المجتمع

هيئة البلديات والبيئة، أعباء وخدمات وإرضاء

guzev lahdoفي ظل الوضع الراهن الذي نحنُ فيهِ منذُ سنواتٍ ظهرت في المدن تراجعاتٌ كبيرةٌ في الخدمات المعيشية وخاصة النقص في مياه الشرب, وتخلخل الشوارع, ومشاكل بيئية مثل تكوم القمامة, والتي أصبحت تخرج من إطارها العلاجي من قلة الاهتمام. وبدأ الناس يعانون الكثيروتتخوف من الأوبئة خصوصاً في فترات الصيف، لذلك سَعَتْ هيئة البلديات والبيئة في مقاطعة الجزيرة للحد من هذه المشاكل وحلها قدر المستطاع بطرقٍ ترضي الناس، وبهذا الشأن أردنا في صحيفة الاتحاد الديمقراطي أن نبحث في تفاصيل هذه الأمور مع الرئيس المشترك لهيئة البلديات والبيئة الجيولوجي جوزيف لحدو، الذي تحدث لنا قائلاً:” إن هيئة البلديات والبيئة قبل عملية الدمج التي حصلت منذ الشهر الرابع تقريباً, كانت بشكلٍ رئيسي تقومُ بتقديمِ خدماتٍ نستطيعُ أن نجملها في عمليات تزفيت الشوارع وترقيع البعض منها، ومعالجة الطرق بين المدن والقرى، ووضع الحجر المكسر والبقايا لطرق القرى التي لا نتمكن من تزفيتها في الوقت الحالي كي تصبح هذه الطرق مؤهلة للسير؛ ونقوم أيضاً بالاهتمام بالأرصفة والاينترلوك والمنصفات في المدن والبلدات, والاهتمام بنظافتها بما يجعلها بعيدةٌ عن مخاطرالأوبئة. وقد قامت هيئة البلديات بالاهتمام بالحدائق العامة وتحسينها وإعادة تأهيل الكثير من الحدائق في كافة المدن وانشاء حدائق جديدة, وقد اهتمت أيضاً بمداخل المدن الرئيسية وجعلتها تبدو حضارية وتعبرُ عن ثقافة مكونات المجتمع، ومن ناحيةٍ أخرى اهتمت هيئة البلديات بالصرف الصحي في كافة المدن والبلدات وخاصة الأحياء المزدحمة والهامشية وفي القرى أيضاً، ويتم في هيئة البلديات إعطاء التراخيص لإعمار البيوت والدور والمنشآت الكائنة ضمن المخطط التنظيمي.

وتقوم البلديات بمراقبة هذه الأعمال وتحرص على الحد من التجاوزات وارتكاب المخالفات, وتنظيم عقود الإيجار والاستئجار وبقية الأمور الإدارية. وللمرأة دورٌ كبيرٌ في هذه الهيئة حيث تقوم بمشاريع خاصة بها مثل تأهيل بعض الحدائق والمشاريع الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة والمطاعم ومعامل الغزل اليدوية ومعامل تحضير المونة في كثير من المدن والبلدات، وتقوم هيئة البلديات أيضاً بمعالجة المخالفات والتراكمات القديمة للمخطط التنظيمي عن طريق اللجنة الفنية العليا التي تقفُ على رأس هذه الأمور, وتقوم هذه اللجنة بالتوسع في المخطط التنظيمي في البلدات التي تتطلب ذلك لمنع التوسع العشوائي, والإشراف على شبكات مياه الشرب, وحفر الآبار الضرورية للقرى والبلدات, وإشرافها أيضاً على محطات تحلية المياه في جميع مدن وبلدات مقاطعة الجزيرة, والقيام بإصلاح الآبار المعطلة واستبدال الغطاسات بشكلٍ يومي.

