المجتمع

الأطفال السوريون، ضحايا الأزمة السورية

zaroke-suriya-%e2%80%ab1%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%ac zaroke-suriya-%e2%80%ab1%e2%80%acتقرير: حسينة عنتر

أطفالنا هم فلذات أكبادنا من أجلهم نبني ونعمر الأوطان، هم الأمل هم المستقبل الواعد، لاشك أن الثورة السورية ودخولها العام السادس كان لها تأثيرها الواضح والفعال على جميع شرائح المجتمع، ولا سيما الأطفال الذين هم ثمرة المجتمع، والجيل الصاعد،والأكثر تضرراً وتأذياً من الثورة، ورغم ذلك هناك من يستغل هذه الثورة وهؤلاء الأطفال وتجنيدهم في  العمل الذي يضع أعباء ثقيلة على كاهل الطفل، والذي يهدد سلامته وصحته ورفاهيته، العمل الذي يستفيد من ضعف الطفل وعدم قدرته عن الدفاع عن حقوقه، العمل الذي يستغل عمل الاطفال كسلعة وكعمالة دونية وضيعة. ومن أسباب هذه الظاهرة الخطيرة المتفشية في هذه الاوقات ،وتزامناً مع الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط وخاصة سوريا، نجد أنفسنا ملزمين بمطالبة الحكومات والدول والمجتمعات الدولية والإنسانية على ممارسة دورها الفعال في منع تلك الممارسات والإجراءات على مبدأ احترام سلم النشوء والتطور، والمهم في ذلك هو وضع قانون يمنع عمل الأطفال وذلك لأجل الطفولة البريئة لإفساح المجال أمام من هم في سن العمل، وإنهاء موضوع البطالة الناتجة عن تشغيل الأطفال، لكن الجريمة هي أن تترك الأطفال يمرون بمشاكل وصعوبات أكبر من سنهم، فلكل مرحلة عمرية مشاكلها وصعوباتها، وفي روج أفا وفي ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية، والتي كانت ملاذاً للاجئين السوريين، عمدت صحيفة الاتحاد الديمقراطي الوصول إلى عينة من الأطفال الذين لجأوا مع أسرهم إلى روجآفا ومنهم : شعبان محمد حتروش، الذي أفاد: أن عمري 11سنة، نزحت مع عائلتي من تل شغيب بجبل سمعان منذ عام 2012 بسبب الخراب والدمار اللذان لحقا بحلب وعلى إثرها  فقدنا والدنا ودمر منزلنا مما اضطررنا إلى النزوح أنا وأسرتي، واستأجرنا بيتاً بحي زيتونية في قامشلو مؤلف من غرفتين فقط دون مطبخ، وهذا ما دفعني إلى أن أعمل بائع متجول أبيع الصابون والمنظفات ضمن صندوق، وأجوب بها شوارع وأحياء قامشلو من الساعة السابعة صباحاً حتى غروب الشمس مع أخي الذي يصغرني سناً حتى أومن لأخوتي رغيف العيش وآجار البيت. وهذا طفل آخر يعيش نفس المعاناة يدعى حميد بري نازح من باب النيرب بحلب، ولكنة يبتاع في صندوقه بعض المواد المنزلية ( كاسات وصحون) يقول: أطرق الأبواب وأصعد البنايات وأتوسل بعض البشر لشراء بعض الكاسات هناك من يفهمني ويشعر بمعاناتي وهناك من يصد الباب بوجهي.

طفل آخر من ريف دير الزور محمد فاضل، والدي ذهب ليستلم راتبه ولم يعد حتى الأن ولا نعرف شيئاً عنه إن كان حياً أو ميتاً، أعمل على بسطة أمام إحدى المحلات في السوق المركزي بقامشلو، يستغلني صاحب المحل ويأخذ نصف غلتي لقاء تمركزي أمام محله، والقسم الآخر لا يكفي لشراء الخبز الحاف، بالإضافة إلى عمل والدتي في إحدى المستشفيات الخاصة كعاملة نظافة، ونحن أسرة مؤلفة من 8 أولاد ووالدي وجدتي العجوز، مع العلم أن والدي معه الديسك لا يستطيع العمل، نقطن في محمقية على الحدود التركية وذلك بسبب أن الآجار في تلك الأحياء أرخص منه في المناطق الأخرى من قامشلو، ولا ننسى هذه  الآفة بين أبناء مدينة قامشلو نفسها قبل الثورة  وفي ظلها. الطفل ابراهيم لقمان من أهالي حي قدوربك  يقول: لم أذهب إلى المدرسة اطلاقاً كبقية أصدقائي بسبب الأوضاع المادية المتردية التي نعيشها، فعرفت نفسي منذ الصغر أجيراً لدى أصحاب محلات الجملة ( المواد الغذائية)ولم أتعلم سوى لغة الطاعة وحاضر وأمرك معلم، منذ أن كان عمري خمس سنوات والآن بلغت الرابعة عشر أحس نفسي في الأربعين من عمري وهدني التعب ولم أعرف شيئاً من حياة الطفولة وألعاب الصغار ومثلي الكثير وخاصة في هذا الزمن وفي هذه الأوضاع المأساوية و الأسعار الجنونية والغلاء الفاحش، ناهيك  الحديث عن الدولار المسيطر، ورغم الأراء التي تحاول تبرير عمل الأطفال ومنحه نوعاً من الشرعية، عبرآثاره التي يتزعمها هؤلاء من مثل مساعدة الأسرة في تأمين حاجاتها ومستلزماتها المعيشية، ولتبعدها وتقيها من الجوع، وعن سؤال الناس الآخرين، إلا أن هذا لا يستدعي عمل الأطفال منذ الصغر وإبعادهم عن جو اللعب والتسلية والتمتع بطفولتهم التي هي حق من حقوقهم الشرعية، مما لا شك أن ظاهرة تشغيل الأطفال تترك آثاراً سلبية للغاية على تربية الطفل، حيث باتت تلك الآثارتنعكس على أوضاع المجتمع بشكل عام وعلى الطفل بشكل خاص، وقد تؤدي بالأطفال إلى الهاوية والانحراف واكتساب صفات سيئة، فإلى جميع الجهات المعنية وخاصة الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا بمقاطعاتها الثلاث، ملتزمة بالتوجه بمؤسساتها وهيئاتها نحو دراسة هذه الظاهرة وتقديم الحلول الملائمة لتفشي الظاهرة والخلاص من هذا الوباء، وتأمين السلامة والحياة الكريمة، وعدم استغلال الأطفال والعمل على زيارة أسر الاطفال بالتعاون مع الكومونات الموجودة في كافة الاحياء، ودراسة حالة الأطفال النفسية، ونشر الوعي بين الشعب وخاصة العائلات التي تعاني من كثرة عدد أفرادها والوقوف على ظاهرة تفاقم الفقر بينها، وكذلك زيادة عدد دور الحضانة و المراكز الاجتماعية ومراكز تدريب الأطفال المهن المختلفة عبرورشات عمل في العطلة الصيفية ووسائل تكنولوجية حديثة تلائم مؤهلات الصغار العقلية والجسدية والنفسية والصحية أيضاً، حتى نجني ثمرة ثورتنا وثورة روج آفا العظيمة، لتكون نموذجاً للطفولة السعيدة بعد أن كانت الشريحة الأكثر تأثراً وضرراً من الثورة السورية كـ آلان الكردي، وعمران الحلبي، وغيرهم من الاطفال و الكرد السوريين بوجه عام.

زر الذهاب إلى الأعلى