المجتمع

مؤسسة عوائل الشهداء ذاكرة حياة ومسيرة وفاء

desteya-sehidanفي كلِ عامٍ من عمر الثورة في روج آفا ينعقد كونفرانس عوائل الشهداء في كل مدينةٍ من مقاطعات روج آفا, ليتم استذكار الآلاف من شهدائنا الأبرار على مر مسيرة حركة التحرر الكردستانية التي قادها القائد عبد الله أوجلان, والتي يكمل مسيرتها التحررية بطريقة مؤسساتية من تاريخ الثورة في روج آفا, لتكون هذه المؤسسة شاهداً على تاريخٍ مجيدٍ وراسخةً على قواعد فكرية ونضالية سطرت أروع ملاحم البطولة التي نسجها شهداؤنا بدمائهم, وشاهدةً على بطولاتهم وتدوينها على صفحات تاريخ الذاكرة الإنسانية, إلا أنه في كل مرة من هذه المرات نعاني من الشعور بخشية عدم التعبير عنهم بكمال, لأن الشهداء هم الأناس الذين سطروا أسمى آيات البطولات التي لا تتسع كل كلمات الأدب من التعبير عنها عبر انضمامهم الفعال والمتفاني في مسيرة الحرية.

حقيقة أن التعريف بشهداء الحرية وبماهية الميراث التاريخي والبطولي لهؤلاء الشهداء تُعْتَبَرُ مهمةً غايةً في الصعوبة لأنها تعتبر من أولى مهامنا وأقدسها, لذلك فأن التعبير عن ماهية وحقيقة الشهداء تتوجب التحلي بقوةٍ كبيرة, فعظمة وقداسة الشهداء في تاريخ الشعب الكردي لها من الأثر والدور الكبير بالوصول بنا إلى هذا اليوم الذي تحرر فيها اغلب جغرافية روج آفا, كما أن تبني ومتابعة مسيرة شهدائنا يعتبر من أهم مهام كل مقاتلٍ وثوريٍ وساعيٍ للحريةِ والحياة الكريمة, كونه دين لابد من الإيفاء بحق كل شهيد في كردستان و روج آفا, فنحن تعلمنا عبر الدروس والتجارب التاريخية للثورة بأن الشهداء هم أكثر الناس مصداقيةً ووفاءً مع الطبيعة الأم, وهم الأناس الأبرياء من شتى الذنوب إزاء الإنسانية والكون, كونهم قاموا بمهامهم على أكمل وجه إزاء كل منها، لذلك تعتبر الشهادة أسمى وأقدس مرتبة بالنسبة لكل ثوار الحرية والديمقراطية, لأن الشهداء هم الأناس الذين يطبقون أسمى الخصائص والمميزات الإنسانية في شخصياتهم عبر اتخاذهم مفهوم وطراز الخدمة اللامتناهية لصالح الإنسانية, فيتحولون بذلك إلى رموز الفداء والتضحية السامية فتقربات الشهداء الفدائية والمتفانية في سبيل خدمة الإنسانية تجعلهم أناس مقدسون في أعين كل من يعرفونهم, وكل من يسير على نهجهم لأنهم هم الذين يتجاوزن الذات نحو بناء شخصية متكاملة. وفي هذا الصدد يقول القائد عبد الله أوجلان:” لقد قلنا الكثير عن الشهداء وأجرينا تحليلات مسهبة حول ما إذا كنا بالإمكان تسميته الشهيد بالأموات فلو دققنا قليلا في تاريخنا وحياتنا سنصل إلى التعريف الحقيقي لمفهومي الحياة والموت, فالموت كان يكمن في الطريق الذي سار فيه شعبنا والحياة التي كانا نعيشها قبل مرحلة الشهداء, حيث كنا نعتقد بأننا نعيش ونحيا. ولكن لو غصنا في أعماق ذلك الواقع أكثر لتبين لنا بأننا كنا أمواتاً حقيقيين. فإذا متنا في غير طريق الشرف والكرامة حينها يمكن تسميتكم بالأموات ولكن إذا وهب الإنسان حياته في سبيلِ هدفٍ نبيلٍ وعظيم واستشهد لأجله حينئذ لا يمكن أن نسمي الحادثة بالموت و إنما هي الحياة و إن الذين يسقطون في هذا الطريق هم شهداء خالدون”.

  لهذه الأسباب يعد السير على نهج الحرية التي رسمها لنا الشهداء هي من أقدس المهام التي لابد من تطبيقها والقيام بها, لأنهم هم الذين علمونا بفدائهم وتفاديهم في الحياة على أن الحرية تمر عبر الشعور بها وبمقدار الخدمة في سبيل الإنسانية, ومن هذا المنطلق وبمناسبة انعقاد الكونفرانس الخامس لمؤسسة عوائل الشهداء في إيالة تربسبية قامت جريدة الاتحاد الديمقراطي بأخذ عينة من أراء القوى والشخصيات المشاركة في الكونفرانس:

سليمان بدر عضو منسقية حزب التحاد الديمقراطي في كانتون الجزيرة:

