المجتمع

وانتصر المشروع الديمقراطي في الحسكة (اصداء وآراء)

تحقيق: مصطفى عبدوheseke

قبل الحديث عن الموضوع لا بد من التنويه إلى العلاقة القوية التي تربط أبناء الحسكة فيما بينهم، فهي علاقة تاريخية ذات روابط مشتركة بين جميع مكونات المنطقة الذين تعرضوا إلى الاضطهاد والإقصاء وإلى عمليات تنكيل مستمرة من أنظمة الحكم التي تعاقبت على سورية، فمع تقدم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى نحو الحسكة تم فرض أجندات أخرى جديدة، فقد انهارت قوى النظام المتواجدة فيها، وأرتمى العديد ممن كانوا يصفقون لها في حضن هذه الجماعات، حينها لولا تدخل وحدات حماية الشعب لكانت مدينة الحسكة وما يجاورها حتى الآن تحت سيطرة هذه الجماعات الإرهابية بعد أن انسحبت فلول قوات النظام وتركت الأهالي يواجهون مصيرهم لوحدهم، وقتها ارتكبت العديد من الانتهاكات وتم خطف العديد من المواطنين بغية المساومة عليهم وقبض مبالغ ضخمة لقاء الإفراج عنهم وغيرها من الأحداث المروعة.

وبالعودة إلى الأحداث الأخيرة في الحسكة رصدت صحيفة الاتحاد الديمقراطي آراء الشارع في روج آفا حول ما آلت إليه الأوضاع، حيث أعرب جميع المشاركين عن استيائهم لما حدث وأكدوا دعمهم للأسايش وأنهم سيقدمون الكثير من أجل حماية الحسكة، علماً أنه تباينت بعض الآراء فيما يتعلق بمسألة السيطرة على المدينة فقد أكد قسم منها بأنها بوادر لإقامة حكم فيدرالي، وقسم آخر رأى بأنها مناوشات وليدة المرحلة ليست أكثر ولا أقل، أما الجزء الأخير فقد صرح بأنه كان لابد و أن ينتفض الشعب وبجميع مكوناته ليحمي مكتسباته ويحصل على حريته واستقلاليته في أرضه ووطنه.

الحسكة ومكاسب النصر

كتب آلدار خليل عضو الهيئة التنفيذية في حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي:

بعد حوالي ستة أيام من الهجمات على الحسكة واستخدام أقوى الأسلحة وأكثرها فتكاً بما فيها الطيران من قبل النظام السوري، لكن اليوم تنتصر الحسكة بهمة أهلها المقاومين ضد النظام البعثي، ليثبتوا للعالم أجمع أن إرادتهم لا تكسر! وبمقاومتهم على مدار أيام صعاب لقنوا الذين راهنوا على إرادتهم درساً في الحماية والدفاع، واستطاع أهالي الحسكة أن يقدموا نموذجاً متمثلاً بالأمة الديمقراطية وما نتج عنها من توافق ما بين المكونات في روج آفا من الإدارة الذاتية الديمقراطية والنظام الاتحادي الفيدرالي، ليوصل أهالي الحسكة الأبطال بانتصارهم هذا رسالة قوية مفادها، شرعية المشروع الديمقراطي المتبع في روج آفا وآلياته المتبعة، فكان الانتصار بمثابة دفعة قوية لعجلة الاعتراف الدولي بالمشروع الديمقراطي، واستطاعت الحسكة أن تثبت أنها قوية كما هي دوماً أمام أي افتراء وفتنة تثار ما بين المكونات المتعايشة فيها، وقدمت خير نموذج للتعايش المشترك في روج آفا بجميع لغاتها لتؤكد مرة أخرى فشل جميع المحاولات من النظام في كسر الجدار المشترك الذي تتخذه المكونات أساساً للدفاع والحماية والتعايش السلمي، وقد أثبتت القوات الأمنية في روج آفا وبعد هذا النصر المؤزر في الحسكة وخاصة بعد أيام من الاشتباكات وبطريقة مهنية وبعد طرد الدفاع الوطني ومن يدور في فلكه من الذين كانوا يقومون بعمليات نهب وسرقة المواطنين علناً، بأنها هي الأجدر بحماية الحسكة وروج آفا، وبفضل النهج المقاوم في روج آفا وآليات الدفاع والحماية الذاتية التي تأسست عليها المؤسسات الأمنية ومن بينها قوات الحماية الجوهرية التي أثبتت هي الأخرى قدرتها على تأكيد أهمية جوهر الحماية الذاتية وكرسته بشكل عملي في معركة الحسكة لتسطر ملاحم بطولية بإرادة مقاتليها ومقاومتهم البطولية.

