المشروع الديمقراطي المتحقق أصبح أملا للملايين ليس فقط في كردستان وسوريا بل في كل المنطقة، وحتى على مستوى العالم لأنه يطرح القضايا بشكل علمي وموضوعي ويعمل على معالجتها برؤية مستقبلية وعصرية ولهذا تحقق النتائج وستستمر في تحقيق المزيد من النجاحات بالاستمرار بالنضال الديمقراطي .

زر الذهاب إلى الأعلى