ثقافة

مهرجان هاوار والفلكلور الغنائي الكردي في موسمه الثاني…

hawar الفلكلور الغنائي  الشعبي مرآة صادقة لمكنونات الوجدان عند الشعوب وخاصة الشعب الكردي، وأخص بذلك مقاطعة عفرين بمختلف ألوانها وتقاليدها وعاداتها، فمن خلال هذا الفلكلور الأثيرتمكن الشعب الكردي من الحفاظ على تراثه وتاريخه وعبر عن طموحاته وأحلامه وانكساراته أيضاً.

وكانت الأغنية ولا تزال مصاحبة لمعظم الأعمال والمناسبات في البيئة الشعبية خاصة في روج آفا، فيستخدمها الفلاح في الزراعة والحصاد، ويغنيها العمال في أعمال التشييد والبناء، كما تستخدم في كل مناسبات الأفراح والأحزان . وبالتالي  تراث أي أمة  من الأمم بكافة أشكاله هو دليل على وجود هذه الأمة. ويعد الفلكلور أحد دعائم الثقافة، فنحن في روج آفا  معنيون أكثر من غيرنا بالحفاظ عليه وتدوينه ودراسته وتحليله ونشره، لأن القمع والإنكار وطمس الشخصية الكردية، لعب دوراً كبيراً في اندثار وفقدان التراث الكردي، كنتيجة لما تعرضوا له على يد الأنظمة الحاكمة المستبدة، ناهيك عن التشرذم الذي هدد التراث الكردي وعلى يد بعض متسلقي الفن والغناء، لذا فما تم انجازه خلال الثورة في روج آفا وفي مجال أحياء الثقافة والفلكلور الكرديين كان بمثابة ثورة حقيقية في هذا المجال ، مهرجان هاوار وكالعديد من الفعاليات الفنية والثقافية في روج آفا هو ثمرة من ثمرات ما انجزه شعبنا في مجال ثقافته وتراثه وحضارته .

مهرجان هاوار الأول الذي انطلق تحت شعار “الثقافة في كل بيت” وربيع جديد” الكل في عفرين وروج آفا يتذكر يوم الثلاثاء 28 تموز 2015 في صالة هيئة الثقافة والفن بمركز مقاطعة عفرين أوّل أيام مهرجان هاوار للأغنية التراثية، والذي عد الأول من نوعه في مقاطعة عفرين وروج آفا.

الهدف من المهرجان كان تشجيع التراث الشعبي وإحيائه بالإضافة إلى العمل على تشكيل فرقة أوركسترا بعد الانتهاء من المهرجان.

مهرجان هاوار الأول كان انبثاقاً للروح الثقافية والأخلاقية التي انصهرت وكادت أن تضيع من الشعب الكردي وشعوب المنطقة المضطهدة، جراء ممارسات التطهير العرقي والثقافي والعمل على صهرهما من قبل الأنظمة المتسلطة على الشعب الكردي. وكانت خطوة تاريخية لشعب روج آفا وخاصة شبيبتها ولجميع مكوناتها للحفاظ على ثقافتهم الأم وحمايتها، وتنميتها، لأن الثقافة تعتبر النهج الأخلاقي والإيديولوجي لاستكمال الشعوب لتراثهم وثقافتهم.

وقد تم تكريم عائلة الفنان الراحل عبدي ملا حسن المعروف في مقاطعة عفرين باسم “عبدي شعريه” بوسام رمزي وهو عبارة عن شعار للمهرجان وشعار هيئة الثقافة. رغم الحرب والأزمة الاقتصاديّة والظروف الصعبة، الهدف من المهرجان هو خلق فسحة أمل للمجتمع، وأن يكون رسالة تحدّي فالمهرجان هو شكل من أشكال المقاومة لمواجهة ثقافة الإمحاء والأنكار لزرع ثقافة الإحياء والحياة والوجود، فكما يدافع أبناء روج آفا عن الأرض وعن القيم الإنسانية يأتي المهجران ليحيي القيم الإنسانية والفلكلور، فهم يستشهدون لنحيا نحن ولنبني فكراً وثقافة سليمتين وصحيحتين.

تنمية وتشجيع الجوانب الفنيّة والثقافيّة عموماً هو أساس بناء المجتمع والإنسان وجزء لا يتجزأ من الثورة في روج آفا.

 مهرجان هاوارالأوّل على مستوى روج آفا، يسعى ليكون على مستوى كردستان عامة.