الحسكة كانت خير ميدان لامتحان القوى التي أعلنت صداقتها لشعبنا في روج آفا ودعمت مشروعه الديمقراطي وتجربته الرائدة في الإدارة الذاتية وعلى هذا دولياً، فإن انتصار الحسكة هو إفشال المساعي الدولية للمخطط التركي السوري الإيراني وبالتالي انهزمت المؤامرة التي عول عليها المحور الثلاثي للنيل من إرادة شعبنا وكسر دعائم مقاومته، وبهذا فإن في الحسكة اليوم انتصرت الأمة الديمقراطية وانتصرت أخوة الشعوب, فالنصر بالدرجة الأولى مكسب قوي لأهالي الحسكة ولروج آفا عموماً. لذا ننحني أمام هامات شهدائنا وشهداء الحسكة ونبارك لأهلها هذا النصر المؤزر.

من جانبها أصدرت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب بياناً جاء فيه:

إلى الإعلام والرأي العالمي، بعد نحو اسبوع من الاشتباكات المستمرة بين وحدات حماية الشعب وقوات الأسايش من جهة وجيش النظام السوري وكتائبه المختلفة من جهة أخرى في مدينة الحسكة التي شهدت قصفاً بالطائرات والمدفعية من قبل النظام ونتيجة لتدخل وجهاء العشائر وأطراف دولية مؤثرة واستجابة للمساعي المنادية بحقن الدماء والمحافظة على أمن وسلامة المواطنين وممتلكاتهم، تم الاتفاق على وقف إطلاق النار بشروط مسبقة وبضمانات الجهة المشرفة على العملية لتنفيذ بنود الاتفاق الموقع والذي يتضمن خروج الجيش السوري وقواته المسلحة والدفاع الوطني من داخل مدينة الحسكة إلى خارجها، والإبقاء فقط على الشرطة المدنية والأمن في مكان تواجده من ساعة وقف إطلاق النار، وقيام وحدات حماية الشعب بتسليم كافة المواقع والأماكن التي تحت سيطرته إلى قوات الأسايش والأمن العام ضمن المدينة، كما تضمن الاتفاق على تبادل الأسرى والمعتقلين من الطرفين وفتح كافة الطرق المؤدية من وإلى مدينة الحسكة وفك الحصار عن نقاط الجيش السوري المتمركز خارج المدينة. كما نص الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة وبمتابعة من الجهة المشرفة على عملية وقف إطلاق النار لإيجاد حل سياسي بين الدولة السورية والإدارة الذاتية.

إننا في وحدات حماية الشعب نؤكد بأننا لن نتوانى لحظة واحدة من اللجوء إلى حق الدفاع المشروع عن مصالح شعبنا بكل مكوناته وطوائفه وسنبذل الغالي والنفيس من أجل المحافظة على الحياة المشتركة، ولن نسمح أبداً بالمساس بكرامته من أية جهة كانت, كما نتقدم بشكرنا العميق لأبناء مدينة الحسكة الشرفاء الذين وقفوا إلى جانب قواته المشروعة من الوحدات والأسايش في وجه غطرسة قوات النظام وكتائبه، وكل الشكر لوجهاء العشائر الأصيلة في مدينة الحسكة الذين ابدوا موقفاً مشرفاً للحفاظ على السلم الأهلي وعدم الانجرار إلى مخططات النظام البعثي الساعية لإشعال الفتنة بين المكونات.

القيادة العامة لوحدات حماية الشعب 24/8/2016.

إرادة الشعب الكردي أقوى من النيل منها

جوان سكو- عضو اللجنة المركزية للبارتي الديمقراطي الكوردستاني – سوريا:

باعتقادي أن السبب الأساسي لأغلب تلك الاشتباكات التي حدثت في الحسكة جاءت كنتيجة طبيعية لممارسات تلك المجموعات الإجرامية المتخلفة التي استهدفت نشر الفوضى وإثارة الرعب والفزع بين سكان المدينة، وإثارة النعرات الطائفية بين المكونات المتعايشة فيها وخلق جو من انعدام الأمن والاستقرار، واستهداف المدينة بمخططات مسبقة الصنع من التخريب والعنف في المناطق التي يسيطر عليها النظام من قبل عصابات ما تسمى  بقوات الدفاع الوطني أو المقنعين وميليشيات النظام البعثي الشوفيني، بالإضافة إلى أن هؤلاء لم ترق لهم الانتصارات التي تحققت على حليفهم داعش في منبج من قبل قوات سوريا الديمقراطية هذه أولاً، كما كانت الاشتباكات نتيجة للجولة التي قام بها اردوغان إلى كل من موسكو وطهران واتصالات الأخير مع دمشق سعياً منه في إعادة ترتيب العلاقات مع النظام  والتي انتهت بإبرام اتفاقية تنص على محاربة الكرد ومكتسباتهم في روج آفايى كردستان  بشكل خاص ثانياً، ولكن الخليفة والملالي ينسون أو يتناسون بأن إرادة الشعب الكردي أقوى من النيل منها بمجرد اتفاقية.

