مقالات

وُلِدَتْ مرأة واسْتُبِدَّتْ إلى امرأة.

 sehanok-debboسيهانوك ديبو

مُذْ تلك الخطيئة الأنسية وحتى يومنا هذا؛ تدفع البشرية أكلافاً باهظة؛ مُسبَبِّة حجومات كبرى من القتل والتعنيف والتدمير؛ وفي كل مرة تحت يافطة السلطة؛ خطيئة إسقاط الحق الأمومي وتأفيل ثقافة الآلهة الأم.

الثائرات الكرديات بما امتلكن من ميراث فكري عميق لحركة الحرية الكردستانية؛ بتن اليوم رمزاً من رموز الحرية والدفاع عن المرأة، وبمثابة قيادمهن بأدوارٍ مُكاملة وتَتامِ المهمات التي أسستها الحركات النسائية وتنظيمات المرأة منذ أكثر من مئة عام. ونكون مُصيبين بأن الثائرة الكردية أعطت خصوصية هنا وأضفت زيادات في ترسيخ هذا المعنى من خلال المقاومة ضد دولة التنظيم الإرهابية/ داعش؛ كما الحال في كوباني؛ وكما الحال في السير التاريخي نحو تحرير الرقة بقيادة المرأة المقاتلة؛ وكما الحال في أماكن كثيرة وعلى كل شبر من أرض هذه الثورة. المسألة تكمن بأن مشروع يقاوم مخطط؛ مشروع تكون فيه المرأة قائدة التغيير كما حال ثورة روج آفا ضد مخطط تدميري يرى فيها المرأة بأنها مجرد إِمةٌ؛ مادة للبيع والشراء. مشروع أسس أن تكون المرأة حاضرة في كل الأمكنة وفق مبدأ التشاطر العادل في جميع المؤسسات والهيئات ورئاسة مشتركة للأحزاب؛ ضد من يرى بأن مكان المرأة في البيت والمطبخ؛ ألم يقلها أردوغان بصريح العبارة: المرأة لا تصلح للسياسة ومكانها البيت؟

مصدر الحروب هي الهيمنة؛ والهيمنة تنتحها السلطة حينما تتْخَم، والسلطة_ ذكورية المنشأ؛ تتعلق بولع الذكوري أن يكون السيد، وحينما لا يفلح هذا السيد أن يكون سيداً؛ نراه يقبل العبودية، سواء أنه يعلم بعبوديته أو لا يعلمها؛ وأولى خطواته في مرحلة عبوديته تُتْجَه نحو فرض السلطة على المرأة في جميع الأماكن الموجودة. وضمن سياق وسيادة هذه الفكرة؛ فإن المرأة في المجتمعات الاستهلاكية والريعية؛ يُسمح لها أن تعتلي أعلى المناصب؛ لكن؛ بشرط أن تقلد الرجل؛ يحضرني هنا مثال (المرأة الحديدية)/ مارغريت تاتشر التي كانت رجل في شاكلة إمرأة، وليست مرأة تقود المجتمع البريطاني. وأنماط السلطة الذكورية في الشرق الأوسط متسربة في أدق أوعية الأجهزة القمعية التي تحمي السلطة في هيئة الدولة؛ وقوانينها تهيئ وتحرص أن يكون هذا الاستمرار، وحتى الجماعات التي تهاجم شنكال -على سبيل المثال- تتقاسم بالذهنية السلطوية، وجميعها متورطة في العداء لخصوصية شنكال (المعتقد والأصل التاريخي للكرد)، ومحاربة هذه الخصوصية وفق هذا العدد الضخم من المجازر باتت مصيبة واستثناء في التاريخ القديم والمعاصر لمجتمعات الشرق الأوسط؛ فسبيِّ كل مرأة إيزيدية كان بمقصد استئصال تاريخ الكرد وعداء حل القضية الكردية؛ أو؛ حل وفق أجندة الأنظمة الاستبدادية والتي لم ولن تتوانى تحويل عموم كردستان إلى حديقة خلفية ومستعمرة عسكرية واقتصادية لها؛ ولو استطاعت ستطبق ذلك على بيت يقطنه كردي.

المشاريع تتصادم وتتقاتل؛ والتي تنتصر؛ فقط من تقودها المرأة؛ هذا ما أكدته الشهيدات القادة زيلان وشيلان وسلافا وآرين ميركان والمئات من استشهدن على هذا الخط الصلب الثوري.

كل عام والمرأة المناضلة التي تصبو منحى التغيير الديمقراطي بخير.

زر الذهاب إلى الأعلى