الأخبارمانشيت

المثقفون المصريون: لا عودة للعلاقات المصرية التركية في ظل حكم أردوغان

Rewshenbirالمثقفون المصريون يؤكدون بأن العلاقات المصرية التركية لن ترى أي تطوراً جديداً بعد تصريحات بعض من المسؤولين الأتراك وعلى رأسهم رجب طيب أردوغان الرئيس التركي.

حيث أكد الكاتب والباحث المتخصص في الشؤون الدولية الاستاذ نشأت الديهي قائلا: ” العلاقات المصرية التركية بشكلٍ عام وبعنوانٍ عريض لن تعود كسابق عهدها في ظل وجود رجب طيب اردوغان على رأس السلطة في تركيا, قولاً واحداً. كل المحاولات الفاشلة التي ظهرت وخرجت وصدرت بها تصريحات كافة المسؤولين الاتراك دون اردوغان, كلها كانت للاستهلاك المحلي وكانت لمناورات سياسية داخل تركيا”.

حيث كان أحمد داود اغلو في نظرية تصفير المشاكل مع الدول الجارة, وفوجئنا أنها تصفيرٌ للعلاقات وليس تصفيراً للمشاكل. علي بن يلدرم قال هذه المقولة, وبعدها بساعات كان هناك تطبيعٌ مع اسرائيل بشكلٍ واضحٍ دون أن يكون هناك إزالةٌ للحصارِ على غزة, كما كان ينادي اردوغان على مدار ستة سنوات. تطبيعٌ مجانيٌ بشكلِ انبطاحٍ تركيٍ أمام الإرادة الاسرائيلية دون أن يقدم أو يأخذ أي مقابلٍ لا لغزة أو لتركيا”.

أضاف الديهي فيما يتعلق بمحاولات تركيا للتقرب من مصر: ” اعتذار مفاجئ لروسيا وربما الاعتذار لروسيا كان جزءٌ من الاتفاق مع اسرائيل. على الجانب المصري كان هناك أيضا حديثٌ من علي بن يلدرم بأنه سوف تعود المياه إلى مجاريها مع الدولة المصرية”.  تجري الأمور في مصر بشكلٍ تلقائيٍ وبشكلٍ طبيعي, وعندما سُئِل عن مرسي قال:” فلننحي هذه القضية جانباً: هناك يقصد تجري الأمور في القاهرة بشكلٍ عادي, وعلينا أن نتعامل مع المتغيرات الموجودة في القاهرة. عميقة وجذرية بينه وبين النظام الحاكم في مصر أي مع الحكومة المصرية والادارة المصرية, أراد أن يفصل الرأس عن الجسد بخبثٍ شديد.

الإدارة المصرية أعلنت في رفضٍ صارمٍ وَرَدٍ حاسمٍ وقويٍ يمثل ويعكس الدبلوماسية الخشنة لمرةٍ من المرات المحدودة التي تعاملت فيها الدبلوماسية المصرية على لسان وزير الخارجية السيد سامح شكري بأن تركيا هي التي تتخبط سياسياً, تركيا تدير السياسة متخبطةٍ في المحيط الاقليمي, تركيا قطعت فواصل وقيودَ العلاقات بينها وبين روسيا, المانيا, العراق وسوريا بين مصر ومعظم الدول فبالتالي على تركيا أن تنظر لسياستها وليس لسياسة الآخرين”.

وأضاف فتحي علي أن مصر تعاني الإرهاب, وهي من أول دول الشرق الأوسط في “مكافحة الارهاب”. أي ليس من مصلحتنا أبداً أن تكون تركيا مهبط وترانزيت لانتقال الإرهابيين إلى سوريا, ونحن على علمٍ أن عتبة الأمن القومي المصري تبدأ من سوريا, وبالتالي ليس من مصلحتنا وأننا نحارب الإرهاب وهم (السلطة التركية) يشجعون ويغذون الإرهاب ويتبنونه. فكيف نتواصل؟ وكيف نتقابل؟… الطرق بعيدة جداً بيننا واعتقد أن السبب الرئيس لهذا هو الرئيس التركي الحالي.

“كافة وعود أردوغان في مغازلة الكرد كانت للحصول على أصواتهم”

من جهةٍ أخرى أكد الباحث والصحفي سيد عبد الفتاح رئيس مركز القاهرة للدراسات والبحوث الكردية, أن المشكلة في تركيا تكمن في رأس الهرم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظامه الحاكم حزب العدالة والتنمية, ينصب للكرد العداء حتى النهاية ويرى أن “معركته الكبيرة مع الكرد هي معركة بقاء”.

وأشار عبد الفتاح أن رجب طيب اردوغان تراجع في كل وعوده التي اطلقها في بداية حكمه للتقارب مع الكرد, واتضح أنها كانت أهدافٌ أو شعاراتٌ تكتيكية وقتية يحاول أن “يحقق من ورائها بعض من الاستفادات الكثيرة لمغازلة الكرد والحصول على أصواتهم الانتخابية” وبعض الناخبين الآخرين. لكن موقف رجب طيب اردوغان من الكرد هو موقفٌ عدائيٌ حتى النهاية, ولا يقتصر على ما يتعرض له الشعب الكري في تركيا, وإنما هو يساعدُ بشكلٍ كبير الجماعات الإرهابية التي تحارب الكرد بصفة خاصة في شمال سوريا لأنه يرى أنهم “خطرٌ على أمنهم القومي وعلى الأمن التركي”. لكن هو مخطأٌ في ذلك تماماً, حيث يرى أن الكرد إذا حصلوا على مكاسب وعلى حقوقهم فأن ذلك “يخصم من رصيده ويقف أمام تحقيقه لأهدافه الامبراطورية” في أن يكون هو “الخليفة العثماني الجديد”.

وأضاف عبد الفتاح أن أردوغان فقدَ بصيرته في تعامله مع الشعب الكردي, إذ أنه “يرى الكرد في طريقه هذا يشكلُ عقبةً كبيرة”. واعتقد أن الملف الكردي هو أحد الملفات التي يوجد فيها خلافاتٌ بين القاهرة وأنقرة فيه.

“الكرد ليسوا إرهابيين كما تقول تركيا”

وشدد عبد الفتاح أن الحكومة التركية والرئيس أردوغان ينظرون إلى الكرد بأنهم جميعاً “إرهابيون”, طبعاً القاهرة تنحاز للكرد كشعب لأنها تنحاز للإنسانية, وترى بأن جميع الشعوب من حقها أن تعيش في سلام وتحصل على حقوقها. مؤخراً هناك تباين في المواقف ما بين القاهرة وأنقرة. انقرة ترى أن اسقاط النظام السوري يحقق مصالحها, بينما ترى القاهرة بأن اسقاط النظام السوري دون رؤية لما بعد ذلك, يهدد أمن المنطقة العربية وبالتالي هناك تباين ما بين الطرفين.

وفي نهاية حديثه قال عبد الفتاح حول تطوير العلاقات المصرية الكردية والتقارب العربي الكردي. ولا بد أن نتقرب لأن من مصلحة الأمن القومي العربي والمصري في الصدارة أن نتقارب مع الكرد. ما يمنع هذا التقارب اعتقد هو بعض “النفوذ التركي على بعض الدول الاقليمية” في محاولةٍ لفرضِ صورةٍ واحدةٍ عن الكرد بأنهم إرهابيين أو انفصاليين. وبالتالي يجب أن نقترب منهم, ومصر عليها أن تقوم بالدور الرائد في عملية التقارب مع الكرد.

وكالة فرات anf

زر الذهاب إلى الأعلى