حوارات

الصراع بين الأئتلاف والنظام البعثي، صراع على السلطة

 xebat shakirفي الحوار الذي أجرته صحيفة الاتحاد الديمقراطي مع خبات شاكر مسؤول مجلس حزب الاتحاد الديمقراطي” ” PYD في المانيا، حول جملة من التطورات والمتغيرات على الساحة السورية عامة وروج آفا خاصة، خبات شاكر، وخلال الحوارسلط الأضواء على عدد من النقاط والاسئلة الهامة المتعلقة بالأوضاع الراهنة ومآلات الصراع في سوريا.

وهذا نص الحوار:

-في البداية كيف تقرأ خريطة الأحداث والوقائع التي تسود على الجغرافية السورية بما فيها روج آفا،على الصعيد العسكري والسياسي؟

في البداية أتقدم بالعزاء لعوائل الشهداء التي استشهد أبناؤها نتيجة التفجير الإرهابي الذي حدث في قامشلو وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى كما أنحني بأجلال أمام كل عوائل شهداء ثورة روج آفا.

لنعد إلى ماتفضلت به حول الأوضاع السياسية والعسكرية التي تسود في سوريا ومن ضمنها روج آفا ،في الشرق الأوسط وخاصة في سوريا هنالك محاور مختلفة يمكن تصنيفها ضمن ثلاث استراتيجيات.

المحور الأول: محورالحداثة الرأسمالية والتي تحاول تغيير الخريطة السياسية والجغرافية وفقاً لمصالحها الخاصة في المنطقة .

المحور الثاني: محور الدولة القومية والتي تسعى ومستعدة بشكل دائم لتقديم التنازلات في سبيل ديمومتها وأستمرارية سلطتها ووجود كيانها بأي ثمنٍ كان .

المحور الثالث: محور الخط أوالاستراتيجية  الديمقراطي والذي تبنته وأسست له وتقوده حركتنا ،وركيزة هذا المحورالعيش المشترك والتأخي والأنسجام بين كافة المكونات المجتمعية والشعوب في المنطقة على أختلاف مشاربها، لغاتها، وثقافاتها.

 وبدون شك الجمهورية أوالدولة القومية هي صيغة للحكم لاتختلف بأستراتيجيتها  وسياساتها عن نظام الحداثة الرأسمالية، لا بل هي أحد أدواتها الهامة وركيزة من ركائزها الأستعمارية وأستمرارية لبقاء هيمنتها السلطوية. ولا جدال في ان الدولة التركية تقود نهج ونظام الدولة القومية في المنطقة وتحاول بشتى الوسائل والأمكانات أحيائها وديمومتها، وتنقاد خلفها كل الأنظمة السلطوية في المنطقة ومن بينها النظام البعثي السوري.

الصراع بين الأئتلاف السوري والنظام البعثي في سوريا ومنذ البداية وحتى هذه اللحظة هو صراع على السلطة ولا شيء آخر، وهذا يقودنا إلى أن العقلية وذهنية الصراع بينهما لم تتجاوز ولن تتخطى ذلك، رغم اختلاف الشكل وبالتالي محور الصراع والمضمون هو محور واحد هو الأستيلاء على السلطة وتبني نفس النهج ” الدولة القومية ” ذو الاتجاه والطراز الواحد، لذا لا يمكن التعويل والبناء على تغيير هذه القوى لأسمائها ،مثل “جبهة النصرة” وهي الأساس في بنيان قوى الأئتلاف على الأرض والتي غيرت أسمها إلى فتح الشام ،كذلك ما سميت بقوات سوريا الجديدة والتي تأسست حديثاً في منطقة جنوب سوريا وبدعم من قوى أقليمية ودولية ولكنها فشلت في تحقيق أي تقدم يلحظ  على الأرض منذ اللحظة الأولى، وأن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن البناء على قوى تحمل نفس الذهنية السلطوية وتهدف إلى الأستيلاء على السلطة وفق نموذج الدولة القومية، أو تمثل أيديولوجيةٍ تعصبية مذهبية وفكرٍبعيدعن مصالح المنطقة ومكوناتها ،وإن اختلفت في تسمياتها وبنيتها الأيديولوجية فلن تفضي إلى حلٍ حقيقي، وأنما ستأجج في الصراع  وستسهم  بشكل أو بأخر إلى إطالة عُمرِ السلطة المركزية ونهج الدولة القومية.

