المجتمع

فرحة العيد، وابتسامة الأطفال في روج أفا

gagnيكادُ شهرَ رمضان أن ينتهي, والمواطنون يملؤون الأسواق من أجل شراء متطلبات العيد من ملابس للأطفال والكبار, وشراء الحلويات وكل مستلزمات العيد وخاصة في ظل هذه الظروف التي تشهدها المنطقة من حربٍ وإرهابٍ في سورية, ولكن روج آفا بعيدةٌ عن الإرهاب وأصبح الإرهاب محصوراً في المناطق التي تتواجد فيها داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى, وكل ذلك بفضل أبطال روج آفا الذين أصبحوا حراساً من أجل عدم تمكن الإرهاب من دخول مناطقها, وقد وهبوا ومازالوا يوهبون الغالي والرخيص في سبيل أمان واطمئنان المواطن في روج آفا, وكل يوم هناك عيدٌ في روج آفا عيد الشهيد الذي يستشهد في سبيل الدفاع عن تراب الوطن وعيد تحرير أي منطقة أو قرية من أيدي تلك التنظيمات الظلامية, وما تشهده روج آفا من أمنٍ واستقرارٍ وقدوم عيد الفطر قد ساهم في مزيد من المحبة والتآخي بين مكونات المنطقة, وقد ألتقت جريدة الاتحاد الديمقراطي مع عددٍ من المواطنين الذين يذهبون إلى الأسواق من أجل شراء مستلزمات العيد,  وكان لكل مواطن رأيه من أجل زيادة الأسعار, وكيف يقوم بالتسوق وكيف يستقبل الناس عيد الفطر في أيامه:

محمد سعيد من أهالي الحسكة قال: ” في البداية نبارك لشعب روج آفا قدوم العيد كما نبارك لجميع قواتنا التي تقوم على حمايتنا ليلاً نهاراً ساهرين على أمننا.

نحن نستقبل العيد بكل فرح ونذهب إلى الأسواق من أجل التبضع وشراء الحاجيات, وفي الصباح الباكر من أول يوم العيد نزور مقبرة الشهداء لاستذكارهم, لأنهم ولولاهم لما نعمنا بهذا الأمان والابتسامة على وجوه الأطفال والكبار, وبعدها نقوم بزيارة الأقرباء والأحبة ونباركهم بالعيد. وفي ما يتعلق بشراء الحاجيات الأسعار مرتفعة جداً نظراً للحصار المفروض على روج آفا, طبعاً هناك من يقوم باستغلال الحصار من بعض التجار الذين يحاولون كسب الأضعاف بحجة الحصار، ولكن هناك من يقوم بمراعاة الوضع الذي نعيشه, ونرى الأسعار في بعض المحلات مقبولة، وخاصة بأن هناك مناطق في سورية لا يستطيع المواطن فيها شراء حاجياتهن والسبب يعود إلى الإرهاب والتنظيمات الإرهابية التي تنشط حتى تمنع أفراح العيد تحت عدة حجج واهية.

عدنان محمد: صاحب محل ألبسة

بالنسبة إلى العيد نحن كأصحاب محلات ألبسة أو بيع السكاكر والحلويات نلاحظ إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين على السوق لشراء حاجياتهم من الألبسة والسكاكر والحلويات, طبعاً الأسعار مرتفعة جداً ولكن ليس كباقي المناطق أو المحافظات السورية الأخرى التي تشهد صراعاً مسلحاً وحرباً مفتوحةً, ونحن نعاني من ارتفاع الأسعار لأن الألبسة هي صناعة من خارج روج آفا من حلب ومن دمشق ومن تركيا, وحتى بعض الألبسة تأتينا من الصين، ولكن عندما تصل إلى مناطقنا عبر التنظيمات الإرهابية والنظام ودفع الإتاوة والرسوم تصبحُ السلعةُ غاليةُ إلى حين دخولها روج آفا, وبسبب الحصار المفروض ومع كل هذا نحن وضعنا أفضل من باقي المناطق السورية كما قلت.

أم صهيب: أم لأربعة اولاد تقوم بشراء الألبسة لأولادها حيث قالت لنا:

“نحن نعاني من غلاء الأسعار ومن استغلال التجار والمحلات فذلك ينعكس سلباً على ارتفاع الأسعار, ويجب عليهم مراعاة الوضع الذي نعيشه كما أنني لا استطيع شراء ما يطلبه أولادي بسبب ارتفاع الأسعار, وأقوم بشراء القليل. ولكن بشأن العيد هذا العام ليس كما السابق نرى بوضوح ازدياد المواطنين في السوق لشراء مستلزمات العيد وخاصةً أن التنظيمات الإرهابية أصبحت بعيدةً مئات الكيلومترات عن حدودنا”.

محمود خليل يقوم بالتبضع وشراء مستلزمات العيد من سكاكر وقهوة وتحدث إلينا قائلاً:

“نحن ننتظر العيد بفارغ الصبر لكي نقوم بزيارة اضرحة شهدائنا وندعو لهم لأنهم هم سبب أماننا, وبعدها نقوم بزيارة الأقرباء والأصحاب ونبارك لهم بقدوم العيد وبعدها نتجالس ونتبادل الأحاديث.

طبعاً الوضع ليس كما في السابق ولكن نحن الآن نعيش بوضعٍ نُحْسَدُ عليهِ خاصةً إننا اجتزنا العديد من المراحل التي كانت مآسي على بعض المناطق”.

شاكر سليم صاحب محل سكاكر تحدث لنا عن بيع السكاكر حيث قال:

“نحن نلاحظ بأن أسعار السكاكر ليست كما كنا نتوقع من ارتفاع للأسعار وخاصة الحجج التي كان التجار يتحججون بها من ارتفاع الدولار وعدم وجود البضاعة .. الخ), ولكن الأسعار نسبة إلى العيد الماضي مقبولة, ونلاحظ تزايد إقبال المواطنين إلى السوق والفرحة على وجوههم وعلى وجوه أطفالهم, ونتوجه بجزيل الشكر إلى قوات حماية الشعب والمرأة اللتين هما سبب سعادتنا وأماننا، والاستقرار الذي نعيشه أكبر دليلٍ وعنوانٍ وانتصارٍ لروج آفا.

نهرو طلال محمد طفل يبلغ التاسعة من العمر هو بدوره قال لنا:

” أنا انتظر قدوم العيد لكي أعايد اقربائي وأذهب إلى الحديقة كي ألعب مع الأطفال وأقوم بالعزف على البزق من أجل العيد”.

عزالدين اليوسف طفل عمره عشر سنوات من قامشلو قال لنا:

” لقد اشترى لي أبي ثياب العيد وأنا احتفظ بها وأقوم بوضع الثياب تحت المخدة كل يوم من أجل قدوم العيد, لكي أذهب أنا وأخي إلى الأقارب والجيران ونبارك لهم العيد وهم بدورهم يقومون بضيافتنا الحلوى والسكاكر”.

زر الذهاب إلى الأعلى