تقارير

فيدرالية روج آفا تمايزٌ أَم تكرار

fedraleالفيدرالية كمشروعٍ طُرِحَ لحل المعضلة السورية ليس أول نموذج في العالم لا بل إنه أول نموذج يهتم بتحرر المرأة ويخصص لها مساحة واسعة لم يسبق أن خصصت قدرها في مختلف فيدراليات العالم للمشاركة في ترسيخ معالم ودعائم هذا النظام القديم – الجديد؛ قديم التطبيق منذ العهود الميدية والإغريقية وجديد في بنوده  وسماته وخصائصه وآلية تطبيقه في روج آفا – شمال سوريا.

لذا ارتأينا في صحيفة الاتحاد الديمقراطي إلى اللقاء بعدد من الشخصيات النسائية ومعرفة آرائهن حول العلاقة فيما بين الفيدرالية وجوهر المرأة.

المرأة ضمان حماية الفيدرالية

أمينة أوسي – عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD ونائب رئيس هيئة العلاقات الخارجية في مقاطعة الجزيرة:

الإيكولوجيا – العدالة الاجتماعية – وتحرر المرأة: ثلاث نقاط رئيسية تمثل دعائم الأمة الديمقراطية التي هي حجر الأساس في الفيدرالية الديمقراطية.

فالمرأة قد لعبت دوراً تاريخياً في تقرب المكونات والشعوب من بعضها البعض بشكلٍ سلمي والأمثلة كثيرة في هذا الصدد إضافةً إلى كونها أخذت على عاتقها مسؤولية نجاح ثورة روج آفا ولعبت دوراً فعالاً فيها؛ المرأة مع الشبيبة تشكلان ديناميكية المجتمع والمرأة وبدورها باتت هي الرائدة في نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية, فجوهر الإدارة الذاتية متأتي من جوهرها وانطلاقاً منه سيترسخ مشروع الفيدرالية الديمقراطية بجوهر المرأة.

والنظام الفيدرالي أيضاً يتركز على هذا الجوهر وعماده الأساسي المساواة بين المرأة والرجل, ولن يبقى هذا الأمر شعاراً بل فعلياً وعلى الأرض مثلما كانت المرأة على جهوزيةٍ تامةٍ لأصعب المهام وأدائها لعملها على أكمل وجه, فسيكون هكذا الأمر في النظام الفيدرالي حيث مشاركتها ستكون على مستوى جميع المجالات ومختلف المسؤوليات إلى جانب وضع نسبة تمثيل المرأة في الفيدرالية الديمقراطية لنصل معاً كما في الإدارة الذاتية الديمقراطية نموذجاً يغلب عليها الفكر المتحرر إلى شمال سوريا متحررة جنسوياً وذلك بتجاوز الكوتا والمساواة بين المرأة والرجل طبيعياً.

وكما ذكرنا أن الشبيبة والمرأة عمادان وعاملان رئيسيان للفيدرالية حيث المرأة تمتلك الخبرة في الإدارة وإرساء التنظيم وتفعيله, وللشبيبة مجال حماية هذا النظام والحفاظ عليه جوهراً وقواماً, والتمكين له بعيداً عن المفاهيم التي تضع المجتمعات تحت نير العبودية.

خلال ثورة روج آفا وميثاق العقد الاجتماعي ضمناً اقتصرت نسبة تمثيل المرأة (الكوتا) على 40 %, لكن في الواقع العملي والتطبيقي ونتيجة لخبرتها الإدارية تجاوزت المرأة طبيعياً هذه الحدود, لذا لابد أن تستحوذ المرأة في العقد الاجتماعي للاتحاد الفيدرالي على بندٍ يتعلق بضرورة لعبها الدور المنوط بها بشكل ريادي للتخلص من بقايا الفوضى الموجودة في سوريا وذلك سعياً لدمقرطة سوريا؛ هذا إلى جانب أننا أصحاب إيمانٍ عميقٍ وثقةٍ تامةٍ بقدرات المرأة في أدائها المسؤوليات التي تقع على عاتقها على أكمل وجه, فالمرأة صاحبةُ ميراثٍ كبيرٍ من النضال التحرري، وتقدمت المرأة بروج آفا انطلاقاً من هذا الميراث وأسست تنظيماتها الخاصة في المستوى السياسي والعسكري والإداري, بينما الانجازات المتحققة استناداً على هذا الإرث تدعونا لنكون على ثقةٍ بأن المرأة في الفيدرالية الديمقراطية ستكون على قدرٍ كبيرٍ من النجاح والمسؤولية الموكلة إليها, ونجاحها هذا لن يقتصر على المرأة الكردية فقط بل يتعدى إلى أن يكون للمرأة السورية من المكونات الأخرى الدور الفعال.

