المجتمع

شُحُّ الدواء في روج آفا، يُنْذِرُ بالخطر

darmanالمريض بحاجة إلى الدواء وسيشتريه حتى ولو كان سعره أضعافاً مضاعفة, منذ بداية الأزمة السورية وانطلاق الثورة في سورية وعسكرتها، ودخول العديد في الصراع السوري من تنظيمات إرهابية وأخرى تحت اسم الجيش السوري الحر، بدء الخراب يسود المدن السورية الرئيسية, ومنها حلب ودمشق اللتان كانتا العصب الرئيسي لسورية من ناحية المعامل والشركات وخاصةً معامل الأدوية, حيث كانت سورية لا تستورد إلا القليل من الأدوية من الخارج, وكانت أغلبية الأدوية محلية الصنع, ولكن الخراب الذي عم سورية أدى إلى إغلاق أغلبية الشركات والمعامل, وتعرضت للنهب أو نقلها أوسرقتها إلى خارج الحدود وخاصة إلى تركيا, وذلك لإضعاف سورية، وإحكام السيطرة على المواطن، وأن ما يجتاحه من فقرٍ وغضبٍ واحتجاجات مفادها الثورة, وفي نفس الوقت بدأ الجميع ينتقم من المواطن سواءً التنظيمات الإرهابية أو النظام السوري نفسه, حيث لم يبق في سورية إلا القليل من معامل الأدوية والتي تكاد تعد على الأصابع، ويشتكي الكثير من المرضى من النقص الحاد للدواء وعدم توافره في المراكز الصحية أو المستشفيات الحكومية والخاصة وحتى في الصيدليات ذاتها، وإلى الآن تعانى العديد من المستشفيات وخاصة الحكومية منها من نقصٍ حادٍ في معظم الأدوية مما يسبب ذلك قلقاً لدى المواطنين, فمن أبسط حقوق المواطن عند مرضه هو تواجد الدواء اللازم لعلاجه بسهوله, ولكنه دائماً يجد عكس ما يتمنى فيلجأ إلى الشراء من الصيدليات الخاصة وهذا يكلفه الكثير.

وطبعاً هناك يتم استغلال المريض من قبل بعض الصيدليات التي تقوم برفع الأسعار بشكل مضاعف, والحجج كثيرةٌ وهي عدم توفر الدواء, أو أن هذا الدواء يدخل عن طريق التهريب, أو لم يبق من هذا الدواء إلا القليل وأنه لا يوجد حتى في أغلب المدن الرئيسية. وهناك حجج كثيرة من هذا القبيل وهذا كله يدخل في خانة استغلال المواطن. وكمثال فى “مستشفى نافذ” حيث وجدنا شكوى من بعض المرضى حول النقصٍ في معظم الأدوية وعدم توافرها بالشكل الكافي, والتى لا تسد متطلبات علاجهم، فقد يجد المريض نوعاً ولا يجد آخر.

نور الذين مخبري  يعمل في مشفى نافد تحدث لنا عن النقص الحاد في الدواء في المشفى وفي سبل تأمينه.

حيث قال:” نحن هنا في هذا المشفى نواجه المشاكل بشكلٍ يوميٍ من أجل تأمين الدواء للمرضى حتى لا يتوقف المشفى عن العمل, وحيث يتطلب الأمر فإن المريض يقوم بإحضار دواءه من الخارج، وهذا أيضاً له تأثيرٌ على سمعة المشفى, ولكن هذا هو حال الجميع، والمرضى يعرفون الوضع الذي نعيشه هنا في روج آفا من حصار تقريباً من جميع مراكز الحدود, وقد نشاهد حدوداً تقوم بتصدير المواد والدواء  إلى روج آفا بالتنقيط، وتارة يتم إغلاق تلك الحدود لأسباب حزبية وليست لأسباب إنسانية, طبعاً هناك العديد من المشافي التي بدأت تواجه مثل هذه الظاهرة ظاهرة نقص الدواء.

وفي ”مستشفى الأطفال هناك نقصٌ في الأدوية وخاصة في اللقاحات التي تواجه المستشقى مشاكل من أجل توفيرها للأطفال, وهناك عجزٌ في بعض الأدوية التي لا تصنع داخل سورية.

كما قمنا بجولة إلى عدد من الصيدليات والجميع تكلم عن النقص في توفير الأدوية من أجل بيعها للمرضى, ولكن أغلبهم قال، إن أغلبية المعامل التي كانت تنتج الأدوية تم إغلاقها أو تدميرها أو بيعت لدول الجوار, وهم كانوا يقصدون تركيا التي لعبت دوراً مهماً من أجل نهب المعامل السورية, وطبعاً الطريق من دمشق أو حلب إلى روج آفا مليءٌ بالمخاطر بسبب تواجد داعش والعصابات الإرهابية الأخرى ليصل الدواء إلى روج آفا  وهو يزداد تكلفة بأضعاف مضاعفة, وتصبح سعر العلبة مكلفة للمريض.

اختلاف الأسعار

تتنوع أسعار الأدوية من صيدلية إلى أخرى ومن يوم إلى آخر، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أسعار التحاليل، بالإضافة إلى ارتفاع أسعارالأدوية والتي ترتفع يوماً عن يوم، بسبب عدم استقرار الليرة السورية في جانب منه، والمتضرر الأكبر هنا هو المواطن وحده.

يتم تسعير الأدوية عادةً وفق قيمة ربح معينة، يتم تحديدها من قبل الجهات المسؤولة، والتي يجب على كل صيدلية الإلتزام بها.

«أسعار الأدوية تتراوح بهامش ربح 50% للأدوية التي يصل سعرها حتى 100 ليرة، وبربح 25% للأدوية التي يزيد سعرها عن المئة، بإضافة أجور الشحن، والتي تتراوح حسب نوعية الشحن، كما إن سعر الأدوية التي تشحن براً تختلف عن التي تشحن جواً، ناهيك عن قيام المستودعات بتحديد صيغة الشحن الخاصة بها، والتي تقوم بإضافة أجور النقل والتنزيل».

«معظم الصيادلة يلتزمون بالأسعار، وإن حدث أي اختلاف بالأسعار فيكون معظمه من أدوية أجنبية مهربة أو محتكرة من قبل بعض المستودعات، فالأدوية تباع بكل الأحوال.

أسباب ارتفاع الأسعار

تأخر وصول شحنات الدواء من قبل الشركات الأساسية، بالإضافة إلى انتشار المستودعات غير النظامية واحتكارها للأدوية والتلاعب بأسعارها, وسعر الليرة السوري كما قلنا، كلها أسبابٌ تدفع الصيدلية إلى رفع الأسعار. وهذه هي الحال في عموم سوريا, ولكن روج آفا تبقى قليلاً أحسن بالنسبة لتوفر ولو جزء قليل من الأدوية, وخاصةً هناك رقابة يمكن التقيد بها من قبل أصحاب الصيدليات.

 تقرير :غسان أدهم

زر الذهاب إلى الأعلى