الأخبارمانشيت

165 شهيدا على الحدود السورية التركية برصاص القوات التركية و المرصد يدعو لمحاسبة القتلة.

المواطنون السُّوريون الفارُّون من الموت ببراميل وصواريخ وقذائف نظام بشار الأسد، وصواريخ وقنابل الطائرات الروسية، والمحاولين لإيجاد ملاذ آمن يقيهم، من الموت بمفرزات الآلة العسكرية، عبر الالتجاء إلى الأراضي التركية، لم تسمح طلقات قناصة حرس الحدود التركي بتحقيقهم بلأبسط وأول حق إنساني، وهو حق الحياة، فأنهت رصاصات الجندرما التركية، حياة عشرات المواطنين. ومن أدركته الحياة، لم يسلم من سياط وعصي وركلات وصفعات ولكمات وأخماص بنادق جنود القوات التركية الحدودية، إلى أن وصل الحال بالبعض، إلى وجود آثار شقوق شكلتها أدوات حادة غرست في أجسادهم، عدا عن اعتقال البقية أو إرجاعهم إلى حيث الموت مرة أخرى، وكان آخرها يوم أمس حيث حصدت طلقات الجندرما التركية أرواح 7 أشخاص بينهم مواطنة على الحدود في 3 مناطق مختلفة بالشمال السوري، ليصل الحال ببعض الأهالي إلى القول:: “”إذا كان قد جرى قتل عدة أشخاص على الحدود مع 3 مناطق سورية مختلفة، فهذا يشير إلى أن القتل هو أحد أول خيارات وقف دخول المواطنين السوريين إلى الأراضي التركية”.
المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق ارتفاع أعداد الشهداء على الحدود السورية – التركية، من المواطنين الذين حاولوا الوصول إلى الجانب التركي، ليبلغ 163 شهيداً من ضمنهم 31 طفلاً و15 مواطنة عدد الشهداء الذين وثقهم المرصد السوري منذ مطلع العام الجاري 2016، وحتى اليوم السادس من شهر كانون الأول / ديسمبر الجاري، جراء مواصلة قوات الجندرما التركية “حرس الحدود” استهدافها للمواطنين السوريين الذين فروا من العمليات العسكرية الدائرة في مناطقهم، نحو أماكن يتمكنون فيها من إيجاد ملاذ آمن، يبعدهم عن الموت الذي يلاحقهم في بلادهم سوريا، وأن ينجوا بأطفالهم، حتى لا يكون مصير أطفالهم كمصير أكثر من 15 ألف طفل استشهدوا منذ انطلاقة الثورة السورية، ومصير عشرات آلاف الأطفال الآخرين الذين أصيبوا بإعاقات دائمة، أو مصير آلاف الأطفال الذين أقحموا في العمليات العسكرية وحوِّلوا إلى مقاتلين ومفجِّرين.
وشهد يوم الـ 12 من شهر كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2016، استشهاد أول مواطن خلال العام الجاري، جراء إطلاق النار عليه من قبل عناصر من حرس الحدود التركي، أثناء محاولته العبور نحو الأراضي التركية، من محافظة الحسكة، فيما شهدت حالات إطلاق نار على عائلات أو مجموعات حاولت الدخول بشكل غير إفرادي إلى الجانب التركي عبر الشريط الحدودي من محافظات الحسكة والرقة وحلب وإدلب واللاذقية، كما تعرض العشرات لإصابات واعتداء بالضرب بعد اعتقالهم من قبل حرس الحدود التركي خلال محاولة العبور.
إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يندد بشدة هذا القتل المستمر من قبل سلطات الحدود التركية، بحق المواطنين الفارِّين من جحيم الحرب وويلاته، ويجدد دعوته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والاتحاد الأوربي، لممارسة ضغوطها على الحكومة التركية، من أجل كف حرس حدودها مع سوريا، عن استهداف اللاجئين السوريين، كما ندعو في المرصد السوري الحكومة التركية، لفتح ممرات آمنة، للاجئين من أبناء الشعب السوري كالممرات الآمنة التي فتحتها للعسكريين، كي لا يكونوا عرضة لاستغلال المهربين عبر طرفي الحدود، الذين يتقاضون أموالاً طائلة، من أجل إيصالهم إلى الطرف الآمن الحدود، كما يدعو المرصد السوري لحقوق الإنسان مجدداً، الحكومة التركية، لتقديم عناصر الجندرما الذين قتلوا اللاجئين السوريين إلى القضاء.

المرصد السوري لحقوق الانسان

زر الذهاب إلى الأعلى