PYDمانشيتمقالات

الديمقراطية التي لا تتمتع بالأخلاق لن تضمن حقوق المرأة

ريم إدريس

السياسة شيء فطري يُخلق مع الإنسان وهي أسلوب وتصرف يقوم به الإنسان، والهدف منها الاستمرار والبحث عن سبل البقاء وحماية النفس من المخاطر والانقراض، ولكن مفهوم السياسة في وقتنا الحاضر يتجه نحو إقصاء وقتل الآخر من أجل الحفاظ على المصالح وتحقيق مكاسب مادية ومحو إنسانية الإنسان، وهذا ما يفعله النظام الأردوغاني بشكل عام وخاص، حيث تتميز سياسة أردوغان بأنها لا أخلاقية ومجردة من معاني الإنسانية لتشبه مرضاً أشبه بالجمرة الخبيثة التي لا علاج لها ولا دواء، وكل ممارسات أردوغان الإجرامية التي تُمارس بحق المرأة بشكل خاص هدفها كسر إرادة المرأة الحرة والمقاومة والمتمثلة بمقاومة المرأة الكردستانية التي استطاعت بدورها تمزيق شِباك ذلك العنكبوت السام من خلال رفضها لسياسته الإجرامية ومطالبتها بحقوقها الإنسانية.

اليوم أصبحت مقاومة المرأة الكردستانية مقاومةً يُحتذى بها من قبل جميع نساء العالم، وبالأخص المرأة العربية فمن خلال انطلاق ثورة روج آفا التي عمّت جميع المناطق، وبخاصة المرأة في شمال وشرق سوريا، حيث أكدت المرأة للعالم أجمع أنها قادرة على أن تكون حاضرة وعلى جميع المستويات حتى العسكرية منها، لذلك نجد أن النظام الأردوغاني في الفترات السابقة كان يقوم باستهداف رموز المقاومة عبر الطيران المسيّر، وممارسة الانتهاكات والاغتصاب بحق النساء في الأراضي التي يحتلها، والجميع يعلم أن الانتخابات الرئاسية التركية على الأبواب وهزيمة أردوغان أصبحت قاب قوسين أو أدنى.

تساؤلات كثيرة تخطر في الأذهان، هل في حال فوز المعارضة التركية في الانتخابات المقبلة، وتبنيها للديمقراطية ستكون حال المرأة أفضل؟

الإجابات كثيرة، ولكن اليقين هو أن المرأة لن تستطيع الحصول على حقها وكرامتها من خلال ديمقراطية لا تتمتع بالأخلاق والإنسانية، فجميع الدول العالم تنادي بالديمقراطية، ولكنها بعيدة كل البعد عن الإنسانية والأخلاق، فالمرأة في معظم دول العالم هي عبارة عن سلعة يتم الاتجار بها عبر جسدها واستغلالها في أمور لا أخلاقية لتحقيق مكاسب مادية. نحن نجد أن الديمقراطية لوحدها غير كافية، بل يجب أن تكون أخلاقية وإنسانية، وخير مثال على ذلك، المرأة اليوم وفق فلسفة وفكر الأمة الديمقراطية وفي ظل الإدارة الذاتية استطاعت أن تنال حقوقها وأن تكون مشاركة في بناء المجتمع، وقد أثبتت ذلك من خلال دورها ومشاركتها في جميع الأصعدة.

وخلال ذلك دائماً هناك خطط ومؤامرات لوأد روح المقاومة لدى المرأة اليوم، حيث يتم استخدام المرأة لمحاربة المرأة الأخرى، وتلك سياسة جديدة يتم اتباعها عبر استغلال المرأة وأدلجتها وتوظيفها وفق نصوص تخدم جميع الأجندات الإجرامية والانتهاكات بحق مقاومة المرأة في جميع أنحاء العالم، لذلك نحن بحاجة إلى توعية المرأة وإدراكها لحقوقها حتى تنال حريتها الكاملة التي هي حرية المجتمع كله.

زر الذهاب إلى الأعلى