في البداية نُباركُ انعقاد المؤتمر الخامس لمؤسسة عوائل الشهداء على كافة عوائل الشهداء والشعب الكردستاني جمعاء, متمنين له دوام التوفيق والنجاح في أعماله. حقيقةً عندما يكون الموضوع عن الشهيد والشهداء تتسابق الكلمات لتتشرف بالتعبير عنهم ولكنها فقط التضحية ونكران الذات من أجل الآخرين, هي التي تستطيع التعبير عنهم من أجل خلق مجتمعٍ حرٍ وديمقراطي كومينالي. وإن نضال الشهيد وتضحيته بأغلى ما في الوجود والسير على نهجهم ومسيرتهم التحررية هو الرد الأمثل على كل المؤامرات والأعداء والخونة الذين يتغنون باسم كردستان, ويغضون النظر عن الجرائم التي يرتكبها اردوغان ومرتزقته في شمال كردستان كما في حي الشيخ مقصود, ويهاجمون ثورة روج آفا ومكتسباتها للنيل من إرادة شعبنا وتضحيات أبنائه ودمائهم الذكية التي روت كامل تراب روج آفا ونسجت خارطتها ومستقبلها, لذلك يُعَّدُ السير على نهج الشهداء ودمائهم الذكية هي تذكرةُ مرورِنا نحو الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وبناء مجتمع ديمقراطي تعددي حر.

 زبيدة حسين جانكير أدارية في مؤسسة عوائل الشهداء:

في البداية نرحب بجريدة الاتحاد الديمقراطي على المساهمة في تغطية فعاليات انعقاد الكونفرانس الخامس لمؤسسة عوائل الشهداء في إيالة تربسبية التي تضم 123 عضواً, حيث سيتم اليوم انتخاب 23 عضواً لإدارة شؤون عوائل الشهداء, وكذلك للخروج بجملة من القرارات التي من شأنها الوقوف على مستلزمات عوائل الشهداء, وكذلك لتكون مؤسسة عوائل الشهداء العين الساهرة على جميع التجاوزات والمسيئين لثورة روج آفا ومكتسباتها التي حققها الشهداء بدمائهم. لقد ظن أعداء الكرد بأنهم نجحوا بخطتهم للنيل من شعبنا ولكننا اليوم نقول لهم وللعالم أجمع أن هذه المؤامرة فشلت وسقطت وسقط معها جميع الذين يظنون بأن  شعبنا في روج آفا  يمكن هزيمته, وذلك منذ ارتقاء الشهيد الأول دفاعاً عن شعبه فكل شهيد هو يُمثل فكر القائد عبد الله اوجلان, الفكر الذي زرعه في نفوسنا ذلك الفكر الحر الذي اليوم نحن نحيى وموجودون بفضله,  ونحن في مؤسسة عوائل  الشهداء في إيالة تربسبية سنستمر بالسيرِ على خطا الشهداء حتى تحقيق حرية القائد آبو, فحرية القائد عبد الله أوجلان هي حرية الشعب الكردي. وبهذا اليوم أيضاً نستنكر استمرار الدولة التركية بممارسة الإرهاب الممنهج بحق شعبنا في شمال كردستان وروج آفا, والاستمرار بأسر القائد في سجن جزيرة إيمرالي, والتي كانت المخطط الرئيسي للمؤامرة الموجهة للشعب الكردي بشكلٍ عام, والتي فشلت بفضل الفكر الذي طرحه القائد آبو وتبناه الملايين من شعبنا وضحى من أجله العشرات من شهدائنا للخلاص من الظلم والاستعباد. وللذين الآن نحن في روج آفا موجودون بفضلهم  وبفضل تضحياتهم.

إبراهيم الحامد عضو اللجنة المركزية عن  وفد  حزب الشيوعي السوري الموحد:

عبر التاريخ والعصور كان الجيش الأقوى والسلاح الأمضى والفكر النير هم الشهداء, ونأمل أن نكون أوفياء لهم وأن نجعل تضحياتهم ودماءهم الذكية سياجاً لحماية وحدة مكونات وطننا السوري وتآخيهم.

وعلينا أن نستمد من الشهداء القوة والعزيمة ونسير على خطاهم حتى بناءِ مجتمعٍ ديمقراطيٍ يسوده المساواة والعدالة الاجتماعية, ولا يتحقق ذلك إلا بمحاربة الإرهاب والتطرف والانتهازية السياسية والفساد والإقصاء.

 عبد الرحمن حجي حسن إداري في بلدية الشعب بإيالة تربسبية:

 قد يكونُ منَّ الصعبِ تعريفُ الشهيد وإضفاء نوع من المعنى الحقيقي لمفهوم الشهادة ذلك أن الشهيد هو تعريفٌ للحياةِ بذاتها, والشهادة هو المعنى الكامل الكامن للمعاني السامية للقيم والمبادئ والاخلاق والفلسفات, وخلاصة ما سعى إليه الأديان لخلاص الإنسانية ورقيها نحو الفضيلة والعدالة, والحق الذي يفضي إلى العشق النقي للحياة ذات المعنى الخالية من الألم والاستعباد, قد يكون سعينا إلى معرفة الشهداء كالسعي في بحر من المعاني والقيم والغور في بحر الشهداء.

يتطلب العمل الدؤوب في ترسيخ قيمهم وفكرهم ونهجهم وهو ما يتطلب الوفاء لمسيرتهم حتى تحقيق أمانيهم وغاياتهم في بناء مجتمعٍ خاليٍ من الألم والظلم والاضطهاد.

زر الذهاب إلى الأعلى