المجتمع

الهلال الأحمر الكردي في قامشلو، وآفاق العمل

heyva sor a kurdزوزان ابراهيم

قبل أي شيء العمل الطبي هو عملٌ إنسانيٌ قبل أن يكون عملاً يستغله الأطباء لاستغلال الناس ولاكتساب احتياجاتهم الخاصة. العمل في مجال الطب عملٌ شاقٌ جداً ومهمٌ أيضاً في جميع المراحل الحياتية, وبالأخص في وقتنا الراهن وضمن الظروف التي نمر بها الآن، أي ونحن في حالة الحروب والتفجيرات الفجائية, لذلك يتطلب تواجد اسعافات سريعة وعاجلة كي يتم تداوي الناس بأسرعِ وقتٍ ممكن, ومن الضروري أيضاً أن تتواجد في كل منطقة مجموعات إسعافيه دائمة, ففي قامشلو ثمة كروبٌ اسعافيٌ دائم التواجد أي الهلال الأحمر الكردي, ولكي نتعرف أكثر على آليات هذا العمل الإنساني الشاق، فقد أجرت صحيفة الاتحاد الديمقراطي حواراً مع الإداري في مركز الهلال الأحمر الكردي دلكش جمعة عيسى الذي أفادنا بمعلوماتٍ عن آلية العمل في مركز الهلال الأحمر الكردي, حيث قال:” بأنهم بدأوا عملهم منذ أربعة أشهر تقريباً وثمة لديهم سيارات اسعافية جاهزة دوماً وفيها المعدات الطبية السريعة لإسعاف الحالات الطارئة والسريعة”, كما قال:” مع العلم بأننا نمر في حالةِ حرٍب في روج آفا لذلك ثمة احتياجٌ تامٌ لتواجد اسعافي سريع لإسعاف الجرحى الذين يحاربون العدو في جبهات القتال, وأيضاً لإسعاف المدنيين في حال حدوث حالات انفجار كالذي حصل في الفترة الأخيرة في قامشلو. طبعاً إن هذا الانفجار الذي حصل في قامشلو كان أكبر تفجيرٍ يحصلُ حتى الآن في روج آفا وفي سوريا عامة. في اللحظات الأولى وفور سماعنا التفجير ذهب الكروب الاسعافي السريع وقام بمهمته بحمل الجرحى وأيضا بإخراجهم من تحت الأنقاض, لكي نساعد قدر المستطاع الذين لديهم جروحٌ تبقيهم على قيد الحياة فكانت سياراتنا الاسعافيه واحدة تلو الأخرى تذهب لمكان التفجير الإرهابي الذي حصل في قامشلو, طبعاً ليس كروب مدينة قامشلو قام بإسعاف الجرحى فقط، بل وصلتنا سيارات من المناطق الأخرى للمساعدة”, كما أضاف السيد دلكش بأنهم ينتقدون أنفسهم بقوله، كان من الأجدر في هذه الحال أن يتم التنسيق بينهم وبين الأسايش والترافيك وذلك لأجل أن يتم العمل بأسرع وقت ممكن، حتى يتم دخول أطقم الإسعاف إلى مكان التفجير وليسعفوا الجرحى والمصابين عند أي طارىء, كما أضاف بأنه ثمة خطأ في تواجد الجرحى جميعهم في مشفى واحد, وأنه يجب أن يتم توزيعهم على  جميع مشافي المنطقة وذلك لكي نتمكن من إنقاذ المزيد من الأرواح البريئة.

كما نوّه لنا دلكش إلى نقطة مهمة وهي أن بعض الجهات تنشر ادعاءات بحق أطباء ومشافي قامشلو بأنهم لا يستطيعون أن يقوموا بواجبهم الطبي حيال هذه الظروف التي تحصل أي في حالات التفجير أو حالات الاستنفار في منطقة ما بسبب أي طارئ، فقد رد دلكش على هذه الادعاءات الكاذبة بأنها غير صحيحة. وأن الأطباء ومشافي قامشلو دائماً في حالة استعداد لمداواة الناس في جميع الظروف, حتى إن اتحاد الأطباء في قامشلو اتخذ قراراً بأنه في حال حصول حالات تفجير أو حالات طارئة فإن جميع الأطباء يجب أن يقوموا بعملهم الطبي بشكلٍ مجاني, وأن يتعاملوا مع الناس بشكلٍ إنساني. ولكن الأدوية لا نستطيع تأمينها بشكلٍ كامل كون المنطقة تمر في حالة حصار من جميع الجهات”.

 أي أن الهلال الأحمرالكردي يقوم بمساعدة المواطنين قدر المستطاع. وفي نفس السياق أضاف دلكش يقول:” أنه ينقد المراكز الطبية العالمية لأنها لا تساعد روج آفا ولا تتواصل معها كدعم إنساني, وأن أبناء روج آفا الآن يحاربون عدو البشرية جمعاء, تلك القوة الإرهابية التي تنتشر كالفيروس في جميع انحاء العالم وليس في روج آفا فقط”

كما أضاف دلكش بأنهم وعند حصول الانفجار كانوا يومياً يقومون بإخراج المواطنين العالقين من تحت الأنقاض, وكانوا هم وبلدية قامشلو معاً حتى آخر جريح. وحتى الآن فأنهم يزورون المشافي لكي يساعدوا الجرحى ويقدمون ما بوسعهم من مساعدات طبية ومعنوية لهم.

وفي النهاية اختتم  الإداري في مركز الهلال الأحمر الكردي دلكش جمعة عيسى حديثه بنداء إلى كل أهالي قامشلو وتمنى:” بأن يساعدوا الهلال الأحمر الكردي في حال حصول حادث كهذا لا سمح الله في المنطقة, وأن يستعدوا معنوياً ونفسياً لكل الحالات, وأضاف نحن في حالة حرب وكل شيء متوقع حصوله في أي لحظة, خاصة وأننا نخطو خطوات رصينة وناجحة على مستوى روج آفا وشمال سورية، لذلك فنحن مستهدفون أيضا في كل لحظة, ويجب أن نفاجىء العدو بالإرادة القوية والصمود والتحمل مهما حصلت من نكبات وكوارث”.

زر الذهاب إلى الأعلى