جميع المكتسبات السياسية لروج آفا كنا حريصين في الإدارة الذاتية الديمقراطية على وضع نسبةَ تمثيلٍ للمرأة وهكذا الأمر في مجلس سوريا الديمقراطية, ففي المجلس الفيدرالي الديمقراطي أيضاً تحتم الضرورة لوجود نسبة تمثيل للمرأة بغية تحقيق المساواة مع الرجل في الحقوق والواجبات, إلى جانب أنه ضمانة موقعها ضمن صناعة القرار لذلك كان نظام الرئاسة المشتركة خيرُ نظامٍ للإدارة في روج آفا وشمال سوريا.

وبطليعة المرأة الكردية نسعى لنضع المرأة في عموم الشرق الأوسط عبر نظام الرئاسة المشتركة في موضع صنع القرار, وبطبيعة الحال ستكون هناك عوائق تعترضنا لكن تجاوزها مرتبطٌ بمدى النضال الذي نبديه لقبوله بين فئات المجتمع السوري, ومتوقفٌ أيضاً على قدر مسؤوليتنا تجاه نساء المكونات الأخرى لإخراج المرأة من واقع الظلم والمرارة الذي عاشته طويلاً, لتكون المتحدثة باسمها والمدافعة عن مطالبها وتأخذ قرارها استنباطاً من تطلعاتها.

نظام الفيدرالية الديمقراطية هو البديل للأنظمة القوموية

روجين رمو- عضو إدارة مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية MSD:

الخطوة المقدسة التي تم الإعلان عنها في الـ 17 من آذار المنصرم والمتمثلة بالاتحاد الفيدرالي الديمقراطي لابد من أن تلعب المرأة فيها دوراً طليعياً وإصدار النضال الكبير الذي أبدته المرأة في روج آفا إلى جميع سوريا وتوثيقه بشكل أكبر لنعيش معاً بحرية على أرضنا.

بدءاً من الدور الطليعي للمرأة في المجتمع الطبيعي الذي يبتعد عن مفاهيم السلطة والعبودية, مجتمعٌ يتقاسم فيه الجميع الإمكانيات الموجودة وهذا يعود إلى مرونة المرأة وخصائصها الطبيعية في حماية البشرية, وفي نتيجة الأمر المجتمع الذي أدارته المرأة سيَّرَ شؤونه دون إراقة الدماء, وبشكلٍ سلميٍ في مرحلة عبودية المرأة استعبد معها المجتمع بأكمله حتى الطبيعة والإيكولوجيا لم تسلما من هذه العبودية, وهذا فقط لغاية السلطة وتقاسم الخبرات فهذه السلطة المتأتية من الأنظمة المستبدة القوموية أوصلتنا إلى حدوث تفاقمٍ في الأزمات والحلول دون ترسيخ القيم الإنسانية والمجازر واستخدام الأسلحة الممنوعة.

فلسفة الحياة لدى قائد الشعب الكردستاني استنبطت من قيم ومبادئ ميزبوتاميا جاءت لتكون الشعلة التي تنير طريق المظلومين, ولتكون النموذج الذي ينادي بحرية الجنسين والمساواة بينهما, وبفلسفة الأمة الديمقراطية استطاعت المرأة أن تخطو خطوات ملموسة وواضحة المعالم في جميع المجالات, حيث أنها أصبحت الرائدة في المستويين السياسي والدبلوماسي إلى جانب أنها المديرة الاقتصادية الناجحة والقائدة العسكرية الماهرة التي رأى عبرها العالم إرادة المرأة الكردية, ومثالها آرين ميركان والتي استمدت قوتها من آلاف الشهيدات أمثال زيلان وبيريتان.

لذا نحن على ثقةٍ تامةٍ بصوابية فلسفة القائد أوجلان وأنها النموذج الذي يصبو إلى تحرير المرأة والمجتمع معاً, والنظام الفيدرالي الذي يستند على هذين الأمرين حتماً سيكون مصيره النجاح, لكن على المرأة هنا أن تناضل وتسعى لتكون سوريا ديمقراطية فيدرالية تعددية حرة.

فنظام الفيدرالية الديمقراطية هو البديل للأنظمة القوموية التي باتت هشةً وبعيدةً كل البعد عن طموحات الشعوب, بينما الأنظمة الفيدرالية نراها قد تم تجربتها في الكثير من الدول وهي من النماذج الناجحة.

دور المرأة في الفيدرالية يتمحور حول أدائها لدورها ضمن الكومون ومنه في الحي فالمدينة ثم المقاطعة وصولاً إلى النظام الفيدرالي, حيث نجاح الأخيرة يتطلب اتحاد وتضافر جهود المرأة دون النظر إلى عرقها ولونها لتحقيق إرادة الحرة للمرأة.

