المجتمع

وأخيراً المرأة المسنة وجدت داراً تحويها   

jina-pirافتتاح الدار 7-3 -2016

ثمة تدرجات في حياة المرء يمر بها في عمره الذي يمضي في كل لحظة من لحظات الحياة التي يعيشها، هذه اللحظات سواء أكانت مفرحة أم بائسة، يتخطى فيها المرء خطوات مليئة بالمفاجآت، منها التي ترضيه ومنها التي لا ترضيه، لذلك وفي كل الأحوال سنعيشها وستستمر الحياة من الطفولة إلى سن الرشد وبالنهاية الى آخر المطاف حيث سن الشيخوخة، وهذه المرحلة من العمر صعبة جداً لأن المرء يضعف فيه ويصبح كالطفل يريد العناية والاهمتمام به، وخاصة في الظروف التي نمر بها الآن في روج آفا وصعوبة المعيشة التي فرضت علينا والتي أدت ببعض العائلات مع الأسف إلى التخلي عن مسناتها من الأمهات خاصة بحجة هذه الأوضاع غير المستقرة.

لهذا قامت هيئة المرأة بفتح دارللمسنات وذلك من أجل المحافظة على المرأة المسنة وإيوائها، ولأجل معرفة ما هو أكثر عن هذه الدار والاطلاع على أوضاعها قامت جريدة حزب الاتحاد الديمقراطي بإجراء مقابلة مع اللواتي ساهمن في إدارة ورعاية المسنات فيها، وهن الإدارية في المكتب القانوني لهيئة المرأة جاندا إبراهيم حسين والتي أوضحت لنا وبشكل مفصل عن هذه الدار ومهامها. في البداية أشارت جاندا إلى شروط قبول المسنات بالدار وهي العمر من سن الستين وما فوق، وهناك استثناءات أي أننا نقبل حتى سن الخمس والخمسين أيضاً، وذلك إن لم يكن لديها أهل أو ممن يعتني بها، بالتأكيد سوف لن تقبل أية مسنة لديها أولاد، وذلك ليتم تشجيع أولادها على تركها وعدم الاهتمام بها، وأيضا التي تكون زوجها على قيد الحياة لانقبلها وكذلك إذا كان وضع المسنات المادي جيدة جداً فلانقبلهن أيضاً حسب قوانين الدار. طبعا كل هذه الشروط لمصلحة المسنات أي لأجل تشجيع عوائلهن للإهتمام بهن.

كما أضافت جاندا، بأنه ومن ناحية الرعاية بالمسنات وحول كيفية رعايتهن الرعاية الكافية فقد خصصنا لذلك حالياً اثنتان، واحدة تهتم بالمسنات صباحا وواحدة تهتم بهن مساء، أي أن الرعاية غير متوقفة بل مستمرة طوال الوقت، طبعا ستكون الرعاية بإشراف هيئة المرأة فقط أي لا يوجد دعم من أحد سوى هيئة المرأة.

أما من ناحية المأكل والمشرب فنحن حريصات جدا حول هذه النقطة، كون المسنات لا يستطعن أكل  كافة المأكولات حيث نخصص لهن طعاماً غير قابل لللإضراربصحتهن طعام يحتوي على جميع المغذيات الضرورية اللازمة لتغذيتهن، وأهم من ذلك هو تنظيم زمن تقديم وجبات الطعام.

ومن الناحية الصحية ففي كل شهر سيزور الدار طبيب لفحصهن والاطمئنان على صحتهن.

وأشارت جاندا بأن الدار لاتستطيع استقبال المسنات اللواتي لديهن مرض معد كالسل وأمراض خطيرة أخرى.

كما أشارت أيضا إلى الحالة النفسية على أنها مهمة جداً، ولها تأثير على صحة المسنات أيضاً، وثمة مركز الاستشارة النفسية وهو  مركز الشهيد أمارة حيث تتواجد فيها مرشدات نفسيات، ففي كل فترة تزور الدار مرشدات نفسيات ليتعرفن على نفسية المسنة ومعالجتها إن كانت متأزمة نفسيا وضمن جلسات منظمة، وشرح طريقة التعامل مع المسنات بشكل طبيعي لتحسين وضعهن النفسي.

وحول سؤال هل تستقبل الدار المسنات اللواتي لديهن أولاد في حال عدم اعتناء أولادهن بهن؟

أجابت جاندا، بأنهم يستطيعون استقبالهن ولكن ضمن شروط، وهي أن يخصص الأولاد كل شهر لأمهم مبلغاً معيناً من المال. كما نوهت جاندا بأن الدار طبعا ليست بحاجة لهذا المبلغ، ولكن يأتي ذلك كنوع من عقوبة تفرضها الدار على الأولاد وأيضا من أجل عدم قطع صلة الرحم بين الأبناء والامهات، وكذلك إبقاء باب الزيارات مفتوحة للأولاد ويستطيعون أن يأتوا لزيارة امهاتهم ولكن ضمن أوقات محددة، أي يجب أن تطول الزيارة ساعتين مثلا، ولا يسمح بأكثر من ساعتين حتى لايتم ازعاج الأمهات.

من ناحية تنظيم حياة المسنات داخل الدار فإننا نتعامل معهن كأننا أولادههن والبيت بيتهن أي نشعرهن بأنهن غير محبوسات في الدار طوال الوقت، فهناك جنينة للدار نأخذهن إليها وأيضا نخرجهن إلى خارج البيت لأجل التعامل والصحبة مع الجيران، ولكي يتحسسن بأنهن غير مقطوعات من المجتمع وغير معزولات، أي أنهن كائنات فاعلات وموجودات في الحياة، فهذا الشعور سوف تحسسهن بالراحة والتفاؤل.

كما لجأت جاندا إلى إيضاح نظرة المجتمع للدار عندما قاموا بالافتتاحه، وكان انطباع الزائرين على العموم هو استحسان الفكرة وبأنها فكرة جديدة في قامشلو وتقريبا وجدوها غريبة نوعا ما عن فكر المجتمع، ولكن نحن قمنا بفتح هذه الدار بعد ملاحظة وجود عدة حالات لمسنات ضائعات في الطرق وطبعا هذا الوضع لانريده لمسناتنا، وكهيئة المراة فإن الاهتمام بالمرأة المسنة تقع على عاتقنا نحن فوجدنا أنفسنا مسؤولين عنهن.

وحول سؤال، هل لديكم لجان استكشاف على وضع المرأة المسنة ففي أغلب المنازل يلاحظ وجود حالات عدم قبول المسنات في عوائلهن من قبل البعض من مكونات الدار كالكنة أوحتى الأولاد مثلاً، فكيف تتعاملون مع هذه الحالات الشائعة والكثيرة في مجتمعنا للأسف.

عقبت جاندا على السؤال وأشارت: إلى عدم وجود أية لجان لدينا، ولكن هناك في كل حارة كومين بالطبع الكومين يعرف وضع أهل الحارة وإن تواجدت حالة من هذا النوع فسيخبرنا الكومين بذلك بكل تأكيد، حتى الآن لم يأتنا شيء من هذه المشاكل التي تعانيها المرأة المسنة.

إن أغلب الحالات التي تأتينا هي من قبيل أن أهل المرأة المسنة هاجروا الى أوروبا أوباشور أو باكور وتركوهن لوحدهن.

كما أننا نتواصل مع أولاد المسنات، فقد مرت حالة معنا قبل فترة مع امرأة مسنة كانت عندنا فعمدنا إلى التواصل مع ابنتها التي تسكن في دمشق، وفي النهاية طلبت الابنة أمها فأرسلناها إليها.

وفي النهاية اختتمت جاندا باسم هيئة المرأة وباسم دار المسنات كلامها قائلة: بصراحة إننا لا نشجع أحداً على ترك امهاتهم بحال من الأحوال، أوأن يضعوهن في دار المسنات لأن ذلك بالطبع بعيد عن أخلاقياتنا بعيد عن وجداننا.

ونقول أخيراً، بأن باب الدار مفتوح لكل النساء المسنات اللواتي ليست لديهن مأوى ليست فقط المرأة الكردية فقط وإنما نستقبل المرأة العربية والسريانية أيضا بل نقبلهن من كافة مكونات مقاطعة الجزيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى