تقارير

واقع مياه الشرب في مقاطعة الجزيرة، شؤون وشجون

 avسرالحياة لا نشعر بقيمته إلاعند العطش

 انقطاع المياه وشح الأمطار,الجفاف,الأسراف والهدرفي المياه، هي تحديات عصرية ومشكلة حقيقية في واقعنا الحالي من جهة, وتلبية الأحتياجات المائية المختلفة كماً ونوعاً ,مع ضمان أستمرار هذه الكفاية دون تأثيرات سلبية من خلال حماية وحسن استخدام ما هو متاح من المياه، وتطوير أدوات وأساليب هذا الاستخدام، علاوة على تنمية موارد المياه الحالية، ثم البحث عن موارد جديدة سواء كانت تقليدية أوغير تقليدية من جهة اخرى

ولمعرفة واقع المياه الصالحة للشرب في مقاطعة الجزيرة ,وأهم التحديات والصعوبات التي تواجهها المديرية العامة للمياه, وما تم أنجازه على صعيد تأمينِ, وتوفير مياه الشرب لكافة أنحاء المقاطعة, وهل في جدول أعمالها لهذا الصيف سبل, وطرق للحفاظ على الماء قدرالمستطاع من الهدرعبرالقيام بحملة إعلامية وأرشادية,وميدانية تحث المواطنين والقائمين ,على عدم الإسراف في الماء  والاقتصادا لأمثل في الاستخدام هذه الأسئلة وأسئِلة المواطنين  طرحناها في لقائنا مع مدير المديرية العامة لمياه الشرب في مقاطعة الجزيرة وعلى النائبة في المديرية

المهندس نضال محمود مديرمؤسسة المياه في مقاطعة الجزيرة

مجمل التحديات أدت إلى ظهور صعوبات حقيقية لتامين مياه صالحة للشرب في مرحلة الأزمة ,وخاصة قبل ثلاثة أعوام حيث واجهنا صعوبات كبيرة لتأمين مياه الشرب من حيث استخراج المياه من الآبار, والحاجة إلى مولدات ,ومضخات ومصافي وموادٍ للتصفية والتنقية إضافة إلى صيانة الكثير من الشبكات وخطوط الجر

  قبل الأزمة في سوريا عامة كانت مقاطعة الجزيرة تعاني من بعض المشاكل المتعلقة بتوفير وتأمين المياه الصالحة للشرب (المياه العذبة) ,وخاصة مدينة الحسكة التي عانت من هذه المشكلة على الرغم من وجود مصادر مائية جوفية وسطحية , كالآبار المنتشرة في منطقة سري كانيه، ومدينة قامشلو، وعاموده، ومناطق أخرى إضافة إلى السدود التي كانت مقيمة على نهري الخابور والجقجق وسدود منطقة ديرك كسد السفان والحكمية، والجراحية، والجوادية، ومعشوق، كذلك الينابيع المنتشرة في مدينة سري كانيه ومدينة ديرك ,هذه كانت أهم المصادر المائية في مقاطعة الجزيرة ,لكن السياسات المائية لم تكن ناجحة ومرتقية في مجال تطوير تنمية مائية مستدامة ,على الرغم من أن مشروع جرِّالمياه من نهر دجلة كان سيغطي ويسُّد حاجة المقاطعةعامة ,لكن العمل على هذا المشروع متوقف في المرحلة الراهنة

 الهدرالكبير في المياه من قبل المواطنيين,وسوء الأستخدام من طرف ,و سياسة الدولة التركية التي تعمل على قطع المياه عن الأنهار ,وشح في الهطولات المطرية في بعض الأعوام وجفاف الينابيع خاصة في فصل الصيف ,في منطقة سري كانيه التي كانت تغذي الأنهار وبالتالي كانت السدود تمتلئء بالمياه أدت أيضاً إلى نقص في المياه بشكل عام من طرف أخر.

كذلك انقطاع الكهرباء ,وقيام المجموعات الأرهابية بسرقة بعض الأليات والمحركات الخاصة بالمياه خلال سيطرتهم على بعض المناطق في جنوب المقاطعة كمنطقة تل تمر وسري كانيه  شكل تحديا كبيراً أمام جَّرِ ,و أيصال مياه الشرب إلى كافة المناطق

مجمل هذه التحديات أدت إلى ظهور صعوبات حقيقية لتأمين مياه صالحة للشرب في مرحلة الأزمة وخاصة قبل ثلاثة أعوام حيث واجهنا صعوبات كبيرة لتأمين مياه الشرب من حيث استخراخ المياه من الآبار والحاجة إلى مولدات ومضخات ومصافي ومواد للتصفية والتنقية إضافة إلى صيانة الكثير من الشبكات وخطوط الجر.

غالبية مقاطعة الجزيرة في الوقت الراهن تعتمد على المياه الجوفية ,وذلك عبرحفرالآبارهذا المصدر الوحيد المتبقي لدينا

الآبار في منطقة علوك تغذي مدينة الحسكة والمنطقة المحيطة بها حتى منطقة الهول ,وجنوب المدينة بمياه الشرب ,ومدينة تل تمر,والقرى المحيطة بها ,ونحتاج إلى فترة زمنية لتأمين مياه الشرب وبشكل مستدام إلى مناطق جنوبي مقاطعة الجزيرة وخاصة المناطق التي كانت تحت سيطرة الجماعات الإرهابية  وفي الحقيقة أن أكثر المناطق في مقاطعة الجزيرة كانت تعاني من مشكلة وأزمةحقيقية في المياه خلال الفترات السابقة وخاصة مدينة الحسكة ونواحيها .

أما بالنسبة لمدينة قامشلو، وديرك، وعامودا، والدرباسية، ورأس العين ,ومناطق أخرى ,فقد تم تجاوز العديد من الصعوبات والتحديات , حيث واقع مياه الشرب فيها أفضل من المناطق الجنوبية في مقاطعة الجزيرة ,ربما المشكلة الوحيدة هي الفترات التي تنقطع فيها التيار الكهربائي عن محطات ضخ المياه والمنتشرة في خارج وداخل المدن وهذا يسبب في تأخير الضخ و لكن بشكل عام مياه الشرب متوفرة في أغلبية أحياء هذه المدن ,رغم انقطاعها لفترات متقطعة في بعض الأحياء من مدينة قامشلو كحي الموظفين على سبيل المثال والسبب في ذلك هو أن خطوط وأنابيب الجرفي هذا الحي تحتاج إلى تكلفة عالية،  لكن مثل هذه الحالات قليلة, ونعمل على معالجتها حسب الإمكانات المتاحة وبسرعةٍ قصوى.

هناك تحديات سنواجهها في حال الاعتماد الكامل على تأمين مياه الشرب عن طريق حفر الآبار.

 وذلك بسبب انخفاضٍ في منسوبِ المياه الجوفية بشكل عام ,وخاصة في فصل الصيف ,هذه الآبار تعتمد في تغذيتها على كمية الهطولات المطرية ,وعلى منسوب مياه الأنهار والينابيع والتي أصبحت شبه جافة ,وخاصة كما ذكرنا في فصل الصيف ,لِذّا لا يمكننا الاعتماد بشكل رئيسي على مياه الآبار بشكل مستدام ,يجبُ تأمين مصادر أخرى لمياه الشرب نذكر منها ترميم وإصلاح السدود الموجودة في المقاطعة وجرِّ المياه إليها من مصادرمائية مستدامة كمشروع نهر دجلة ,وكذلك يجب الاستفادة من نهرالفرات .

هناك أمراض تنتقل عبر المياه ,لذا تحليل المياه ضروري جداً لتجنب العديد الأمراض التي تنشأ عن تلوث المياه

  بالنسبة لصلاحية مياه الآبار التي نعتمد عليها ,والخاضعة للقطاع المائي في مقاطعة الجزيرة  معظم مياه الآبار تحلل في المختبرات قبل الاعتماد عليها و يتم ضخها في أنابيب الجر,حيث يتم التأكد من صلاحيتها وقابليتها ,ويتم تعقيمها بشكل دقيق , أما بالنسبة للآبار الشخصية (الآبار منزلية) في المدن والقرى والتي يستخدمها الكثير وخاصة في القرى لتأمين مياه الشرب ,هذه الآبار لم يتم التأكد من قابلية مياهها ومدى صلاحيتها للشرب والاستخدام من قبل مختبرات مديرية المياه , القليل من أصحاب هذه الآبار قاموا بتحليل مياه آبارهم في مختبرات المديرية ,لذا نطلب من جميع أصحاب الآبار أن يقوموا بتحليل مياه آبارهم قبل الاستخدام وجميع مخابر التحليل مستعدة لاستقبالهم ,إن أغلبية مياه الآبار كلسية وهذا لايشكل ضرراً نقوم بتنقية الماء من المواد العالقة والكلسية حتى تصبح نقية بنسبة كبيرة

 نعمل على التواصل مع الجهات الدولية, والمنظمات الأممية العاملة في هذا المجال لتقديم الدعم والمساندة لروج آفا وخاصة فيما يتعلق بمشروع نهردجلة, لكن حتى هذه اللحظة لم  تساندنا أية جهة ,ولم تقدم لنا الدعم في سبيل تنفيذ هذا المشروع ,أومشاريع أخرى ,ونحن عبر صحيفتكم نناشد الجهات الدولية لتقديم الدعم والمساندة في هذا المجال ,كون هذا المشروع سيشكل العمود الفقري لروج آفا والمنطقة عامة, وخاصة مقاطعة الجزيرة وسيكون له نتائج ايجابية على كافة الاصعدة.

هناك بعض المنظمات الدولية التي قدمت بعض المساعدات,وذلك في إطار بعض الحالات الخاصة وعلى مستوى بعض المناطق حيث قدمت بعض مواد التعقيم ومولدات تزود بعض محطات الضخ بالطاقة  ونحن نشكر لهذه المنظمات صنيعها، لكن نأمل المزيد من المساندة والدعم في هذا المجال لما له من أهمية

 نقوم بجولات دائمة وبفترات متوازنة على أغلبية المحطات وأقسام المديرية في المدن ونتفحص خطوط الجرالممدودة بين المحطات والمدن والتي كانت تتعرض للتخريب والسرقة وخاصة قبل عام في المنطقة الممتدة بين سري كانيه والحسكة,أما فيما يتعلق  بضابطة المياه فلا يوجد ضابطة خاصة, ضابطة البلديات هي المسؤولة عن ضبط المخالفات المتعلقة بسوء أستخدام المواطنين للمياه وأستخدامها في غيرحاجة

أما بالنسبة لزيارتنا إلى شنكال ومن قبلها كوباني فكان في إطار تقديم الدعم والمساهمة في مشروع إعادة إعمار كوباني ,لذا كان لنا جولات في شنكال وكوباني ,وكري سبي حيث قدمنا بعض المساهمات والمعدات في مجال توفير مياه الشرب لشعبنا ,شعارنا وهدفنا في النهاية تأمين المياه الصالحة للشرب لكل منزل في مقاطعة الجزيرة

غزال بدرخان نائب مديرالمديرية العامة للمياه في مقاطعة الجزيرة

المياه أساس الحياة لذا من الأهمية الحفاظ عليها بكل السبل والوسائل, والترشيد في استخدامها

الماء ثروة للجميع علينا الحفاظ عليها ,وهو ليس حكراًوملكاً لفردً معين بل ثروة مجتمعية لكل أنسانٍ ولكل مخلوق الحق في أن يحصل عليه ولكن أيضاً من واجبِ كل فرد الحفاظ عليه بكل السبل والوسائل

نحن في مديرية المياه نعمل على تأمين المياه الصالحة للشرب لكل أبناء مقاطعة الجزيرة رغم  وجود بعض الصعوبات والعراقيل , كما نقوم بترشيد المجتمع بضرورة الحفاظ على الماء من الهدر والإسراف والترشيد في الاستخدام ,ونعمل لبناء وتطوير ثقافة مجتمعية وذهنية أيكولوجية مدركة للواقع يحافظ فيه الانسان في روج آفا على مقدراته الطبيعية وثرواته ولايسرف فيها ,على عكس الذهنية والثقافة السلطوية المسرفة والهمجية بنفس الوقت

 في المرحلة الراهنة ونحن في فصل الصيف حيث تنخفض مستويات الموارد المائية خاصة في الآبار,وهي تشكل المورد الرئيسي في مقاطعة الجزيرة لمياه الشرب حيث نعمل قدر الإمكان على نشر ثقافة واعية ولدينا رؤية بضرورة تأسيس هيئة إعلامية تعمل في هذا المجال ,إضافة إلى ضرورة إقامة ندوات ومحاضرة ونشاطات حول موضوع استخدام المياه وثقافة التنظيم والارشاد والترشيد في استخدام المياه والحفاظ عليها وذلك في الكومينات ومجالس الشعب في كل المدن والنواحي في محافظة الجزيرة، حيث تقع مسؤولية الحفاظ على هذه الثروة الثمينة على كل إنسان وكل المؤسسات والهيئات الاعلامية والخدمية والإدارية والتي يجب أن تقدم مساهماتها في هذه الإطار.

في النهاية لايسعني إلاأن اقدم الشكر لصحيفتكم وأقدم الشكرلكل إنسان يسعى لبناء مجتمع واع ومحب لبلده

زوزان ابراهيم مواطنة في مدينة قامشلو :

نعاني من نقص في مياه الشرب ,وخاصة في الوقت الراهن حيث فصل الصيف ,إن كمية المياه وساعات ضخها لاتكفي بأن نقوم بتعبئة خزاناتنا وخاصة نحن في الشقق السكنية  لذا نطلب من الجهات المعنية  الاستجابة لطلبنا هذا, أيضاً هناك من يسرف في استخدام المياه أستطيع القول ان البعض والغالبية لايدركون قيمة المياه لذا فهم جشعون في إسرافها.

 خزان الماء لأحد جيراننا مكسور منذ شهر والماء يتسرب منه بشكل يومي ,وهم غيرمبالين ونظراً لانتشار هذه الظاهرة بكثرة لذا نطلب من الجهات المعنية في قامشلو إيجاد الحلول لمثل هذه المخالفات والتجاوزات وذلك لكي يصل الماء إلى كل المنازل, هناك ملاحظة أودُّ أن أذكُرها وهي أن كمية الكلس في المياه كثيرة، كما يوجد في بعض الأحيان القليل من الرمل عند فتح صنبور الماء .

أم محمد سيدة من سكان حي الكورنيش:

منذ أكثرمن سنتين ولا توجد أية مشكلة تتعلق بالماء في حارتنا , المياه متوفرة رغم الانقطاع في بعض الأوقات خاصة في الصيف ,وخلال انقطاع الكهرباء في بعض الأحيان, ولكن بمجمل الأحوال لم نشعر بانقطاع الماء, نملك خزانين بسعة خمسة براميل ,ونحن عائلة مكونة من أربعة أفراد نسترشد في استخدام المياه ونحاول قدر الإمكان عدم الإسراف والهدر للماء وقمت بترشيد أبنائي وتعليمهم على عدم الإسراف في كل شيئ ,أن أكثرما يُزعجُني في المنزل أوفي اي مكان آخر هو وجود كسرٍأوعطل في صنابير المياه وبالتالي يسبب ذلك هدر في المياه دون مبالاة من البعض

أيضا أريد أن أشير إلى أمرٍآخر,وهوغسل السيارات والأرصفة ,فالبعض عندما يقوم بغسل سيارته أمام منزله يستطيع ان يبقى لساعات ,وهويقوم برش الماء عليها وأنا شخصياً أعتبر  هذا العمل عملاً غير أخلاقي ,ففي العديد من الأحياء والمدن ربما لاتوجد قطرة ماء لأيام وهنا العديد يقومون بهذا الهدرعلينا نحن كشعب أن نقوم بإرشاد أبنائنا بعدم الإسراف والهدر ونطالب من الجهات المعنية مخالفة هؤلاء المسرفين الذين يهدرون الماء.

وأخيراً، وليس آخراً، تبقى قضية بناء ثقافة الترشيد في المجتمع مسؤولية اجتماعية مشتركة بين الأفراد ,ومؤسسات المجتمع  المدني  والمؤسسات الإعلامية، والاقتصادية، والتعليمية، وغيرها من المؤسسات, والعمل على صياغة فكرية إنسانية ذات قوالب وبنية تنويرية وتوعوية وإرشادية تعزز من قيمة وأهمية المحافظة على هذه الثروة علاوة على تنوير المواطنين والمقيمين وحثهم على الكشف الدوري للشبكة الداخلية للمياه وصيانتها، مع التأكيد على أهمية تركيب أدوات الترشيد التي تساعد على تقليل كمية الاستهلاك، وخصوصاً أن هناك تسربات غير ظاهرة داخل المنازل قد تتسبب في هدرهذه الثروة .

  av                                                                         تحقيق : دلبرين فارس

زر الذهاب إلى الأعلى