خوضُ هذه التجربة النوعية على الصعيد الشرق أوسطي

ليلى عبدو- مدرسة اللغة الكردية:

الفيدرالية هي مشروعُ حكمٍ حديثٍ وتوافقي، وهذا المشروع يحاول التوفيق داخل الدولة الواحدة بين عدة فئات متمايزة ومختلفة, ويسعى إلى إقناع هذه الفئات بالتعايش السلمي مع بعضها البعض, ربما تكون تسويةً صعبةً في منطقتنا ولكن بالإرادة والتصميم يمكن الوصول إليها، وأُكد هنا على أن تُنَّمي المرآة من مداركها وقدراتها في ظل الفيدرالية, وأن تأخذ دورها كاملاً في جميع مرافق هذا المشروع، كما إن قيام مثل هذا النظام الفيدرالي سيعني توسيع إطار الإدارة الذاتية الديمقراطية وستشمل تمثيلاً لكافة العناصر الأثنية والقومية والثقافية, وبشكلٍ يحافظ على وحدة الدولة وليس تقسيمها، لذا علينا جميعاً السعي إلى إنجاح هذا المشروع وخوض هذه التجربة النوعية والرائدة على الصعيد الشرق أوسطي.

ترجمة القوة والتنوير تُعْتَبَرُ مصدَرَ قوةٍ في الاتحاد الفيدرالي

زنارين ديار- صحفية:

ثورة روج آفا تقدمت بجهود المرأة الكردية وباتساع وتطور هذه الثورة كان للمرأة من المكونات الأخرى الانضمام الكبير, فثورة روج آفا هي الثورة الوحيدة التي شاركت فيها المرأة بفعالية, ولعبت الدور الريادي فيها سواءً على الصعد السياسية أو العسكرية أو الاجتماعية, وهذا ما أكد للعالم نجاح هذه الثورة ففي الأنظمة والثورات العالمية لم تلعب المرأة الدور الذي لعبته المرأة من ثورة روج آفا, بل كانت مشاركتها محدودةٌ كون الأنظمة الموجودة في العالم هي أنظمةٌ على أساس الهيمنة الذكورية, لكن في روج آفايي كردستان تأسسَ نظامٌ جديدٌ (الإدارة الذاتية الديمقراطية) حارب كافة الأشكال السلطوية وأخذت فيه المرأة مكانها الطليعي.

فالنظام الاتحادي الفيدرالي المعلن حديثاً يتيح للمرأة إمكانية لعبها دوراً كبيراً بحسب طبيعتها, فجوهر المرأة يقوم على التقرب على قدم المساواة من مختلف عناصر المجتمع وفئاته ومذاهبه ومكوناته, وبُعدها عن مفاهيم الحرب والعنف ولم تحبذ يوماً الظلم لذلك عانت الظلم والاضطهاد.

المرأة صاحبة جوهر وهذا النظام يعيطها الفرصة لتحقيق تطلعاتها وتحقيق المساواة والعدالة والاجتماعية والقضاء على العنف والشدة, فهي ستفرغ جل طاقاتها على تطبيق المبادئ الأكثر صوابية وصحة لدى المجتمع والأرضية جاهزة بهذا الخصوص, ومما يستدعي ويستلزم تعبير جوهر المرأة إلى الواقع التطبيقي والمعرفة البراغماتية العملية.

القوة والتنوير اللتان استنبطتهما المرأة من فلسفة قائد الشعب الكردستاني وترجمتها بكل قواها تعتبرُ مصدر قوةٍ في الاتحاد الفيدرالي الديمقراطي ونجاحها يتم بطليعة المرأة المتحررة.

نماذج فيدرالية في التاريخ

-الفيدرالية الميدية:

وهي التي تكونت من اتحاد شعوب ميزوبوتاميا (سبعة عشائر) تحت مسمى إمبراطورية ميديا، وأخذت شكلها النهائي في عام 612 قبل الميلاد وكانت تعتمد على الإدارات الذاتية لكل منطقة على مبدأ التعايش المشترك والدفاع الذاتي وتحرير الشعوب المضطهدة.

-الفيدرالية الإغريقية:

كانت الفيدرالية عند الإغريق (اليونان والرومان) تعني نظام للحكم عن اتحاد عدد من الولايات أو الدول تتعايش معاً دون انفصال ودون وحدة, فعند تطبيق الفيدرالية في العهد القديم على إقليم ما يعتبر الأشخاص المقيمون فيه مواطنين ولهم حقوقهم المدنية والسياسية.

في الفيدرالية البدائية وفي ظل القانون الدولي العام التقليدي لم يكن للمدن المتحالفة مع الولايات الفيدرالية الحق في عقد المعاهدات أو الاتفاقات الدولية على انفراد فيما بينها أو الشعوب أو المجتمعات الأخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى