المجتمع

مكونات روج آفا موزاييك فريد لمستقبل ديمقراطي مشرق

roj ava تقرير: ياسر خلف

إن الاعتماد على مفهوم الوطن المشترك والمجتمع المشترك والحقيقة التاريخية والثقافية والحضارية المشتركة هو أساسٌ لأي حل, وممارسةٌ الديمقراطية كون المفهوم الواقعي للأمة الديمقراطية الغني بتنوعه الثقافي والحضاري يتشكل من مواطنين وشعوب ينتمون إلى حقيقة دينية ولغوية وقومية وثقافية مختلفة ومتمايزة ومتداخلة حضارياً, وليس لمواطنين وشعب بذاته ينتمون إلى مجموعة دينية أو لغوية أو قومية مهيمنة واحدة متسلطة, فمفهوم العيش المشترك والقيم المشتركة ترسخ وتوطد أواصر الحرية والتنوع الثقافي والتمازج والغنى الفكري, على عكس مفهوم السلطة والدولة المستبدة التي تفرض الانتماء إلى قومية واحدة ولغة واحدة واعتناق دينٍ واحد, الذي يؤدي إلى إقصاء شعوبٍ وقومياتٍ وأديانٍ أصيلة في مجتمعاتها, والذي يتسبب في الانقسامات والتفتت في البنية المجتمعية, وانتشار العداوات والتناحرات, وهذا ما سعت إليها الدول القومية ذات الصبغة المستبدة العنصرية, وما نشهده في الشرق الأوسط وسوريا على وجه الخصوص هي نتيجةٌ لهذه السياسات والممارسات العنصرية, والذهنيات الطائفية الإرهابية الهدامة الرافضة لأي تنوعٍ وغنىً حضاري ثقافي, ومحاولتها لإقصاء وصهر وإبادة المكونات الأصيلة التي تخالفها في  الفكر والعقيدة واللغة والثقافة. لذلك كان لابد من طرح رؤيةٍ ونموذجٍ بديلٍ لكل هذا الشذوذ الذهني والممارسات الطائفية والاستبدادية, بحيث يستطيع فيها الإنسان العيش بكرامته وإرادته, يمارس ثقافته ودينه, يتعلم بلغته ضمن مجتمعٍ متسامحٍ مدنيٍ, يؤمن بالتعددية والعيش المشترك وهذا ما تبنته الإدارة الذاتية الديمقراطية في عقدها الاجتماعي, بضرورة ترسيخ أواصر أخوَّة الشعوب واحترام جميع الأديان وحرية الممارسة الثقافية وتبادل الآراء وضرورة التنوع والغنى الفكري في المجتمع, كأساس لمجتمع ديمقراطي في روج آفا وكمنطلق ليشمل جميع المناطق السورية, ومن هذا المنطلق قامت جريدة الاتحاد الديمقراطي بأخذ عينة من آراء مكونات روج آفا عن دور وأهمية المكونات في ترسيخ قيم الحرية والديمقراطية في روج آفا وسوريا عموماً.

سليمان إيزيدي مواطن كردي من الديانة الزرادشتية:

بالعودة إلى الجذور التاريخية للكرد الإيزيديين فإنهم يُعتبرون من المكونات والديانات الأقدم في كردستان والشرق الأوسط, كما أنهم يُعتبرون من أكثر الديانات التي تعرضت للإبادات والصهر الممنهجة, حيث شهدت هذه الديانة 74 فرماناً وأبشع صوره تجلت في مأساة شنكال, وما تعرض له شعبنا الكردي الايزيدي من قتلٍ وسفكٍ وسبيٍ وخطفٍ لأكثر من خمسة آلاف امرأة كردية, وتدمير المدن وتهجير شعبها بحيث كان الايزيديين معرضاً لإبادة جماعية لولا تدخل وبسالة وحدات حماية الشعب التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا والكريلا في الوقت المناسب, وإنقاذهم لمئات الآلاف من شعبنا هناك وذلك عبر فتح ممرٍ آمنٍ بروح فدائية منقطعة النظير, ومن هذا المنطلق ومما عايشناه من إرادة حرة وفلسفة إنسانية نبيلة استند إليها الإدارة الذاتية الديمقراطية, فهي أثبتت أنها إرادة الشعب وإدارته لنفسه بنفسه, بحيث يكون التكوين المجتمعي قادراً على توجيه نفسه وحماية وجوده وحل قضاياه بنفسه وممارسة طقوسه وعاداته وثقافته حسب طبيعته الأصيلة وعراقته الحضارية الراسخة, فنحن كمكونٍ أصيلٍ في الإدارة الذاتية لنا تمثيلياتٌ في كافة هيئاتها, ومشاركة في جميع مؤسساتها وقواه الدفاعية الأمنية.

 إن الإدارة الديمقراطية في روج آفا باتت مشروعاً ونموذجاً يُحتذى بها, وهيكلية حل لكافة إشكالات الشرق الوسط وسوريا خاصة.