تحت رعاية هيئة الثقافة بمقاطعة عفرين، دعا إدارة مهرجان هاوار لحضور افتتاح الموسم الثاني من المهرجان للأغنية المؤلفة والذي أنطلق ُفي يوم الخميس الـ 18/8/2016 على مسرح الثقافة في تمام الساعة الرابعة بعد الظهر.

 فبعد النجاح الكبير لمهرجان هاوار في موسمه الأول بجمع الأغاني التراثيّة وتوثيقها وإحيائها من جديد، والتشجيع على التأليف الموسيقيّ والشعريّ في مقاطعة عفرين، للأصوات الشابّة والفنّانين الهواة الذين عادة ما يبدؤون مشوارهم الفنّي بالغناء للفنّانين الكبار.

 وكان من شروط المشاركة في المسابقة المهرجانية، أن تكون الكلمات جديدة غير مغنّاة سابقاً، أي تلحّن القصيدة لأوّل مرّة، واللحن يجب أن يكون لحناً جديداً وليس مستورداً، كذلك ترك المجال للمشترك بالاعتماد على نفسه بالتواصل مع الشعراء والملحّنين، والغاية هي زرع روح الإبداع في المتسابق ليبحث ويختار، وكان المطلوب من كلّ متسابق تقديم ثلاث أغان خلال المسابقة.

لجنة المهرجان قد تساعد وتتعاون مع المتسابق في أغانيه، إذا كانت خامة صوته تستحقّ الاهتمام بها، وستواظب على تدريبات الأداء لأنّ الغاية من المهرجان في النهاية هي تنمية هذه الأصوات لتحصل على فرصتها في الحياة الفنيّة هذا ما أكد عليه القائمون على أعمال المهرجان .

أما قبول الأصوات فقد تمّ على مرحلتين، في المرحلة الأولى يتم النظر في خامة الصوت، وقد كان عددهم 75 مشاركاً، وفي المرحلة الثانية وهي مرحلة الفرز وتصفية الأصوات تأهّل 54 صوتاً، تقييم الأداء والإيقاع والمقام، كما انسحب 20 صوتاً لعدم قدرتهم على تحقيق شروط المسابقة من حيث تأليف اللحن والكلمات، وقد أخضعوا للجنة التحكيم المؤلّفة من الأساتذة، نيازي عمر، وعبدو عثمان، وريزان بكر، وإيفان رشو،  واختارت اللجنة 30 صوتاً، عبر آلية تتلخّص في سجل علامات موزّعة على الشكل التالي : 25 علامة لكلّ من الأداء والوزن وطبقة الصوت وخامة الصوت ،ثمّ نقوم نحن إدارة المهرجان،  بتجميع علامات الأعضاء الأربعة، وتقسيمها على أربعة، وكلّ من جمع 65 علامة يتأهّل وسيخضع بعدها وخلال شهر ونصف للتدريب».

 الفرق بين موسمي المهرجان

الهدف من الموسم الأول وكما أشار إليه القيمون على المهرجان، كان حماية التراث الكردي الأصيل كونه بقي محمياً من الفناء والاندثار بفضل الأغاني الملحمية الطويلة التي ترتبط بالعادات والتقاليد والثقافة الكردية، وتم تجميع وتوثيق كافة الأغاني القديمة الباقية إلى الآن في مقاطعة عفرين والتي تحكي تاريخ وتراث الشعب الكردي”.

أما الموسم الثاني والذي بدأ في الـ 18 من تموز 2016 وبعد التحضير له منذ ثلاثة أشهر قبل انطلاقته يرتكز على الأغاني المتنوعة، وبعد النجاح الذي حققه الموسم الأول لمهرجان هاوار على مستوى روج آفا في توثيق الأغاني الفلكلورية والكشف عن المواهب الجديدة والقديمة في المقاطعة، تقرر إطلاق الموسم الثاني لكن بأسلوب مختلف فكان يتضمن أغاني متنوعة وعدم تقييد المشاركين بموضوع الأغنية أو ألحانها وكلماتها.

 هاوار سيسعى إلى تطوير وتنمية المواهب الشابة في مجال إنتاج أغاني من كلمات، وألحان وصوت، وبعد انتقاء 24 مشاركاً من الموسم الأول، من حينها يشرف على تدريبهم فنانون اختصاصيون في مركز الثقافة والفن لتفادي الأخطاء في الأداء وتحسينه نحو الأفضل.

