تقارير

مقهى النجمة عنوان التآخي في روج آفا

al nagmaيقع مقهى النجمة في مدينة قامشلو, ويُعتبر من أقدم المقاهي في روج آفا, وقد تجاوز عمره السبعين عاماً ويعود ملكية هذا المقهى لصاحبه (موريس صليبا)

وللمقهى تاريخٌ عريقٌ ونكهة من عبق الماضي يعود إلى عهد الانتداب الفرنسي على سورية ولا زال, حيث يقدم هذا المقهى المشروبات الساخنة مثل الشاي والقهوة والأراجيل, ويرتادهُ عددٌ كبيرٌ من المواطنين كل يوم بشكلٍ مستمر, ومنهم من لزم المقهى مند عشرين عاماً.

 ومن خلال اللقاء الذي أجرته صحيفة الاتحاد الديمقراطي مع وكيل المقهى وبعض روادها، ومن خلال آرائهم واستفساراتنا، تكلموا عن سبب ارتيادهم المقهى وكان لهم بعض التفصيلات الأخرى نعرضها عليكم:

حسن جميل خليل الذي تحدث لنا عن مقهى النجمة حيث قال:” منذ إن كان عمري أربع عشرة عاماً وأنا أعمل في هذا المقهى إلى الآن, ونحن نقدم المشروبات الساخنة والباردة والأراجيل وورق اللعب (الشدة).

حيث يتوافد العشرات كل يوم إلى المقهى من أجل التسلية وشرب الشاي المعروف هنا, ويتبادلون الاحاديث والحكايات القديمة, وكل يوم هناك خبرٌ جديدٌ يتناقش في المقهى لساعاتٍ طويلةٍ, هذا غير لعب الورق بين الرجال الكبار في السن الذين أصبحت أعمارهم فوق الستين عاماً, كما أن نخبةً من المثقفين الذين تقاعدوا عن الخدمة اصبحوا يتوافدون بشكلٍ يومي, ونحن نفتح المقهى من الساعة الثامنة صباحاً إلى الساعة السابعة مساءً, وهناك مواطنين أصبحوا كما يقال من أهل البيت كل يوم من الصباح إلى وقت الغداء, وبعدها يذهبون إلى البيت ويرجعون لإكمال سيرتهم وحكاياتهم في المقهى حيث أصبح هذا المقهى مثل النادي.

صفوان محمد عبدالله من سكان قامشلو قال:” أنا أتوافد إلى مقهى النجمة مند عشرة أعوام بشكلٍ يوميٍ تقريباً, وعندما أغيب عن المقهى أحس أنه هناك شيءٌ ينقصني, لأنني لا أريد أن أكون بعيداً عن اصدقائي الذين هم اصبحوا جزءً من حياتي, وخاصةً نشكي لبعضنا البعض الهموم ونتبادل الأحاديث والأوضاع المعيشية, وخاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة, نتشارك مع الجميع وتقريباً استطيع القول بأن هذا المقهى هو تآخي بجميع المكونات في روج آفا من كردٍ وعربٍ وسريانٍ وأرمنٍ والجميع يداً واحدةً وهناك تآخي بين الجميع.

هابيل من الوجوه الدائمة في المقهى يقول :” أنا عمري 79 عاماً وآتي إلى هذا المقهى بشكل دائم لرؤية الاصدقاء, لأنني أحس بأن هذا المقهى هو شيءٌ غيرُ عاديٍ من الحياة المجتمعية من جميع المواطنين في قامشلو, حتى أن هناك اصدقاء لي من سكان الحسكة يتوافدون إلى هذا المقهى كل فترة من أجل الحكايات والقصص التاريخية والقديمة.

أبو صالح من ريف القامشلي عمرة 77 عاما تحدث إلينا وقال:” استطيع القول بأنني أصبحت مهووساً بالقدوم إلى مقهى النجمة لكي أضيع أوقات فراغي لأنني كبرت بالسن وأصبحت جالساً في البيت, ولهذا قررت القدوم إلى المقهى من أجل الترفيه عن نفسي وسماع الحكايات والقصص التاريخية القديمة.

أبو عماد من سكان قامشلو قال:” أنا أقوم كل يوم من الصباح الباكر اشتري حاجيات المنزل من خبزٍ وخضراوات, وبعدها أقوم بالذهاب إلى مقهى النجمة لملاقاة اصدقائي, ونتناول الأحاديث, وهناك بعض الأصدقاء من المثقفين أيضا يقومون بالزيارات إلى المقهى, ولهذا المقهى تاريخٌ قديمٌ جداً خاصةً في عهد الدولة الفرنسية حيث كانت تنطلق الصيحات المعادية لسياسة فرنسا من قلب المقهى, حتى على مستوى النظام السوري كنا دائماً نناقش الثورة السورية, واستبداد النظام, وكيف أن الثورة انحرفت عن مسارها, وما آلت إليها الأوضاع  من تزايد الجماعات الإرهابية في أغلبية مناطق سورية, ونحن هنا في روج آفا تعرضنا إلى موجة الإرهاب واستطاعت قوات حماية الشعب والمرأة دحر هذا الإرهاب من مناطقنا. وأنا متأكدٌ إذا بقي الإرهاب لوصل إلى أغلبية مناطقنا ولما استطعنا القدوم إلى هذا المقهى, ولكن كما قلت الفضل يعود لهؤلاء الأبطال الذين ضحوا ومازالوا يضحون بدمائهم في سبيل الحفاظ على أمننا ورجوع الحياة إلى طبيعتها. ونحن نرى المحافظات الأخرى في سورية التي خطفتها تلك التنظيمات الإرهابية وكيف يعيشون مأساتهم بشكلٍ يوميٍ من قتلٍ وحصارٍ وتطبيقٍ لأشد القوانين وعزلٍ للحريات وحجزٍ لكل أشكال الفكر والحريات.

غسان أدهم

زر الذهاب إلى الأعلى