وبعد الدمج الذي حصل بين هيئة البيئة وهيئة التموين وهيئة النقل توسعت أعمال البلديات وتنفيذ الخدمات المطلوبة منها أن تقدمها للمجتمع، فقد تقوم هيئة البلديات عن طريق هيئة التموين بتأمين المواد الغذائية كالسكر والرز والسمن والزيوت وغيرها من المواد الأساسية، وتعمل على استقرارالأسعار والسيطرة عليها لوضع أسعار ثابتة, لأن الأسعار أصبحت غير مستقرة بسبب انخفاض وارتفاع الدولار, وبسبب الحصار المُطَّبَّقِ على مقاطعة الجزيرة. وبالنسبة للأفران تقوم البلديات بتوزيع مادة الطحين والإشراف على عملية بيع الخبز للمواطنين. وبالنسبة لهيئة النقل تقوم هيئة البلديات بالإشراف على الكراجات وحركة الميكرويات والبولمانات  ومكاتب الشحن وتحديد أسعار كافة وسائل النقل وأسعار الشحن, والاشراف على عمليات الوزن في القابانات، أما بالنسبة للأمور البيئية فقد تقوم هيئة البيئة بالإشراف العام على الحراقات والسدود والمحميات والمنشئات الصناعية. وأضاف الجيولوجي لحدو بأن لديهم بعض الصعوبات والنواقص والمستلزمات التي تحتاجها هيئة البلديات والبيئة وذلك ما يبطئهم عن القيام بالأعمال والخدمات في الوقت المناسب, وهي كالتالي: آليات متنوعة من اطفائيات وصهاريج وبوبكات وشفاطات واغريكيت الصرف الصحي ورافعات وكريدرات وآليات هندسية متنوعة وآليات النظافة، كما تحتاج بلديات القرى لمكاتب البلديات بالإضافة لحوالي 60 تركتور وبعض الدراجات النارية لتنقلات المراسلين، ومن أحدى أهم الصعوبات هي أنه لا توجد ميزانية مستقلة بهيئة البلديات والبيئة, وهذا ما ينعكس سلباً في إنجاز المشاريع وبالسرعة المطلوبة, إذ يتم طلب الدعم المالي للمشروع من المجلس التنفيذي وهناك يتم دراسة المشروع ومن ثم إقرار الدعم المالي و وضعه في التنفيذ، وقال أيضاً بأن لديهم نقصٌ في الكوادر الهندسية والفنية والإدارية، وهناكَ صعوباتٌ تتمثل في تراكم المخالفات منذ سنوات ويتطلب معالجتها, وهناك صعوبات تواجهنا في الحارات العشوائية التي لم تدخل في المخطط التنظيمي, ويجب التوسع في المخطط التنظيمي وتقديم الخدمات لهذه الحارات وإدخالها في المخطط التنظيمي. وهناك أيضاً صعوبات في معالجة الاختناقات في الأسواق الرئيسية كسوق قامشلو وسوق ديريك والحارات القديمة التي أصبحت مزدحمة ومكتظة بالسكان وشوارعها ضيقة لا تتناسب والكثافة المقيمة فيها مثل حارة الوسطى بقامشلو. وهناك صعوبات في معالجة مداخل بعض المدن مثل المدخل الشرقي لمدينة قامشلو طريق ديريك، فهذا المدخل يحتاج إلى معالجة ليكون مدخلاً لائقاً وليبدو حضارياً، ونحتاج إلى سيولة مادية كبيرة لإنجاز بعض الأعمال منها تفعيل مجبل في الحسكة ومجبل في تل تمر ومعالجة التكهف في سري كانيه, ومعالجة الصرف الصحي في قامشلو في  الحي الغربي, ومعالجة شبكة مياه الشرب في قامشلو وغيرها من المدن, وخاصةً شبكات المياه القديمة والمهترئة ومعالجة مصارف مياه الأمطار في المدن, ومعالجة طرق القرى وتزفيتها وتأهيلها. وقد وضعت هيئة البلديات والبيئة بعض المشاريع قيد التنفيذ خلال هذا العام وذلك حسب الأولوية, وهي تزفيت الشوارع وترقيع البعض منها ومعالجتها, ومشاريع الصرف الصحي ومياه الشرب وحفر الآبار وصيانة ومراقبة ومتابعة والإشراف على شبكات المياه ومحطات التحلية في كافة مقاطعة الجزيرة, والاستمرار في المشاريع المتنوعة الاقتصادية والخدمية للمرأة, والتوسع في المخطط التنظيمي وتسوية المخالفات ومعالجتها ومتابعة أعمال الرخص للمواطنين وللمشاريع الاقتصادية, وتأمين المواد الغذائية والعمل على استقرار الأسعار في السوق, والسيطرة على جميع عمليات النقل والشحن في كافة مدن مقاطعة الجزيرة بحيث تكون عملية النقل والشحن نظامية وضمن الأسعار النظامية سواءً كانت في نقل الركاب أو نقل المواد, والعمل على الإشراف البيئي الأمثل على كافة المشاريع. وفي ختام حديثه قال:” نحن في هيئة البلديات والبيئة نود أن نقول للمواطنين ونتمنى بأن يتفهموا الأعباء الثقيلة الملقاة على كاهل هذه الهيئة, وأن يتفهموا الظروف التي تمر بها روج آفا, والحصار المُطبق على مقاطعة الجزيرة, والصعوبات الاقتصادية والفنية ونقص الآليات, وعدم التمكن من تأمينها بسهولة، فكل هذه الظروف مجتمعةً تعطي تفسيراً وفهماً لعدم تمكن هيئة البلديات والبيئة من تقديم كل الخدمات المطلوبة للمواطنين. ونعلم بأن لدينا نواقص وبطء في تقديم الخدمات لكن هذه الخدمات هي ضمن الإمكانيات المتاحة, وأن إخوانهم في هيئة البلديات يعملون ليلاً نهاراً وكأنهم في معركة وليسوا كموظفين, ونحن نتقبل كل النقد الموجه لنا من المواطنين وهم محقون ونعاهدهم على أننا سنقوم ببذل أكبر الجهود لتقديم الخدمات لمواطنينا الكرام.

ادريس علي

زر الذهاب إلى الأعلى