مقالات

البعثات الدبلوماسية في تركيا محاصرة بعناصر متطرفة..؟؟

ibrahim-ibrahimابراهيم ابراهيم

  • مع تزايد الاعمال الارهابية في تركية في الآونة الاخيرة و التي تشير معظم التحليلات و المتابعات إلى صبغتها الارهابية المنسوبة و الموصوفة بها التظيمات التكفيرية الظلامية و التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين الابرياء..!! , و لعل ليس هناك اختلاف بين اثنين أن ما يجري اليوم في تركيا سببه سياسة الحكومة التركية برئاسة حزب العدالة و التنمية و حاكمها المطلق رجب طيب اردوغان و تخبطها بين عناصر اللحطة و مفاهيمه الدينية الاسلاموية و أمراضه النفسية كالشعور بالعظمة و التسلط و الفردية المطلقة و محاولاته الفاشلة بالتحكم في محيطه السياسي و الاجتماعي و الديني عبر اليات تسودها الخداع الغبي.
  • بعد استلام حزب العدالة و التنمية الحكم في تركية ازدات مساحة تنمية الفكر الاسلامي و لو بشكل بطيء و كان انتقال السلطة من أحزاب كانت توصف بالعلمانية و التي حكمت تركية لمدة عقود إلى حزب ذات ايديولوجية دينية و بسرعة قياسية قياسا بالمجتمع التركي العلماني خلق حالة من اللاستقرار الفكري و الثقافي و قد استغل حزب العدالة و التنمية بخبث هذا الخلل و ببطء و يمهد رويداً رويداً مساحة خصبة لنمو الفكر الاسلامي أفقيا و عاموديا , و ازدادت هذه المودة و بشكل مخيف بعد ما كانت تسمى بالثورة السورية , حيث انتعشت التربة التركية و بدعم مباشر لا بل و خطط و برامج من قبل حزب العدالة و التنمية الاسلامي و باتت تركيا اكثر المناطق نمواً للفكر الديني المتطرف القادم من جميع بقاع العالم للمرور إلى سورية التي افتقدت الدولة سيطرتها على أجزاء واسعة منها جراء الثورة التي انتقلت إلى حرب طائفية على السلطة, و فتحت تركيا حدودها أمام هذه المجموعات الارهابية و قدمت لها المساعدات اللوجيستسة و العسكرية بقصد دعم الثورة السورية التي تحولت كما قلنا إلى ثورة دينية جهادية تتفق في ايديولوجيتها مع ايديولوجية اردوغان و حزبه و هذا ما فتح المجال امام المجتمع التركي للاختلاط بهذه الايديولوجيات الدينية و دعمها و تأييدها بسبب المكون الديني و المروث الثقافي الذي تملكه اصلا و من خلال المفاهيم التي كان يطرحها أردوغان مؤخرا بأن تصيح تركيا قائدة العالم الاسلامي .
  • و بعد مرور ست سنوات و الظروف الذاتية و التاريخية لنمو الفكر الديني المتطرف و الذي اختلط بالقومي التركي انقلبت الوقائع التي كان يخطط لها اردوغان و جماعته من الاخوان المسلمين في المنطقة العربية مستغلين التعاطف الدولي مع الثورة السورية و فشلت الثورة السورية و تحولت إلى مجموعات ارهابية لتشكل أخطر انواع الارهاب عبر التاريخ العالمي , و مع هذه المسيرة التي لم تتوقف تغلغل الفكر الديني المتطرف و بدعم مقصود من قبل اردوغان إلى جميع مؤسسات الدولة التركية و خاصة منها الامن و الدفاع , حيث أطهرت عملية مقتل السفير الروسي من قبل ضابط امن كان قبل فترة من مجموعة حماية اردوغان في قصره ليتبين فيما بعد أنه من