محمد من المكون العربي طالب في معهد الشهيد حسان للعلوم التربوية:

إن الإدارة الذاتية نظامٌ فريدٌ من نوعه, حيث جميع المكونات تعيش معاً بإرادتها الحرة وفق أسسٍ ديمقراطيةٍ تستند إلى مبادئ وفلسفة الأمة الديمقراطية, حيث بالمستطاع القول أن الإدارة الذاتية الديمقراطية هي المخلص الوحيد لمناطقنا ومنعها من الانحدار نحو المستنقع الطائفي الهجين المدمر والقاتل, وما خلفتها من انهيارٍ وتفكيكٍ للبنى المجتمعية وأواصر التعايش السلمي المشترك, والذي كان نتاج الدولة القومية والذهنية الإقصائية المتلاحقة, وتبعيتها لأجندات خارج عن إرادة الشعوب السورية, والتي عملت على صهر وإبادة جميع القوميات والثقافات والاثنيات في بوتقة وسياسة القومية الواحدة واللغة الواحدة والدين الواحد والشعب الواحد. لقد استطاعت الإدارة الذاتية الديمقراطية عبر نظامها الكومينالي الحفاظ على التنوع الثقافي والموزاييك السوري الجميل الموجود في روج آفا, والذي يمكنه أن يشكلَ نواةً لتعدديةٍ وتنوعٍ ثقافيٍ ترسخ قيم الديمقراطية. ومبادئ المدنية العصرية تنبع من أخلاق المجتمع ذاته, وتكون قادرة على ممارسة عاداته وتقاليده الأصيلة حسب تكوينه ووجوده كشعوب وأديان متآلفة ومنسجمة تتخذ من القيم الإنسانية والاحترام المتبادل أساساً له على عكس السياسات التي سادت قبل إعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية, ومحاولة بعض الجهات المعادية لهذه التجربة وترويجها بأن الإدارة الذاتية الديمقراطية سوف تقوم بإبعاد بقية المكونات, أو أنها ستكون بلونٍ واحدٍ وتقصي المكون العربي والسرياني وحتى الكردي منها, وبعد مرور عامين من عمر الإدارة الذاتية الديمقراطية ودخولها العام الثالث أثبتت التجربة العملية والمنطق أن هذه الإدارة والإرادة الحرة للشعوب هي الحل الأمثل للمُعضلة السورية, وهذا ما تبنته جميع مكونات روج آفا وشمال سوريا في المؤتمر التأسيسي المنعقد في مدينة الرميلان, وتبنيهم بالإجماع على تطويرها لتشمل جميع المناطق السورية الأخرى,  وذلك عبر إقرار مشروع سوريا الاتحادية الفدرالية انطلاقاً من روج آفا وشمال سوريا.

محمد حمو من المكون الكردي :

إن أساس الديمقراطية هو في غنى المجتمع وتنوع الآراء والأفكار والثقافات الموجودة ضمنه, واستطاعت هذه المجتمعات في التعايش المشترك النابع من الحقوق المتساوية والممارسة المشتركة المنظمة للعمل المؤسساتي المجتمعي بإرادة حرة, ومن هنا يُعَدُ نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي يستند إلى فلسفة الأمة الديمقراطية الذي طرحه المفكر عبد الله أوجلان هي النواة الحقيقية لدمقرطة سوريا انطلاقاً من روج آفا, بحيث تستطيع كافة مكوناته العيش بكرامةٍ وحرية, وتكون قادرةً على ممارسة الحياة وفق تكوينها كمجمعٍ إنسانيٍ, وطبيعتها كشعوب متعايشة لها ثقافتها وتمايزها وتداخلها الحضاري, وهو ما تم تطبيقه فعلياً في روج آفا بعد إعلان الإدارة الذاتية رسمياً ومشاركة كافة مكوناته في تأسيسها وإدارتها, والتي باتت ملكاً للجميع فلم يعد هناك فرقٌ في الحقوق والواجبات بين مكوناته من عرب وسريان وكرد وأرمن وغيرهم من التكوينات الأصيلة في روج آفا, وذلك عبر نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية والنظام الكومينالي كمشروعِ حلٍ ليس لروج آفا وحدها وإنما لكافة سوريا, وهو ما تم تبنيه بالفعل في السادس والسابع عشر من آذار في المؤتمر التأسيسي في مدينة الرميلان, وذلك بطرحها لتوسيع الإدارة الذاتية لتشمل كافة المناطق السورية, وإعلان الفدرالية الديمقراطية لروج آفا وشمال سوريا.

حبيب حنا من المكون السرياني:

السريان أحد المكونات الأصيلة في روج آفا وهي منخرطةٌ في الإدارة الذاتية الديمقراطية منذ بداية إعلانها, ومُشارِكَةٌ في ممارسة العمل المؤسساتي مع بقية المكونات في الإدارة الذاتية, ومساهمة في كافة الفعاليات القائمة, فالنجاح والممارسة الديمقراطية تتحقق طالما هناك مساواةٌ في العمل والحقوق, وهنا لابد من الإشارة إلى أن دور المكونات مهمٌ جداً في الإدارة الذاتية وذلك لتأكيد قيم العيش المشترك وبناء علاقات متينة وراسخة, فالمكونات ليست حالة خلافية إنما تنوع وغنى ثقافي وحضاري ينبغي الافتخار به, لذلك الجميعُ مدعوٌ إلى  تكاتف الجهود لصياغة مستقبلٍ واعدٍ قائمٍ على الحرية والمساواة والعدالة.

زر الذهاب إلى الأعلى