المجتمع

ورشة تف جاند تأخذ على عاتقها نشر ثقافة الأزياء الفلكلورية الأصيلة

terzixanneya-jinaالورشة هي ذاك التنظيم الذي يوفّر سرعةَ التنفيذ، كثرةَ الإنتاج وجودة العمل، ولا شكّ في أنها تساهم في رفع السوية الاقتصادية لدى عمّالها، وقد نظّمت حركة الثقافة والفن الديمقراطي ورشةً هادفة إلى التعريف بالزي الفلكلوري ونشر ثقافة ارتدائه في الحياة اليومية، ومن جانبنا في صحيفة الاتحاد الديمقراطي ولتسليط الضوء على هذا الأمر أعددنا التقرير التالي:

عكيد نومان المشرف على روشة (تف جاند) للأزياء الفلكلورية يقول معرّفاً الورشة والغرض من افتتاحها:

منذ شهرين بدأنا العمل في روشة Tev-Çand بينما الفكرة تعود إلى ما قبل ذلك، في حركة الثقافة والفن الديمقراطي بروج آفا أعددنا خطة لفتح ورشة، وذلك لإحياء ثقافة الأزياء الفلكورية للكرد والعرب والسريان كجزء من الثقافة الأصيلة لمنطقتنا والمساهمة في نشر ثقافة ارتداء الزي الفلكلوري في جميع أيام السنة، وليس فقط في المناسبات الوطنية والاحتفالات القومية.

الورشة تتألف من عدة أقسام، لتجهيز زيٍّ ما لابدّ من البدء بالتفصيل بعدها الخياطة تالياً الحبك ومن ثم الكي، وبما أن هذا العمل يتطلب الدقة والتركيز، لذا لا يتم قبول العاملين سوى المتخصصين وأصحاب الخبرة في الخياطة والأزياء وذلك لعدم توافر الوقت الكافي لتعليم الآخرين من نقطة الصفر.

يبلغ عدد العاملين في الورشة (6) ومشرف يبدؤون العمل منذ التاسعة صباحاً حتى الخامسة ما بعد الظهر، أي يعملون قرابة 7 ساعات يومياً مع استراحة الغداء التي تتكفل الورشة بتقديمه. فيما يعملون ساعات إضافية في أوقات المناسبات لتغطية احتياجات الطلب على الورشة.

كل عامل حسب إنتاجه وخبرته يتلقى مرتبه الشهري الذي يتراوح بين (40- 80) للخياطة و(35-60) للحبك والكي كلٌ على حدى.

التحديات التي تواجهها الورشة:

ويضيف نومان في حديثه إنه قبل افتتاح الورشة عمل في ورشات الأزياء بباكور كردستان، فيقول أنهم كانوا يختارون القماش حسب النموذج (الموديل) المراد تصميمه وخياطته، وأصولاً هذا ما يتم اتباعه في جميع الورشات في أنحاء العالم، لكن في روج آفا وبحكم الحصار المفروض عليها وعدم توافر جميع أصناف وأنواع الأقمشة فهم يواجهون تحديات كبيرة في اختيار القماش المطلوب لزي معين، وحتى يتسنى لهم الحفاظ على أصالة الأزياء وجماليتها لابد من اختيار القماش بعناية ودقة لكل موديل يتم تفصيله وخياطته.

عمل الورشة لا يقتصر على طلبات حركة الثقافة والفن بل هي لعموم المواطنين ومن أي مكون كانوا، وأي قطعة تباع بـ(15) ألف ليرة سورية، أي أقل من سعر السوق، حيث يتكلف الزي الفلكوري الأصيل على المواطن العادي بأكثر من (20) ألفاً، ولهذا تزايد الإقبال على الورشة، فإلى الآن لم تنشر أي إعلانات أو دعايات للورشة لكن سعر بيعها الأزياء الذي يتناسب والظرف المادي ويوفر (5) آلاف مما زاد من الإقبال عليها.

ويشير المشرف عكيد إن غالبية الثياب التي يقومون بخياطتها في الورشة هي للنساء وهذا يعود إلى اتساع أفق الزي الأصيل الخاص بالمرأة من تعدد موديلات الزي وتناسق الألوان إلى كيفية الربط بين الأصالة والطبيعة، في حين أن أزياء الرجل تقتصر على ألوان محددة وحتى موديل محدد على خلاف أزياء المرأة، كما زاد الطلب على ثياب الكريلا خصوصاً بعد انطلاقة الثورة في روج آفا.

ويذكر نومان أن أصحاب شركات الأزياء الكبرى يستمدون أفكار الثياب من الأزياء الفلكورية ويقومون بتسويقها إلى الشباب وبمبالغ كبيرة.

ولكي ينهي عكيد نومان مشرف ورشة (تف جاند) حديثه ذكر مشاريعهم المستقبلية والتي  ستقتضي بالعمل على خياطة الأزياء الأًصيلة للمكونات الأخرى، وافتتاح أفرع الورشة في كل من مقاطعتي كوباني وعفرين.

آراء عاملة في الورشة :

رانيا طاوز إحدى العاملات في الورشة من أهالي مدينة عامودا وتقطن حالياً في قامشلو تعمل على ماكينة الخياطة، هي متخصصة وصاحبة خبرة (18) عام، تقول إنها مرتاحة في عملها بالورشة وإنها متى ما احتاجت للراحة فلا أحد يضغط عليها أو يضايقها.

رانيا أم لطفلتين ترافقانها يومياً إلى الورشة، ولا أحد يتذمر من هذا الأمر بل على العكس قيل لها عند بدئها العمل: “بناتك بناتنا، لن نتذمر منهما”، في حين أنها قوبلت بالرفض عند طلبها العمل عند عدة ورشات أخرى.

وتضيف رانيا أنها تقبض على الثوب الواحد (1000) ليرة سورية، وهي فعلياً تخيط في اليوم الواحد من قطعتين إلى ثلاث قطع، أي يبلغ راتبها الشهري (60) ألفاً إن خاطت في اليوم قطعتين.

ماذا تقول مساعِدة المشرف :

وبدورها تقول مساعدة المشرف عكيد أنها تعمل على الماكينة، والحبك والكي وتساعد المشرف في التفصيل أيضاً،وتساعدُ الورشةَ في أيّ عملٍ وتسدّ أيّ فراغٍ قد يحصلُ نتيجة ضيق الوقت أو الضغط الزائد.

وتؤكد إن الاختصاص -أي العمل في قسم معين- هو أريحية لها لكن مساعدتها لرفاقها في العمل يسعدها أكثر، فتقول: “إن عملي كمساعدة يتطلب مني بذل جهداً أكبر من تخصصي في قسم معين، مع العلم أني صاحبة خبرة في جميع الأقسام، حيث عملتُ قبل الانضمام إلى الورشة كخياطة نسائية وأمتلك خبرة جيدة، لكن أساند رفقائي عندما تتطلب الحاجة، ويسعدني هذا الأمر أكثر”.

المحرر يختتم :

بغض النظر عن مدى كبر الورشات أو صغرها، يمكن لها أن تبني اقتصاداً مجتمعياً سليماً، يعتمد على طاقات عدة أفراد وهذا ما يقوي روح الجماعة في المجتمع، ويمكن للعاملين فيها أن يقتاتوا منها، أي أنها سبيل لمعيشة عدد الأفراد العاملين فيها، وبالتالي ما يتوجب دعمه هو المشاريع التي تعتمد على جهود الجماعة وليس الفرد الواحد لبناء اقتصاد متين ومجتمع متماسك.

تقرير : سيدار رمو

 

زر الذهاب إلى الأعلى