بينما في روج آفا النهج والمحوروالهدف يختلف جذرياً، فقد أثُبِتَ للعالم أجمع أن القوة في روج آفا هي من قوة شعبها وتستمد إرادتها وأنتصارتها من أمال وتطلعات شعب روج آفا بكافة مكوناتها، وبالتالي كانت القوى الوحيدة المنتصرة والصامدة  في وجه جحافل الإرهاب الذي هبَّ ودبَّ من كل أصقاع الأرض ،الحملة التي تقودها هذه القوى في منبج لتحريرها من الإرهاب والتي تشكل القاعدة الأساسية لداعش في سوريا  ومنها وعبر الأتصال مع تركيا، كانت تخطط لشن الهجمات الإرهابية  في كافة أنحاء أوروبا والمنطقة لذا فلها دورٌكبيرعلى مستوى المنطقة والعالم، لكن ما تحققه قوات سوريا الديمقراطية من أنتصارات عسكرية على ما تسمى بالدولة الأسلامية “داعش” أنعكست بشكلٍ إيجابي على الجانب السياسي الذي تقوده الإدارة السياسية الديمقراطية في روج آفا على مستوى الرأي العام العالمي، لذا سيكون تحرير منبج وتلك المنطقة الواقعة غربي الفرات بين مقاطعة كوباني ومقاطعة عفرين وتوصيلهما  بمثابة الضربة القاضية للقوى الإرهابية المتمثلة بداعش وأخواتها، وبالتالي سيبعد خطر داعش عن روج آفا والمنطقة، ويمكن القول بأنها ستسهم  كثيراًفي التخفيف من حدة هجماتها وأرهابها في أوروبا والعالم وسيكون بداية النهاية للتنظيمات الإرهابية في المنطقة عامة.

بتأسيس النظام الفدرالي لروج آفا وشمالي سوريا، يتم التأكيد مجدداً بأن القوى الفعالة والتي تحمل وتصيغ لمشروعٍ ديمقراطي للخلاص من الأزمة والصراع الدائر في سوريا، وهذا المشروع تبناه شعب روج آفا منذ البداية والذي أثبت خلال تجربته الثورية الديمقراطية والتي تقوده حركتنا وعلى كافة المستويات بأنه الأكثر تنظيماً خلال هذه المرحلة الحساسة والصعبة التي تمر بها المنطقة عامة وسوريا خاصة ،المستقبل في المنطقة مستقبل الشعوب المنظمة والمنسجمة ، وخلال هذا الصراع يجب علينا أن نكون على سوية عالية من التنظيم والعمل البناء كما يجب أن نستفيد من الدروس والتجارب التاريخية والحالية التي يمر بها المنطقة بشكل عام لنتجاوز هذه الصراع، وإلا سنضيع الفرصة في هذا القرن أيضاً ولن يرحمنا التاريخ.

– انحسار الجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش، هل نشهد بداية النهاية لها، وما المتوقع من مجلس سوريا الديمقراطي، قوات سوريا الديمقراطية بعد تحرير مدينة منبج والذي بات قريباً؟

بدون شك الهزائم التي تتكبدها ها داعش وأخواتها أدت إلى أضعافها بشدة  في روج آفا وشمال سوريا وهذا سوف يهيء لمرحلة جديدة بالنسبة لمكونات روج آفا كافة،هذا من جانب ،لكن برأيي أن وجود داعش في المنطقة  لن ينتهي لأن دول كبرى تقف خلفها وتستفيد من وجودها وتُسَيّربها مصالحها هذا من ناحية ، ووجود قاعدة دينية وأيديولوجية سلفية في المنطقة تحتضن مثل هذه التنظيمات الإرهابية من ناحية ثانية، لذا سيستغرق القضاء على التنظيم والفكرالإرهابي وقتاً أطول، أما في روج آفا فسنشهد نهاية الوجود الإرهابي قريباً ورغم كل الجهود التي تبذلها وستبذلها الدولة التركية في سبيل إثارة ودعم الإرهاب ضدنا لكن ستفشل كما فشلت كل محاولاتها السابقة .