وكان لابد من الرد على تلك الممارسات والإجراءات الغير أخلاقية وضبطها وإزالتها من قبل قوات حماية الشعب والأسايش، فكانت الاشتباكات التي أصبحت بمثابة رسالة واضحة للنظام على أن الإدارة الذاتية هي التي تقرر الأمور في مقاطعة الجزيرة وليست عصابات النظام، وأن القوات الكردية ستكون لها الكلمة الفصل في كل الأمور الاستراتيجية بعد اليوم.

بالإضافة إلى أن الأمور كانت تتجه نحو تقليص وإزالة السلطة الفعلية للنظام ومحاصرتها في مربعها الأمني كما هو الحال في قامشلو حيث لم يبق لهذا النظام أي تأثير على الواقع ولا حول لها ولا قوة.

ورضوخ النظام لشروط الكرد في الاتفاقية الأخيرة التي وقعت بين وحدات الحماية الكردية والنظام كان نتيجة إفلاس الأخير وفشل كافة مخططاته التي استهدفت مكتسبات روج آفايى كردستان ولزعزعة الأمن ونشر الفوضى وعدم الاستقرار.

 ما يجري الآن يكشف عما كان سراً وهمساً وشكوكاً حول دعم تركيا للإرهاب

وفي هذا الإطار يقول المواطن / م. خ / من مدينة تل براك الواقعة شمال الحسكة، جميل أن نرى شبابنا أبناء محافظة الحسكة تشدهم النخوة تجاه اخوانهم ورفاقهم في الأسايش وفي وحدات حماية الشعب وفي قوات سوريا الديمقراطية، ونبارك لهم هذه الخطوة وندعوهم إلى المزيد من الالتفاف حول هذه القوات التي تحمي المنطقة بجميع مكوناتها، وأنني أعتبر ذلك بمثابة واجب وطني مقدس يقع على عاتق كل مكون من مكونات المنطقة المتعايشة أباً عن جد..

وبشكل سلمي. كما أدعوهم إلى الحيطة والحذر وعدم الانجرار إلى الفتن التي قد يلجأ إليها اليوم من الذين لا يريدون الخير لهذا البلد وأهله. ولفت / م.خ/ إلى إن بعض مثيري الفتن ومروجي الاكاذيب طالما حاولوا أن يصفوا قوات الأسايش التي تحمي المنطقة بأنها طائفية وبأنها تدار من قبل مكون واحد، في حين جاء هذا الانتصار ليكون أفضل رد على من ملأ وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بصراخهم الطائفي للتغطية على فشلهم وعجزهم عن حماية وتحرير مناطقهم. وأضاف أن ما يجري اليوم كشف المستور عما كان سراً وهمساً وشكوكاً حول دعم تركيا وإيران للنظام البعثي وتسليحهما للإرهاب ومساندتهما له، وإلا لما كان كل هذا التصعيد من قبل تركيا الآن، فثمة محاولات واضحة لوضع العصي في عجلة العربة التي تسير نحو الديمقراطية.

حالة من اليأس والاحتقان كانت تلف المواطنين

في اتصال لصحيفة الاتحاد الديمقراطي مع مواطن من المكون العربي وبحالة من الغبطة أفادنا:

كان هناك حالة من الاحتقان واليأس لدى الشارع في الحسكة وروج آفا من تصرفات الطرف البعثي وممارساته اليومية المسيئة للمواطنين، من أخذ الاتاوات واستغلال المواطنين وكثير من التصرفات غيرها، كل ذلك ترك آثاراً واضحة لدى المواطنين في الحسكة، مما أدى إلى الرد ضد تلك التصرفات بطرق مختلفة وبأشكال تتناسب مع الأوضاع والظروف العامة التي تسود البلاد. وبتقديري هناك غموض مازال يكتنف المرحلة، فأرى بأن هناك سياسة أخرى يحاول البعض انتهاجها هدفها تصعيد الأمور في الداخل وتشويش أفكار المواطنين بالاتفاق مع دول إقليمية وحكامها، ممن يعادون الشعب السوري وكأننا دمى بأيديهم يحركوننا ويصعدون الأمر حسب رغبتهم، وأضاف المطلوب اليوم هو وعي جماهيري وإرادة حرة وقراءة سليمة للأحداث، والعمل وفق خطة مدروسة نحو الهدف والالتفاف نحو جذب وتوعية الجماهير والتنظيمات السياسية الموجودة.

