المجتمع

هيئة المرأة … دورُها … العوائقُ أمامها

cinda-aliدائماً وأبداً المرأة تستمد قوتها من نجاحاتها بكافة المجالات، وتسعى للوصول إلى ما تريدها لخدمة المجتمع بشكلٍ عام والمرأة بشكلٍ خاص.

 لأجل توعية المرأة ولكي تتفهم المجتمع بشكلٍ واضحٍ وموضوعي تُشبِعُ نفسها بخبرات كثيرة كي لا تبقى في قوقعة الجهل وظلمته. المرأة تنير بعلمها كل من حولِها، وتُعطي بدونِ مقابل.

غايتها هي أن تستفيد النساء اللواتي مازلن في دائرة البعد عن فهم واقعهم والدخول إلى معرفة ذاتهن.

مشكلة المجتمع تزداد تضخماً إذا لم تصل المرأة إلى المستوى المطلوب من المعرفة والتواصل، لذلك السعي وراء وعيها والتواصل معها مهمٌ جداً.

 ومن هذا المنطلق قامت صحيفة الاتحاد الديمقراطي بإجراءِ حوارٍ مع نائبة رئيسة هيئة المرأة في مقاطعة الجزيرة “جيندا علي”  وذلك من أجل التعرف على كيفية وصول المرأة إلى مستوى تامٍ من الوعي.

بدأت “جيندا” حديثها قائلةً:” من أجل تغيير الذهنية الذكورية، وتغيير ذهنية المجتمع الحالية، والسير نحو خلق ذهنية حرة مقامة على أساسٍ معرفي، قامت هيئة المرأة بحملات عبر إلقاء محاضرات”.

طبعاً هذه الحملة بدأت من يوم 25/ تشرين الثاني – نوفمبر الذي يصادف يوم العنف ضد المرأة وستبقى هذه الحملة حتى يوم عيد المرأة العالمي.

ومن أساسيات هذه المحاضرات أي مضمونها…

– فهم معنى العنف ضد المرأة، وماهي الآثار التي تتركها على المرأة وعلى المجتمع بشكلٍ عام.

ومعرفة سبب تواجد هذا العنف على المرأة، طبعاً الهدف هو توعية المجتمع والمرأة. إنهُ من حق الجميع معرفة هذه الظاهرة وخاصةً الرجل يجب أن يعرف معنى العنف تماماً لكي يتوصل إلى فهمِ مضمونها.

طبعاً أعطيت المحاضرات ضمن المنطقة، وأعطيت في كل القرى تقريباً

كما أعطيت المحاضرات توعية في المدارس الثانوية، لأن في هذا السن يجب أن يصل هذا الجيل إلى مستوى فكري يحدد فيه كل الظواهر التي تحصل في المجتمع، واعطيت للمدارس الثانوية بالتنسيق مع هيئة التربية.

وكان التركيز الأهم على الزواجِ بعمرٍ صغير؛ أي زواج القاصرات حيث قامت هيئة المرأة بفهم العواقب والمشاكل التي تنتج من وراء هذا الزواج بهذا العمر. الهدف الأساسي من هذه التوعية هو أن تستطيع هذه الفئة بالوقوف ضد هذه الظاهرة ووضعِ حدٍ لها.

وفي نفس السياق أضافت جيندا قائلةً: “حتى الآن أعطيت تقريباً ثلاثين محاضرة للمدن والقرى و خمسة عشرة محاضرة ضمن المدارس”، وضمن كل محاضرة كانت تجرى نقاشات حول كافة المواضيع التي تعطى، أي بالنتيجة كانت النساء لديهم تشجيعٍ تام لهذه المحاضرات، كانوا يتقبلونها ويرون أنهم بحاجة لهذه الحملة التوعوية مابين فترةٍ وأخرى ليخرجوا من الغفلة التي هن فيها.

ونوهت جيندا إلى نقطةٍ مهمةٍ جداً قائلة أنه من خلال هذه المحاضرات استطعنا الوصول إلى آلام و أوجاع المرأة، وتمكنا من الوصول إلى وضعِ حلولٍ لها بشكلٍ دقيقٍ ومفصلٍ وأقرب إلى الواقع.

ومن الناحية النفسية تلمسنا وجود ارتياح تام، أي أن النساءَ بكلِ ارتياحٍ نفسيٍ توصلوا إلى طريقٍ خالٍ من الشوائب والعراقيل، وأنهن توصلوا إلى فهمِ جميعِ الخطوط العريضة والرفيعة في حياتهم، وكيفية وضع المفارقات بينهم، والحد من المشاكل التي تصادفهم، كما توصلت النساء إلى مفهومِ ما هو حقهم وما هو دورهم في المجتمع كونهم نشأوا في واقعٍ مفروضٍ عليهن، وأنهم خلال هذه السنوات العديدة استطعن أن يغيروا قدر الامكان ذواتهن، وأنهن لا ينفون المجتمع الحالي وإنما هدفهم هو تغيير ما هو السيء وتوازنه وخلق ذهنية محررة من كافة الضغوطات التي مرت عليهم خلال السنوات الماضية، وتساوي كِلا الجنسين المرأة والرجل على أساسٍ ديمقراطيٍ و تفاهمي، طبعاً من خلال التدريب الفكري نستطيع أن نصل المجتمع إلى نظام ديمقراطي جديد،

ولكن ليس فقط شريحة المرأة تحتاج للتوعية، أيضاً الشرائح والفئات الأخرى الفئة الشابة وفئة الرجال يجب أن تصل أيضاً إلى المستوى اللازم من الوعي.

وبخصوص المحاضرات التي تعطى نوهت لنا جيندا بأن نوعية المحاضرات متنوعة منها تنمية الذات لدى الفئة الشابة، أي كيف يمكنه أن يأسس نفسه، وأيضاً تأثير التقنية الحديثة عليهم مثل النت والتكنيك المعاصر.

كما إن هنالك محاضرات لأولياء الأمور في المدارس الابتدائية تساعدهم على كيفية خلق مجتمع خلاق ومتساوي، وكيفية تعاملهم مع أولادهم وماهية الخلافات الأسرية وكيفية التعامل معها، وكيف يتعاملون مع أولادهم كون التنشئة تبدأ من الأسرة.

أيضاً أضافت جيندا في حديثها قائلة: “بأن ثمة محاضرات صحية وطبعاً تكون بالتنسيق مع هيئة الصحة ومع دكاترة كي يعطوا محاضرات طبية لأجل توعية طبية”.

كما أن هناك أيضاً محاضرات دينية للفهم الصحيح للدين وكيفية التعامل مع الدين،

وأيضاً إعطاء محاضرات من ناحية الاقتصاد والتي تساعد المرأة على كيفية تسيير أمورها الحياتية وتدبر دخلها المادي.

وفي ختام حديثها مع صحيفة الاتحاد الديمقراطي قالت جيندا: “بأنهم كهيئة المرأة قاموا بحملةٍ تحت شعار “نضالنا مستمرٌ من أجل حقوقنا” طبعاً اقيمت مع كافة التنظيمات المتعلقة بالمرأة من أجل معرفة القوانين المتعلقة بالمرأة، والوصولِ إلى المناطق التي مازالت أنواع العنف تُمارسُ ضد المرأة، ومعالجة كافة الحالات

وخاصةً الوصول إلى المرأة العربية عن طريق الاكاديميات التي اقيمت في منطقة الحسكة و تل كوجر وتل حميس، وأنه يجب أن نبني فرداً واعياً لأجل بناء مجتمع مبني على ذهنية حرة وديمقراطية.

زوزان إبراهيم

زر الذهاب إلى الأعلى