 المهرجان يهدف لتنمية وإحياء ثقافة الغناء

نائبة رئيس هيئة الثقافة والفن في مقاطعة عفرين صالحة سيدو”: إن مهرجان هاوار للأغنية، يهدف إلى تشجيع المواهب الفنية والأصوات الجديدة في المقاطعة وإحياء ثقافة الغناء والتأليف والتلحين”.

لجنة التحكيم المختصة تشرف على تقييم أداء المشاركين وإعلان أسماء الفائزين وتكريمهم من قبل هيئة الثقافة في المقاطعة في نهاية المهرجان.

   بمزيد من التألق والنجاح وإشراقة الأمل، تابع مهرجان هاوار رحلته الفنية وبحضور ملفت وملهف من عشاق الفن الذين توافدوا منذ الساعات الأولى للانضمام للأجواء الاحتفالية المتميزة.

 اليوم الأول لفعاليات المرحلة الأولى من الموسم الثاني لمهرجان هاوار“مهرجان الأغنية الأول في روج آفا” بدأ بمشاركة 9 متسابقين من أصل 24 في اليوم الأول، وبحضور المئات من المهتمين في مجال الثقافة والفن في المقاطعة.

وبدأت فعاليات المسابقة بتقديم المتسابقين التسعة لوحاتهم الغنائية من الفلكلور الكردي.

ثم تتالى ظهور المشتركين كالتالي:

المشتركة روليان شيخو: أدّت أغنية ” ازم كولم” من كلمات ” أسامة خليل أحمد” ، ألحان “أحمد ميدانكي”

المشترك فرهاد آفين: أدّى أغنية “از فراتم ” من كلمات “دلو”، ألحان ” محمود ترموش”

المشترك سليمان روج: أدّى أغنية “من نزاني دنيا هانايا” من كلمات وألحان ” سليمان روج”

المشترك أحمد حنّان: أدى أغنية ” جيرانه ” من كلمات وألحان “ريزان بكر”

المشتركة زيلان علي: أدّت أغنية ” غريبيه عمره من خار” كلمات ” زيلان علي” ألحان ” إيفا رشّو”

المشترك ريبر مراد: أدّى أغنية ” تو هاتيا ليه ياره” من كلمات وألحان ” رمضان عمر”.

المشترك فرهاد بلال: أدّى أغنية ” مافيه من ” من كلمات وألحان ” ريزان بكر”.

المشتركة شيرين خليل ” تو جه ياره” من كلمات وألحان ” جان ديار خليل”

 بعدها قامت لجنة التحكيم المؤلفة من خمسة أشخاص “عدنان رفعت، نعيم شباب، فاطمة سيدو، كلستان سيدو ودليل ميرساز، بتقييم أداء المتسابقين من جميع نواحي الأداء والأمور المتعلقة بتقنية طبقة الصوت، وتم اختتام اليوم الأول بالكثير من الحماس والتشوق لليوم الثاني من المهرجان.

اليوم الثاني من المرحلة الأولى:

 بدأ بتقديم 8 لوحات غنائية لمتسابقين بحضور الرئيس المشترك للمجلس التشريعي محمد يوسف، ورئيسة هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل عريفة بكر والمئات من أهالي مقاطعة عفرين.

وبدأ المتسابقون بتقديم أغانيهم الفلكلورية، بعدها قدم الفائز من الموسم الأول لمهرجان هاوار أصلان شير أغنيتين فلكلوريتين.

تلاها تقييم لجنة التحكيم لأداء المتسابقين الـ 8 من نواحي الأداء وطبقات الصوت.

اليوم الثالث من المرحلة الأولى:

من المهرجان انتهى بتقديم ما تبقى من المتسابقين لأغانيهم والبالغ عددهم 7، وسيتأهل الفائزون منهم في المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية بعد تصويت لجنة التحكيم وتأهل 17 متسابقاً ومتسابقة للمرحلة الثانية.

والمتأهلون للمرحلة الثانية هم كلاً من “سليمان روج، بهار عثمان، دمهات خلو، أفين بلال، تولين محمد، أحمد حنان، لوسين صالح، أفين حسن، لقمان بكر، فرهاد ميلاد، فاطمة بلال، فاطمة بكري، صلاح قدو، سلافا علي، دنيز إبراهيم، حنان علو، أفين علي”.

وانتهت المرحلة الأولى من المهرجان بتكريم المتسابقين الذين لم يجتازوا المرحلة الأولى بشهادات تقدير، تكريماً لجهودهم المبذولة في المهرجان، والمهرجان مازال مستمراً وسينتهي في الـ 31 من شهر أب الحالي.  تقرير: دوست ميرخان

زر الذهاب إلى الأعلى