تقارير

فرمان: عَصرالسلطنات، والاستّبداد، والديكتاتوريات، في زوال

ferman1حول التطورات الراهنة والمتغيرات على ساحة روج آفا وسوريا تحدث عضو اللجنة المنطقية للحزب الديمقراطي الكردستاني برزان فرمان لصحيفة الاتحاد الديمقراطي، فرمان وخلال حديثه سلط الضوء على عدد من مجريات الأحداث في روج آفا وسوريا، وعن سياسة القوى الإقليمية ومن يمثل أجنداتها المعادية للثورة، والضرورات التي تقتضيها المرحلة الراهنة.       

تطورات المرحلة الراهنة والمستجدات التي طرأت على الصعيد الثوري تتمثل في التقدم العسكري الذي أحرزته قوات سوريا الديمقراطية وقوات مجلس منبج العسكري، في تحرير القرى والبلدات الواقعة غربي الفرات والتي عانت طويلاً من الإرهاب الذي طال كل مفاصل حياة السكان هناك، وما تحرزه هذه القوات من تقدم في منبج والتي ستتكلل بالنصر قريباً، وسيشكل بداية النهاية للمجاميع الإرهابية الداعشية والتي عاثت فساداً وخراباً في الأرض، كلنا نعلم أنه لولا القوى السورية الديمقراطية الحقيقية والمتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية والكتائب والفصائل المنضوية تحت مظلتها، لانتشر الإرهاب على كل بقاع روج آفا وشمال سوريا، لكن استبسال هذه القوى المنظمة والمتعددة في تكوينها ومضمونها الديمقراطي في الدفاع عن الأرض والشعب بدون تفريقٍ أو تمييزٍ أو تفضيل لأحد على أحد، وتقديمها لآلاف الشهداء ولازالت تقدم المزيد، اكسبها الريادة في قيادة دفة الثورة ومكافحة الإرهاب المستشري عالمياً والذي بات يهدد العالم كله.

وما نشهده من أحداث إرهابية وإجرامية في أوروبا وخاصة في فرنسا وألمانيا، تدل على مدى تغلغل هذه الجماعات في كل مكان، لذا على القوى الديمقراطية والتي تسعى للتخلص من هذا الإرهاب أن تتحالف وتساند القوى التي تحارب الإرهاب على مدى أكثر من أربعة سنوات، وعليها أن تقدم المزيد من المساعدة والدعم اللوجستي، التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية باتت على يقينٍ بمدى مصداقية وجدية قوات روج آفا في التخلص من الإرهاب والقضاء عليه أينما كان، فهدفها الأول والأخير محاربة الإرهاب وكل من يعتدي على أرض وشعب روج آفا ويهدد تعايش الشعوب والديمقراطية، الغد هو غدُّ الديمقراطية وتعايش الشعوب في سوريا وفي المنطقة عامة.

ما تشهده في تركيا سيكون بداية النهاية لهذا النظام إن سار بنفس السياسة التي أنتهجها قبل الانقلاب

أما بالنسبة للسياسات الإقليمية المعادية وعلى رأسها النظام التركي والذي دعم ويدعم الإرهاب وهذا ليس بالخفي، وما نشهده في تركيا سيكون بداية النهاية لهذا النظام إن سار بنفس السياسة التي أنتهجها قبل الانقلاب، اردوغان وبعد الانقلاب الفاشل لأصدقائه عليه، يمهد لبناء سلطنته، لكن عليه أن يدرك بأن العالم يعيش في القرن الواحد والعشرين وعصر السلطنات والاستبداد والديكتاتوريات في زوال. وعلى من يتحالف مع اردوغان وسياساته المشؤومة أن يدرك بأن تجارته البخسة قد خسرت، كما فشلت مشاريع مهلهلوا داعش والنصرة وأخواتهما في غازي عنتاب واسطنبول. تجربة مهاباد لن تتكرر بالشكل الذي يخطط لها من قبل بعض الأطراف والأنظمة، والثورات المناضلة من أجل الحرية والكرامة اليوم أصبحت أكثر فعالية وقدرة على الثبات، وعلى من يرغب في الدفاع عن وطنه وشعبه وأهله ويجانب أخيه في حماية أرضه، فإن باب المقاومة مفتوح له، ومن غير الممكن وجود قوتين عسكريتين في روج آفا وتكرار التجارب المريرة، ثورة روج آفا انطلقت من داخل روج آفا وتمثل إرادة وفكر شعبنا وبالتالي لا يمكن لأي قوى أن تشرذم هذه الثورة وتقضي على مكتسباتها، تنظيم داعش الإرهابي يمثل فكر وسياسة الأنظمة المعادية والشوفينية والتي مارست وتمارس بحق الشعب الكردي كل أشكال الظلم والاستبداد، اليوم وبعد مقاومة عنيدة وصمود اسطوري لشعبنا في روج آفا استطاعت القوة السياسية في روج آفا والمتمثلة بالإدارة الذاتية الديمقراطية والقوى المنضوية تحت سقفها الديمقراطي والتي تتجه نحو إرساء نموذج الحل الفيدرالي والتأسيس لمستقبلٍ حرٍّ ديمقراطي لكل مكونات سوريا.

ما يسمى المجلس الوطني الكردي حالها حال ما يسمى بالائتلاف السوري المعارض والذي ترعرع في أحضان البعث الشوفيني والمعادي للثورة في روج آفا

وبما يتعلق بالمجلس الوطني الكردي أو بقايا ما يسمى بالمجلس الوطني الكردي، فقد فَقَدَ مصداقيته كقوة سياسية بين الأوساط الكردية والدولية، هذا المجلس لا يمثل الكرد ولا حتى الثورة في روج آفا أو سوريا، وما يسمى بالمجلس الوطني الكردي حاله حال ما يسمى بالائتلاف السوري المعارض والذي ترعرع في أحضان البعث الشوفيني والمعادي للثورة في روج آفا والذي إلى الآن لا يقبل حتى بالشعب الكردي، هم حقيقة لا يمثلون سوى أجندات الأخرين ومن يدعمهم هم يلهثون خلف مكاسب شخصية وسلطوية بحته، الـENKS  وتحت شعار تمثيل نهج البارزاني يحاولون خداع من حولهم ويسمسرون تحت هذا الشعار في باشور كوردستان، هم ليسوا سوى ثلةٌ من المتحزبين، يمثلون أنفسهم وسياسة من يدعمهم بحفنة من الدولارات، ومن يلاحظ سياسة وخطاب هؤلاء المعادي لمكتسبات الشعب في روج آفا سيدرك ذلك، هم خرجوا عن مسار الثورة الحقيقية ولا يمثلون حتى نهج البارزاني هم يمثلون أجندات كل من يعادي القوى الديمقراطية في سوريا وروج آفا.

في الختام على القوى الكردستانية أن تكون بمستوى المرحلة الراهنة والحاجة لمؤتمر كردستاني أصبح أمراً ضرورياً أكثر من أي وقتٍ مضى، وعلى كل من يدعو للديمقراطية والحرية والكرامة أن يمتثل للمبادئ والقيم الإنسانية، وأن يكون بمستوى الدماء التي تسيل في سبيل سوريا حرة ديمقراطية تعددية لكل أبنائها.                          

زر الذهاب إلى الأعلى