ما حدث في الحسكة كان رد فعل طبيعي على ممارسات النظام

عامر من الحسكة: أدعو الشباب في المنطقة من كافة المكونات الوقوف إلى جانب قواتهم قوات الأسايش ودعمها، والتنشيط في الشارع لقطع دابر المؤامرات التي قد يحاول البعض حياكتها في الخفاء, فنحن شعب واحد وسوف لن ندع مجالاً لأي كان أن يسيء إلى العلاقة المشتركة والمتبادلة والسلم الأهلي بين مكونات المنطقة كافة. وأضاف عامر لصحيفة الاتحاد الديمقراطي، يظهر أن هذه الأحداث كانت ردة الفعل الطبيعية على الانتهاكات والتصرفات التي ظهرت من البعض ومحاولة الإساءة إلى المواطنين وتطبيق قانون فرق تسد.

من هذا المنبر ندعو جميع مكونات الشعب في الحسكة وروج آفا إلى ضبط النفس والتمعن فيما يجري بشكل جيد وعدم الإصغاء إلى محاولات زرع الفتن، والوقوف بحزم ضد كل الأعمال التي لا تتوافق مع القيم والمبادئ التي نعتز بها.

وفي تعليق نادر ومختلف أضاف الشاب / ع.ح/ لقد آن الآوان للتفكير الجدي ولم شمل المكونات المتآلفة منذ قرون، وإعادة بناء العلاقات التي حاول الكثيرون الإساءة إليها.

السيدة خديجة من سكان مدينة الحسكة واللاجئة إلى عامودا تقول:

اعتقد أنه يجب أن نستمر على هذا النحو من السلم الأهلي والتعايش، فهذه أرضنا ووطنا وهنا جذورنا وسنبقى هنا نمنع المندسين والمتآمرين من اللعب بمصير شعبنا وما نحن عليه من الألفة والمحبة.

وأضافت: يجب أن يلتف الجميع نحو قواته الشرعية المدافعة عنه ويجب التنديد بكل ممارسات الدفاع الوطني.

كلمة المحرر

إن بعض الدول الاقليمية وعلى رأسها تركيا، تسعى جاهدة إلى الإساءة إلى السلم الأهلي وبث التفرقة بين مكونات المنطقة وإثارة المشاكل من أجل إشغال الأطراف في معارك جانبية، مما يسهل لداعش وأعوانها من استغلال الموقف واسترجاع المناطق التي خسرتها في منبج وغيرها، ومنع تقدم قوات سوريا الديمقراطية إلى مناطق أخرى، وإن المواجهات التي حدثت في الحسكة كانت ثمن تحرير منبج الأمر الذي لم يرض الكثيرين، ونتيجة ذلك فها نحن ذا نرى دخول قوات تركية وحلفاؤها في الصراع إلى مدينة جرابلس بحجة محاربة ربيبتها داعش.

فتركيا إلى جانب معارضتها المستمرة لتقدم جيش سوريا الديمقراطية في القتال ضد داعش، تحاول في نفس الوقت زيادة الانشقاق في الداخل السوري من خلال إثارة الصراعات بين مكوناته ومد الإرهابيين بالسلاح والمال والعتاد والدعم المعنوي للوقوف في وجه قوات سوريا الديمقراطية.

من جانب آخر تعلن الحكومة التركية اليوم بأنها لم تعد تمانع بقاء الأسد في السلطة نظراً للدور الذي يمكن أن يلعبه هذا الأخير لمستقبل سوريا حسب نظر الحكومة التركية.

إن ما تقوم به تركيا في هذا التوقيت سواء من فتح حدودها أمام من سمتهم بالجيش الحر للدخول إلى الأراضي السورية عبر أراضيها، أو اتفاقها مع إيران وسوريا سراً، مما يثير العديد من التساؤلات عن دور تركيا في المنطقة ويثير الكثير من الشكوك حول سياساتها، ويشير إلى أن تركيا قد دخلت على خط الأزمة السورية.

وأنها شريك داعم لهذه الأحداث، وكل ذلك من أجل الحد من تقدم قوات سوريا الديمقراطية ومنعها من تحرير المزيد من المدن والمناطق، لا بل الوقوف في وجه المشروع الديمقراطي الذي يسعى إليه جميع المكونات في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى