ثقافةشخصياتمانشيت

الذكرى السنوية المشؤومة لاغتيال السياسي الكردي عبد الرحمن قاسملو

qasimlooالدكتور عبد الرحمن قاسملو سیاسيٌ جامعيٌ كرديٌ إيراني, زعيمُ الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني, اغتیل في فيينا عاصمة النمسا في 13 تموز 1989.

نبذة عن حياته

لقد لعبت شخصياتٌ كرديةٌ ادواراً محترمةً في سبيلِ نهضةِ الكرد في إيران, وقد كان لرؤساء العشائر الكردية والتجار وأصحاب الأراضي والمثقفين الكرد نضالاتً واضحةً ومتميزةً في تاريخ الحركة التحررية الكردية في إيران. ولكن عدم المثابرة والتقاعس والتعاون مع أقطاب النظام الإيراني وتغليب المصالح الشخصية على المصالح الوطنية ومصالح الشعب الكردي أدى إلى انهيار الحركة وتزعزعها وضعفها.

كما أن الانضمام والمشاركة في صفوف الجيش الإيراني, واستغلال جنرالات الجيش الإيراني لنفوذ الكرد المتنفذين لضرب أبناء الشعب الكردي ساهمَ بشكلٍ فعالٍ في ضعفِ وإيذاء الحركة الكردية في إيران. وكانت الخسارة قاسية جداً أثناء انضمام بعض المتنفذين من الكرد إلى صفوف الجيش الغازي بقيادة الجنرال همايوني. وقد كان على رأس هؤلاء (مام عزيز قرني أغا) رئيس قبائل مامش و(بايزيد أغا) زعيم عشيرة المانغور. لقد كان هذا العمل من الأعمال المشينة التي قام بها هؤلاء المتنفذين في سبيل إرضاء الحكومة الإيرانية والحفاظ على مصالحهم. ولقد شهدنا في العراق مثل هذه الحركات والتي تسمى بالجحوش, والتي كانت تمد يدها وتعمل مع النظام العفلقي الصدامي البائد، وبالمقابل كانت هناك قوات كردية باسلة رفضت الخيانة والانصياع, وبذلت مقاومة باسلة ضد الجيش الإيراني الغازي.

اغتياله

لقد تم اغتيال الدكتور عبد الرحمن قاسملو رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الإیراني بمدينة فينا عاصمة النمسا في/ 13 تموز 1989/ مع اثنين من رفاقه, على ايدي عناصر من المخابرات الإيرانية, وكانت الأوامر قد صُدِرَتْ مباشرةً من المدعو (هاشمي أحمد رفسنجاني) وكان أحد المتورطين في العمل الدنئ هو الرئيس الإيراني (محمود أحمدي نجاد) والذي تمتلك حكومة النمسا كل الأدلة الجنائية والثبوتية بتورط هذا الشخص بهذه الجريمة.

لقد تم استدراج الدكتور عبد الرحمن قاسملو لأجراء مفاوضات مع الجانب الإيراني ولكن يد الغدر الآثمة والاغتيال السياسي هي اللغة الوحيدة التي يفهمها من تستر خلف راية الدين, فكان إن تم اغتيال الدكتور قاسملو مع اثنين من رفاقه.

إن هذه الجريمة الشنيعة لم تلقِ الترحيبَ ولا القبول في جميع الأوساط السياسية الشريفة. وإن اجراءات المسؤولين في النمسا لم تكن فعالة بل كان يُشَّمُّ منها رائحة التواطؤ بسبب المصالح الضيقة لتلك الدولة مع إيران. لقد نشرت مجلة دراسات كردية في عددها المرقم /8/ الصادر في باريس سنة/ 1993/ وفي صفحة /49/ تصريحا لأبنة الزعيم الكردي هيلين قاسملو قالت فيه: ” لا زالت الحكومة النمساوية تماطل في إحقاق العدالة فيما يخص هذه القضية. وهل معنى ذلك أن الشعب الكردي حتى في بلدٍ ديمقراطيٍ وفي قلب أوروبا لا يمكن أن يطمح في إحقاق حقوقه”.

واليوم وبعد مرور سنوات عديدة على رحيل الزعيم الكردي المناضل قاسملو تتذكر الحكومة النمساوية الحدث وتؤكد على تورط المدعو محمود أحمدي نجاد في جريمة القتل, ويظهر ملف القتلة من جديد ليس حباً في قاسملو ولكن لأن القاتل هو رئيس جمهورية إيران.

وهنا من حقنا أن نتساءل باعتبارنا من القومية الكردية هل يحقُ لمجرمٍ وارهابيٍ بمستوى محمود أحمدي نجاد أن يتقلد منصب رئيس الجمهورية الإسلامية؟

بالنسبة لنا لا يعنينا إن تقلد منصب الرئاسة أو أيَّ منصبٍ آخر, ولكن الذي يهمنا هو أن يتم القصاص من المجرمين المسئولين عن ارتكاب جريمة اغتيال قاسملو ورفاقه ومثولهم أمام العدالة مثلما حدث في قضية لوكربي أو حادثة تفجير الطائرة الأسكتلندية فوق الأراضي الهولندية في لاهاي.

زر الذهاب إلى الأعلى