المجتمع

الشهيد قنديل قامشلو، شمعة مضيئة على دروب التحرير

sehid-egidأمي عندما  استشهد زغردي ولا تذرفي عليَّ الدموع!

 الشهيد رمزُ التضحيةِ والنضال, رمزُ التفاني والإخلاص, رمزُ الخيرِ والعطاء, صاحبُ الخلقِ العظيم, يروي بدمهِ ترابَ الوطن, لا ينتظرُ المقابلَ ثمناً لروحهِ لأنهُ ملكَ للشعبِ دمهُ كساءً لتراب الوطن، وهو نبع الحياة والرابط الوثيق بين الحرية والحياة الحقيقية بعيدة عن الاستبداد والظلم, والشهداء أضحية الشعوب المستبدة فشهيدنا الشهيد قنديل قامشلو ينتمي إلى عائلةٍ كردستانيةٍ عريقة, ولد الشهيد البطل بمدينة قامشلو سنة 1993 تربى وترعرع بين أحضان أسرة كبيرة وفقيرة فكان الولد السابع لأسرته, ترك الدراسة وهو في الصف الخامس الابتدائي رغم رجاء والدية بعدم ترك دراسته, إلا أنه كان عنيداً ومنذ الصغر كان يرفض ظلم واستبداد النظام البعثي وممارساته التمييز في المدارس, وكان ذلك السبب الرئيس لترك دراسته, وكان الشيء الذي يتحسس منه في قلبه ويؤلمه ويعاتب عليه والديه هو تسميته لـ (باسل) لأنه يكره هذا الاسم، وعند اندلاع انتفاضة قامشلو 2004 اعتقلته قوات النظام السوري البعثي آنذاك, وزجته في سجونها رغم صغر سنه والذي لم يتجاوز الحادية عشرة, حيث لاقى في أقبية السجون أشد أنواع التعذيب لمدة 28 يوماً دون معرفة ذويه مكانة أو شيٍء يدل على مكان وجوده حتى أطلقَ سراحه. وعندما بلغ الثانية عشرة طلب من والده الذهاب إلى دمشق للعمل هناك, ولكن لم يدم طويلاً وعاد إلى أحضان الوطن, وفي أثناء ذلك كانت الثورة السورية في بدايتها وامتدادها إلى روج آفايي كردستان, وبسبب روحه الحماسية التي دفعته إلى الانضمام للثورة منذ بدايتها, فأنضم إلى الرفاق عام 2011, في بداية الأمر انضم للتدريب والتعليم على السلاح, فكانَ لهُ دورٌ بارزٌ في تشكيل القوات العسكرية وتدريب الكثير من العناصر, إلى أن تشكلت قوات حماية الشعب والمرأة وكان دائماً يلازم الرفاق سرحدن وسيدو، ولوند، ورستم وغيرهم. وذهب إلى قنديل وبقي هناك فترة للتدريب والتعليم، شارك في جميع حملات التحرير في روج آفا, لم تكن هناك حملةُ إلا وله بصمةٌ ويدٌ فيها, شارك في حملة تحرير شنكال، وحملات تحرير سري كانيه الأولى والثانية، وبقي هناكَ لشهور, ثم شارك في حملات (جزعة- تل كوجر- تل حميس- تل براك- كوباني) …خمسُ سنواتٍ من القتال والنضال الدؤوب لم يترك بقعةً من مقاطعة روج آفا إلا وشارك فيها.

 تقول والدته في كلِ إجازةٍ كان يعود فيها إلى المنزل، كان لا يتمم إجازته ويقطعها ويقول أنني مشتاقٌ لساحات القتال وروحي متعطشة للحرية, فكان دائماً يردد أنني لن أموت برصاص داعش, إلا أنه في إحدى مرات العودة إلى بيته للقاء والدته بقي يومين, وفي طريق العودة إلى كتيبته التي صادفت يوم الأربعاء مع سائق السيارة التي تقله فوجىء بكمين, وإذا بقذيفة هاون تطلق على السيارة التي تقله فأودت بحياته وحياة زميلهن وليسطر اسمه في ملاحم البطولة والتاريخ, بذلك نقش بدمه سجل الخالدين، فأكملَ والدهُ طريقةُ وحمل سلاحه, وانضم إلى صفوف قوات حماية الشعب على الرغم من كبر سنه ليكمل مسيرة ابنه من النضال ولمدىِ خمسِ سنواتٍ من ثورة روج آفا.

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي: قنديل قامشلو

الاسم الحقيقي: باسل سليمان

اسم الأم: زكية

اسم الأب: حواس

تاريخ الولادة :قامشلو1993

تاريخ الانضمام: 2011

تاريخ الاستشهاد :تل براك4/3/2015

زر الذهاب إلى الأعلى