جبهة النصرة , ثم ليظهر بعد مقطع فيديو لضابط آخر و اثناء اداء مهمته برفع السلاح و الصراخ بشعارات تهتفها التنظيمات الارهابية مثل داعش و النصرة , فضلاً على معلومات نتنشر بين الحين و الآخر عن علاقة هذه الاجهزة الامنية مع تنظيم داعش و القاعدة و التي فرضتها تعامل هذه المؤسسات و بأمر من اردوغان مع هذه التنظيمات , و هذا كان واضحا أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة و تعامل مؤيدي أردوغان و عناصر حزب العدالة و التنمية مع الانقلابيين حيث مارسوا اقسى انواع و اساليب القمع و التعذيب و بسلوك يوحي بالحقد الدفين على بعضهم البعض حيث زرع اردوغان هذا الحقد و مهد له عن طريق عناصر ارهابية تركية تنتمي لداعش .
  • و اليوم و بعد آخر عملية الملهى الليلي في أول يوم من أيام 2017 لا يستبعد مراقبين أن يكون المهاجم رجل أمن من أحدى المؤسسات الامنية التابعة لاردوغان حيث تشير ملابسات الجريمة أن الملهى تلقى تحذيرا أمريميا من احتمال هجوم ارهابي مما استدعت الحكومة التركية الالاف من رجال الشرطة للحفاظ على الامن ليلة راس السنة و خصصت عدة عناصر للملهى نفسه ..!! إذا كيف لرجل يلبس لباس البابا نويل و يخبئ كلاشينكوف تحت لبسه يدخل الملهى في الوقت الذي ينتهي فيه زمن البابانويلات ..!! ثم متى كان البابا نويل يدخل الملاهي إلى بدعوات و برامج خاصة..؟؟ و الامر الاكثر ريبة إن مدة تنفيذ عملية يقتل فيها ما يقارب 40 و 70  جريحاً و تبديل الارهابي ثيابه و مخزن رصاصات سلاحه  لا تقل عن 10 دقائق و هذا الوقت كاف على الاقل محاصرة الملهى سيما و ان السلطات التركية ذكرت نشرها لـ 25 الف شرطي في استنبول لوحدها..!! لكن لم يعتقل المهاجم و هرب..!! إذا ما ذكر في بداية المقال أن الفكر الارهابي و بدعم من أردوغت تغلغل فعلا في مؤسسات الدولة التركية و بدت عناصر هذه المؤسسات ترفض هكذا حفلات التي يعتبرها كفرا و استغلال اردوغان و المقربين منه لهذا الظاهرة تفيدهم في هذه اللحظات بعد تخلي امريكا و الغرب عنهم و دفع هؤلاء العناصر إلى ارتكاب جرائم و أعمال ارهابية لايصال رسائل إلى العالم بانه مهدد و يكسب التعاطف المفقود معه, و أمام هذه الحالة تأتي القضية الاكثر خطورة على الهيئات الديبلوماسية و السياسية الدولية المتواجدة في تركية حيث تشير المعلومات أن الفكر الديني بدأ يسود المؤسسات الامنية عامة و تلك التي تقوم بحماية البعثات و الهيئات الدولية و الخاصة بمراسيم الزيارات الرئاسية بعدما زرع أردوغان ثقافة الحقد على الغرب و أمريكا , هذا وقد سادت شوارع المدن التركية لافتات و شعارات معادية للغرب و المسحية, و مقتل السفير الروسي كانت في إطار هذا الرؤية, فهل تأخذ هذه الدول خطط أو آليات حماية جديدة لبعثاتها الديبلوماسية سيما و أن متابعين يرجحون ان مهاجم الملهى الليلي هو أيضا من ضباط الشرطة التركية في حين حاولت السلطات التركية تحاول ابعاد هذه الشهبة عندما نشرت صورة لشخص قالت انه هو المشتبه به دون أن تفصح عن اسمه و جنسيته…؟؟!!!

 

زر الذهاب إلى الأعلى