ثقافة

الثقافة الكردية في تنامي مستمر.. المهرجان الخامس للقصة الكردية مثالاً

أثبتت الثقافة الكردية نفسها على مدى السنوات المنصرمة أنها تسير في طرق التطوير والإنماء وذلك من خلال الندوات والمهرجانات الثقافية التي تحصل على مستوى المنطقة؛ فرأينا الكثير من الفعاليات والنشاطات الثقافية المتعلقة بتنشيط وترسيخ الفكر الثقافي الكردي لدى الفرد والمجتمع بشكل أكبر وأعمق.

ومن تلك الفعاليات مهرجان القصة الكردية على مدى خمس سنوات؛ فالقصة الكردية برهنت مدى متانتها وتأثيرها على المجتمع من خلال جودة ونوعية القصص المطروحة التي لا بد من أنها أثرت بشكل مباشر أو غير مباشر على الوعي الثقافي لدى الفرد.

وكان هذا المهرجان من النقلات النوعية والمتطورة في روج آفا؛ حيث جرى هذا المهرجان قبل عدة أيام بدورته الخامسة ولقي اهتماماً كبيراً ومشاركة فعَّالة من قبل المثقفين والكتاب وحضور العديد من المثقفين والسياسيين والمهتمين بهذا المجال، وكانت فعاليات هذا المهرجان ناجحة ولقت متابعة الكثيرين من أفراد المجتمع.

هذا وبدأ المهرجان في الثالث من آب الجاري برعاية اتحاد كتاب الكرد واستمر لأربعة أيام وأُعلنت عن القصة الفائزة في اليوم الخامس 7 آب، وأقيم المهرجان في مقر اتحاد الكتاب في قامشلو والمشاركة كانت لـ 13 قصة، وكان هناك لجنة لتقييم القصص يترأسها رئيس اتحاد كتاب الكرد دلاور زنكي.

حيث تنوعت القصص بين القصص السياسية والاجتماعية وقصص الحب، وكانت القصص كالتالي:

في اليوم الأول قُرِئت قصة دلوفان جتو تحت عنوان Du serî di beroşekê de nakelin”” وقصة عباس موسى  بعنوان “Mirina boşka”، والقصتان كانتا من الواقع الكردي وذات محتوى سياسي.

وفي اليوم الثاني للمهرجان تُليت قصة “çavên kutkutî” لـ خالص مسور، وقصة صلاح سيدا بعنوان “Ker-Ga- Hesp”، جواني عبدال بعنوان “Zimanê Rengîn، وعباس إسماعيل ”Qero venegeriya Elî Fero”.

وفي اليوم الثالث قُرئت قصص كل من: رامان حسي بعنوان ” “Dabوقصة أحمد طاهر Vira sale””، وقصة محمدي بيري Kum kûtik””، وقصة طه سليم حسين تحت عنوان ” Pêlên derya”.

وفي اليوم الرابع للمهرجان قُرئت قصة شفين حسن بعنوان الحب في طاحونة الحرب (Evîn di aşê cengê de)، وقصة جان إبراهيم بعنوان الساعة (Demjimêr)، وقصة قادر عكيد بعنوان الأساتذة أيضاً يتشابهون (Mamoste jî Dişibin Hev).

ففي اليوم الأخير من المهرجان رُددت عدد من الاغاني الفلكلورية والقى “دلاور زنكي” رئيس اتحاد الكتاب الكرد كلمة وتمنى بدوره أن تكون المشاركات على نطاق أوسع في السنوات القادمة كونه مهرجان دوري يقام كل عام، وتم توزيع شهادات تقدير على الكتّاب لمشاركتهم في المهرجان بدورته الخامسة، واختتم المهرجان بالإعلان عن اسم الفائز في المهرجان وكانت الجائزة من نصيب قصة “الأساتذة أيضاً يتشابهون (Mamoste jî Dişibin Hev)” لـ قادر عكيد؛ والتي كانت تتحدث عن حياة طفل لاجئ مع أسرته ومعاناته في تأمين لقمة العيش؛ وهي حكاية كل لاجئ في بلاد الغربة, وبطل القصّة “قنجو” وعائلته نموذج للكثير من العائلات التي شتتتهم الحرب. ونالت قصة القاص قادر عكيد المركز الأول من بين ثلاث عشرة قصة كانت قد شاركت في المهرجان.

وفي سياق المهرجان تحدثت لنا القاصة شفين حسن عن قصتها والتي هي تحت عنوان “الحب في طاحونة الحرب (Evîn Di Aşê Cengê De)” حيث كانت المرأة الوحيدة المشاركة في المهرجان بدورته الخامسة.

هذا وتدور أحداث قصة “الحب في طاحونة الحرب” عن الوطن الذي يحيا في زمن الحرب وأرادت القاصة شفين من خلال قصتها أن توصل فكرة حب الوطن وحب الأشخاص، وتطرقت بالحديث في قصتها عن المرأة الكردية التي أصبحت مسؤولة في الكثير من الميادين حتى في ساحات القتال وترى نفسها مسؤولة لحل المشاكل والصعوبات التي تواجه المجتمع، وتحدثت عن الشباب الكرد الذين يدافعون عن أرضهم في مواجهة هجمات داعش على المنطقة، ودارت أحداث القصة عن فتاة كردية متعلمة اسمها “كوليزار” لديها الكثير من الصفات المميزة، حيث أنها تنتظر عودة خطيبها من نداء الواجب وعند عودته تقوم داعش بالهجوم على المنطقة، فتذهب العائلات إلى المناطق الآمنة بينما يلبي خطيبها واجب مواجهة الجماعات الإرهابية. وبعد ثلاث سنوات يأتيها خبر استشهاده بصورة مروعة حيث يتمزق جسده إلى أشلاء على يد مرتزقة داعش، وقامت الفتاة بعد ذلك بالانضمام إلى ساحات القتال دفاعاً عن أرضها وشعبها.

وأرادت القاصة شفين حسن أن تظهر ما قامت به مرتزقة داعش من قتل وتنكيل؛ وتمت إنهاء القصة من خلال توضيح مدى قوة المرأة الكردية في كافة المجالات ومنها ساحات القتال وأنها قادرة على مواجهة أي هجوم يمكن أن تتعرض له المنطقة، وأنها قادرة على حماية وطنها وأرضها ونفسها وأن تسير على خطى الشهداء”.

الثقافة الكردية تتسم بالكثير من الصفات الأدبية المميزة فهي إرثنا وتاريخنا الذي لا يُستغنى عنها، وهي قريبة من وجدان وحس الشعوب الأخرى في المنطقة؛ ويعتبر النتاج الكردي غني لا سيما فيما يتعلق بالناحية الثقافية؛ ونأمل أن تكون النشاطات والفعاليات الفكرية والثقافية في مناطقنا نحو تجديد وازدهار مستمر وأن تكون المشاركات في مثل هذه الفعاليات بصورة أكبر وأكثر فعالية في السنوات القادمة لأن للثقافة والمثقفين دور كبير في توعية المجتمع وتقدمه نحو الأفضل.                                                                                   

إعداد: دلناز دلي

زر الذهاب إلى الأعلى