بياناتمانشيت

بيان إلى الرأي العام

imageفي الخامس والعشرين من شهر حزيران العام الماضي شهدت مدينة كوباني هجوماً غادراً قام به تنظيم داعش الإرهابي وبعض المجموعات المسلحة المرتبطة به وبمخطط من الاستخبارات التركية وبهجوم من الأراضي في تركيا إلى كوباني. وقد نجمت عن هذه العملية الجبانة وقوع أكثر من 250 شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء. وبدفاع بطولي وبمقاومة شعبية تاريخية واستبسال من وحدات حماية الشعب والمرأة قد تم قتل أغلبية المرتزقة المهاجمين وفرار بعضهم إلى الأراضي التركية.

إن المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD في الذكرى الأولى لمجزرة كوباني يدين ويستنكر هذا الفعل الجبان الذي يصل إلى مستوى الإبادة الجماعية، وفي الوقت نفسه يدين جميع الجهات المتورطة التي لم تتحمل سابقاً مشهد تحرير كوباني وانتصارها التاريخي ومقاومتها في التصدي لتنظيم داعش الإرهابي والمدعوم من بعض الدول الإقليمية وبعض الجهات المحلية؛ تلك المقاومة التي توِّجت بنصر عظيم تحوّل إلى فارقة تاريخية في العصر الحديث والمعاصر بعد البطولات العظيمة التي أبدتها وحدات حماية الشعب والمرأة وبدعم جوي من قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا. وقد جاء النصر بنتيجة لم تتوقعها سلطة العدالة والتنمية وبعض الأطراف المحسوبة على المعارضة ومن بينها بقايا الائتلاف ومن ضمنهم المتبقي من المجلس الكردي متمثلين ببعض شخوصهم؛ من حيث أن هؤلاء كانوا يبثون سمومهم في مختلف القنوات الإعلامية الصفراء يؤكدون فيها بأن (تمدد) داعش في كوباني ما هو سوى لحظات، مُنطلقين من قواميسهم –إنْ كانت بالأساس موجودة- التي لم تتعرف على ماهية النضال والمقاومة والانتصار الحتمي لإرادة الشعوب مهما امتلكت الجهات المعادية من عدد وعدة ودعم من دول قوموية استبدادية تعادي تطلعات شعوبها وجميع شعوب الشرق الأوسط.

بهذه المناسبة الأليمة ينحني مجلس حزبنا أمام من استشهد في تلك المجزرة المروعة ونتوجه بالعزاء الخالص لعوائل الشهداء ولعموم القوى الديمقراطية في سوريا وعموم أبناء الشعب الكردستاني التي اختلطت دمائه وامتزجت في تلك المجزرة ومن بعدها في المقاومة التي أسفرت عن دحر المعتدين مرة أخرى؛ تلك الدماء التي لم تعترف لحظة بتلك الحدود المفروضة التي قسمّت شعوب المنطقة إلى عشرات الأقطار والشعب الكردي إلى أربعة أجزاء. كما أننا نجدد العهد وعموم القوى العلمانية الديمقراطية والعالم الحر بأن لن نحيد عن تحقيق الأهداف التي استشهدوا من أجلها وأننا على طريقهم سائرين ثائرين حتى دحر التنظيمات الإرهابية وجميع المجموعات المسلحة المرتبطة بها من أجل حل الأزمة السورية حلا ديمقراطياً بما يتوافق مع إرادة مكونات الشعوب والجماعات في سوريا. وأننا ندعم مرة أخرى ما تقوم به قوات سوريا الديمقراطية وبالأخص الملاحم البطولية في منبج وجميع مناطق الشهباء وأن النصر لا بد أن يكون حليفهم، ومن تتصدى لهم (قسد) وتحاربهم ينتمون إلى الجهة نفسها التي ارتكبت مجزرة كوباني في العام الماضي وحاولت لاحقاً أن تكرر مثلها في كري سبي/ تل أبيض، وهؤلاء الإرهابيون يقومون اليوم بارتكاب الجينوسايد ضد الشعب الكردي والمكونات الأخرى في مناطق الشهباء ويقومون باختطاف المدنيين واعتقالهم واستخدامهم في الوقت نفسه كدروع بشرية. وما يقوم به أبطال قسد تتعدى أن تكون مهمة سهلة وإنما مهمة استثنائية تاريخية تفضي إلى نتائج متعلقة بالتغيير الديمقراطي الذي يلبي عن قناعة وإرادة مكونات روج آفا ويسهم في أن يكون النظام الفيدرالي الديمقراطي لروج آفا- شمال سوريا كحل أمثل لعموم الأزمة السورية.

المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD
24 حزيران 2016

زر الذهاب إلى الأعلى