تقارير

روج آفا، ملحمةً ثورية أبهرت العالم

mahamd shexeصرح محمد شيخي مسؤول الأمانة العامة في حزب الشغيلة الكردستاني  لصحيفة الاتحاد الديمقراطي حول التطورات على الساحة السورية والاقليمية والعالمية قائلا:

بعدَ انسدادِ الأفقِ أمامَ الأنظمةِ المستبدةِ والرجعية في مواكبةِ الظروفِ الموضوعيةِ لتطورِ الشعوبِ وتقدمها الاجتماعي وانعتاقها من كل أشكال الاستغلال والتبعية, وما يترتبُ عليهِ هذا التطور من تحقيقِ القيم المادية والروحية للجماهير الشعبية, ومع انفتاح الأفق أمام الشعوب وقواها الثورية في رفض تلك السياسات والممارسات الجائرة, والتي عبرت عنها من خلال الاحتجاجات الشعبية وحالات التمرد والعصيان لتحقيق التغيير الجذري والشامل والعميق في طبيعة هذه الأنظمة، وعلى مختلف الصعد. وما كانت الحركة الاحتجاجية الشعبية العفوية التي حدثت في سوريا في شهر آذار من عام 2011 إلا نموذجاً حياً حقيقياً في مطالبة الجماهير بتحقيق تلك التغيير. والتي جُبِهَتْ من قبل النظام بأعتى أنواع الأسلحة لإخمادها, واستُغِلَّتْ من بعض الدول والقوى الإسلاموية الراديكالية لحرفها عن مسارها الطبيعي.

لتحقيق مآرب وأجندات خاصة بها مستفيدةً من ظرفها الذاتي غير الناضج, كونها كانت تفتقد إلى جهة وطنية, أو طليعة ثورية قادرة على قيادة دفتها وتوجيهها نحو الهدف والمبتغى المطلوب، خلافاً لما جرى في مناطق روج آفايي كردستان. لامتلاكها حراكاً سياسياً نشطاً, ومعارضةً حقيقيةً تاريخية منظمة, وصاحبة الباع والتجربة الثورية.

 تمكنت من أن تحلل بموضوعية طبيعة المرحلة القادمة وتحدياتها, وعدم انجرارها وراء مواقف ووعود بعض الدول الاقليمية الرجعية والدولية. بل سلكت النهج الذاتي والاعتماد على الطاقات الذاتية في ظل النشاط الشعبي والسياسي العاليين, فتكلل ذلك ببناء قوة عسكرية ثورية شملت كافة مكونات المجتمع وخاصةً في مجال المرأة والتي أعطت صورةً وملحمةً ثورية أبهرت العالم بمستوى تضحياتها الجسام ومقداميتها وروحها النضالية الثورية العالية, بالتوازي مع طرح مشاريع ثورية جسدتها عملياً على الواقع والمتمثلة في بناء المؤسسات الخدمية والانتاجية والروحية, وبناء إدارته الذاتية الديمقراطية, وطرح النظام الفيدرالي الديمقراطي للحد من مساوئ نظام الدولة المركزية.

 كان من أهم الأسباب التي دفعت بعض الدول الرجعية الاقليمية وخاصةً النظام التركي المتخبط سياسياً أن يصب جام غضبه من جراء تحقيق تلك الإنجازات, مستخدما كافة الأساليب التضليلية لتشويه الصورة الحقيقية لهذه الثورة المبنية بإرادة شعوب روج آفا, وحرفها عن مسارها التحرري, وإجهاضها من خلال دعم ومساندة قوى إسلاموية متطرفة, وزج قوى فاشية ذات السلوك الإرهابي العلني لعناصر الرأسمال المالي الأكثر رجعية وشوفينية, والتي تُعْتَبَرُ من أخطرِ وأشرسِ عدوٍ اصطدمت معه الحركة التحررية والديمقراطية المحلية, وبلغت أوج هجمتها البربرية على (كوباني) الصامدة والتي قُبِلَتْ بمقاومة باسلة قل نظيرها في التاريخ المعاصر.

ناهيك عن محاولاتها الفاشلة في إقصاء ممثلي شعوب روج آفا وقواها الوطنية الثورية للمشاركة في المؤتمرات الدولية, لخشيتها من إيجاد حل حقيقي للأزمة السورية وما يتمخض عنها من تحقيق متطلبات هذه الشعوب في التحرر وبناء دولة سورية عصرية ذاتُ نظامٍ اتحاديٍ ديمقراطيٍ يلبي مصالح جميع شعوبها, وتقدمها وازدهارها ورقيها, وبالرغم من كل تلك الارهاصات العسيرة التي تسبق ولادة مرحلة جديدة ظافرة بجهود مقاومة الشعوب وقواها الثورية, وفي ظل التوازنات الدولية الجديدة, تظهر محاولات جدية لإنهاء الكارثة الإنسانية في سوريا وتداعياتها على الدول الاقليمية والأوربية, ووضع حد لتمادي الفاشيين المستوردين والخارجين عن نطاق أنظمة السيادة السياسية للرأسمالية من خلالِ إجماعٍ دوليٍ لضرب الإرهاب وتجفيف منابعه. بالتوازي مع إيجاد حل سياسي يشارك فيه جميع المكونات المجتمعية والسياسية السورية, وخاصةً أصحاب المطالب الحقيقية في التغيير الوطني الديمقراطي المنشود وفق مقررات بيان جنيف (1) وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2254).

زر الذهاب إلى الأعلى