PYDآخر المستجداتمقالات

الفاشية التركية إلى الإفلاس مرة أخرى

سليمان أبو بكر –

لايخفى على أحد أن  الهدف من الهجمات الوحشية التركية على شمال وشرق سوريا هو فصل الشعب عن الإدارة الذاتية وإيجاد شرخ عميق بينهما.

حزب العدالة والتنمية يستغل الهامش الذي ولَّده الصراع التنافسي بين القوى الامبريالية / شرقي ’ غربي / وما يجري على الساحة الأوكرانية ليصدِّر ما تعانيه من الأزمات / داخلية , خارجية / ليتمكن من تحقيق مصالحه الاستراتيجية على الساحة الشرق أوسطية عموماً وكردستان خصوصاً لتوسيع نفوذه الاقليمي بقوة عارية متخذاً في ذلك حجج وذرائع واهية هدفها الأساسي هو ضرب الإدارة الذاتية الديمقراطية الفتية النشأة في شمال وشرق سوريا، وهذا ليس بغريب عن الذهنية التركية الفاشية المهووسة بهواجس محمومة بالعداء لأي حركة تحرر كردية مستقلة في المنطقة.

لكن الموضح من  الهجمات التركية الأخيرة على شمال شرق سوريا هو أنها ليست سوى إفلاس حقيقي للسياسة التركية حيث اعترفت تركيا وبشكل رسمي في إعلامها بارتكابها جرائم حرب ضد الشعب السوري في شمال شرق سوريا وهذا واضح من خلال استهدافها للمواقع الحيوية والبنى التحتية التي تمس الحياة المعيشية اليومية للشعب.

ولا ريب في أن قوى الهيمنة العالمية تراقب عن كثب جميع هذه الأوضاع بصمت دون تدخل كونها هي التي تتنافس في الشأن السوري وهي بالأساس سبب الصراع القائم في المنطقة عموماً.

الجدير بالذكر أن هجمات الاحتلال التركي تأتي بعد فشل الاتفاق المشترك الأخير بين كلٍ من تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري في إحداث فتنة مثلما حصل في دير الزور لتحولها إلى حرب عشائر والعمل على إظهارها على أنها حرب بين الكرد والعرب وجاهدت في خلق فتنة بين مكونات شمال شرق سوريا وضرب الحاضنة الشعبية للإدارة الذاتية بهدف حرمان جميع المكونات من مقومات التعايش السلمي الأساسية، ولكن بصمود هذه المكونات فشلت تلك المخططات.

لذا إن الهجمات التركية التي تشنها هذه الأيام خصوصاً على شمال وشرق سوريا تأتي لضرب الأمن والأمان بين مكونات الادارة الذاتية لإحداث شرخ بينهما ولتصل بالنتيجة الى افراغ المنطقة وزيادة وتيرة التغيير الديمغرافي الذي بدأت به في المناطق المحتلة.

لكن المؤكد بالنسبة لمكونات شمال وشرق سوريا هو الصمود في وجه هذه المخططات وهذا هو الرد الحقيقي على جميع السياسات وستؤكد فشل وهزيمة حكومة أردوغان مقابل المشروع الديمقراطي الحقيقي الذي وُلدَ من أزمة هذا الشعب وبذلك سيعلن بأن لا خلاص بدون هذه الإدارة وأن أي مخطط آخر سيقابله العنف الشعبي وسيقوم بما يلزم لحماية مكتسباته وقيمه.

زر الذهاب إلى الأعلى