أما بالنبة للشطر الثاني من السؤال، من المؤكد إذا لم يتم اتصال مقاطعات روج آفا –شمال سوريا ببعضها بتحرير منبج ومنطقة أعزاز سيبقى للإرهاب قدماً عابثاً تهدد روج آفا بكل مكوناتها، لكن ماستحققه قوات سوريا الديمقراطية من تقدم وانتصار في هذه المنطقة سيزيد من قوتها وسيسهم كثيراً في تعزيز مصداقيتها لدى شعوب المنطقة.

-ما تحليلكم لما يجري في ألمانيا من تكرارٍ للعمليات الإرهابية الفردية والتي تستهدف المجتمع الأوربي بالدرجة الأولى، وهل من جهة ما خلف هذه العمليات؟

ماحدث وسيحدث  من هجمات إرهابية في أوروبا وخاصة في المانيا مرتبطة مباشرة بالنظام التركي الذي يمول الإرهاب بكل أشكاله، وبدون شك ستتدفق ألاف المهاجرين عن طريق تركيا إلى أوروبا وخاصة المانيا سيتَسرَب بينهم الألاف من الإرهابيين، وبنظري فإن حكومة العدالة والتنمية تهدف من وراء سياستها هذه إلى تهديد أوروبا وتحاول إيصال رسالة مفادها، طالما أن أوروبا تفسح المجال للمشروع الفيدرالي في روج آفا وتسانده حينها ستكون الهجرة بمثابة ورقة ضغط يمارسها ساسة العدالة والتنمية تجاه أوروبا والمنطقة، وهذا يفسح المجال أيضاً أمام المحافظيين القوميين  الألمان  وسيستفيدون من هذه الأحداث التي تعصف بألمانيا كما أن الأستمرار بهذه السياسة  سيشكل ضرراًكبيراً على أوضاع اللاجئين في أوروبا وسيزيد من المخاوف على حياتهم وجودهم في أوروبا.

– الحديث عن مؤتمر أوحلقة جديدة لجنيف هل من بوادر حل للأزمة في سوريا، في ظل تجدد بعض المواقف في العلاقات الإقليمية والدولية؟

هنالك بعض المؤشرات والتحركات الدولية لكن إن بقيت هذه التحركات كسابقاتها وذلك بإقصاء القوى الديمقراطية وعلى رأسها القوى الكردية  فلن تفضي ذلك إلى أية نتيجة، لأن أية بادرة أو مشروع لحل الأزمة والصراع في سوريا لا يلوح في الأفق، فقط هم الكرد والقوى الديمقراطية في روج آفا تحملان مشروعاً حقيقياً، وهذا المشروع معقولُ ويسد الطريق أمام هذا الصراع والاقتتال ،ولحدِّ هذه اللحظة وبعد هذا الصراع الحاد لم تتغير عقلية الائتلاف وكذلك عقلية النظام السوري، وبدون شك نحن كحركة وقوى ديمقراطية لدينا مشروعنا ومحاولاتنا في أقناع القوى المؤثرة في الصراع إن كانوا حقاً يصبون إلى حلٍ دائم وحقيقي في سوريا، فلا يمكن تجاوز الكرد، وطريق الحل يمرُّ عِبرَ قامشلو.

 في الختام لكم جزيل الشكرعلى إتاحتكم الفرصة لإيصال صوتنا ورؤيتنا إلى شعبنا، وكلي أملٌ أن شعبنا سيكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه، وأن يكون كل شخصٍ فرداً من أفراد الأسايش في روج آفا ليحافظ على وطنه ووجوده، وليمنع من تكرارا ما حدث في قامشلو.

زر الذهاب إلى الأعلى