مانشيتمقالات

نساءٌ لازلن تحت أنقاض الذهنية الذكورية ..!! خولة حسن و صبيحة خليل نموذجا

المقاتلة : ثناء حاجي*

أصعب ما يمكن تصديقه أو تخيله  أن ينزل المرء من قدره بملء إرادته ويتنكر لبني جنسه فيصبح أداةً رخيصة وتابعة لأجندات سياسية قذرة أو لمصالح عنصرية تغلبها بعض أفكار الغيرة والمغلوب على أمره وكم قرأنا عن هذه الانفعالات في كتب علم النفس والتي تسمى بآليات الدفاعية فهذه الحالة تحدث ويقوم بها المرء عند عدم قدرته على النجاح ويفشل في تحقيق أهدافه وبالتالي يلقي اللوم على الآخرين وهو ما يسمى ب (الإسقاط ), وبهذه الطريقة يمكننا أن نتعامل مع هذه المقالات وبنفس الوقت نقدم علاجاً لأصحابها ليروا أخطائهم ويصححوها ويراجعوا أنفسهم مرة أخرى.

فلدى قرأتي لمقالة السيدة: خولة حسن الحديد الحاصلة على شهادة الدكتوراه, وهي تحارب المقاتلة الكردية على وجه الخصوص, وكأن حقدٌ قديم  يملأ  أوصالها منذ الأزل, وبسردها لهذه الكلمات تشفي غلها وتأخذ بثأرها. وأيضاً راودتني أفكارٌ عدة لعل أهمها وأغربها ما تم نشره  في مقالة السيدة: صبيحة خليل ذات المضمون المشترك للمقالة, ما كتب في نهاية مقالتها, وهي على الشكل التالي.

(تنويه: سبق وأرسلت المقالة من قبل الكاتبة – صبيحة خليل – إلى إحدى محررات موقع “طلعنا عالحرية” لنشرها في الموقع المذكور، ولكن الكاتبة فوجئت بنشرها في موقع كلنا سوريون” و باسم المدعوة ” د. خولة حسن الحديد ” … 

تتساءل الكاتبة كيف وصلت المادة إلى يد المدعوة ” د. خولة حسن الحديد ” قبل نشرها في موقع آخر). http://www.welateme.net/erebi

فللوهلة الأولى أتساءل كيف يمكن لكاتبةً وصاحبة مقالات محترمة وأخرى نالت شهادة الدكتوراه, وكلاهما تتقاذفان الادعاءات بسرقة نفس مقالة ؟ تستوقفني نقاطٌ كثيرة تتعلق بهذه النسوة اللاتي يدعون أنفسهن بالمثقفات والكاتبات وألقابٌ لا حصر لها  وبنفس الوقت ينحدرن إلى هذا القاع, مما يجعلاني أتراجع بالرد على المقالة بغية تعريفهن بجزءٌ بسيط عن خصال المقاتلة الكردية وسبب انضمامها إلى ساحات القتال جنباً إلى جنب مع المقاتل الكردي. ولكن لا ضير في عدة نقاط وأسطر على حقيقة المقاتلة ضمن وحدات حماية المرأة, ربما تصحو ضمائرهن وتنقشع الغشاوة عن أعينهن وبالتالي تصحح أقلامهن ما قمن باقترافه من تحريفٍ للحقائق وتكفيراً عن ذنوبهن وهن يتحدثن عن شهيدات الحرية اللاتي بعن وتركن الغالي والرخيص لأجل  خلق الإنسان الحر والإنسانية.

 معروفةٌ المرأة بالجمال والأنوثة أينما تواجدت فالجمال كائنٌ فيها ومن خصالها, ليس فقط ضمن وحدات حماية المرأة, ولكن عن أي جمال تحدثت هذه السيدة ؟  وهل تحدثت عن الجمال بعينها الذكورية أم بروح المقاتلة الكردية؟

كل مقاتلة ضمن صفوف وحدات حماية المرأة ليست فقط جميلة ظاهرياً, بل تجمع مابين  جمال الفكر والأخلاق وجمال الروح والمظهر, مستندةً إلى فلسفة الحياة الحرة, ومن جهة أخرى فمفهومهن للجمال هو مفهومٌ جوهري وفلسفي وليس شكلي وخالي من المعاني الإنسانية والأخلاقية فهن يقدرن جمال الإنسان الحر, وأيضاً يتحلين بمفهوم الخلود والتضحية لأجل إسعاد الآخرين.

فانضمام آلاف من الشابات إلى هذه الوحدات وتشكيل تنظيم خاص بهن تحت إدارتهن وقيادتهن وليكن صاحبات قرار في تقرير مصائرهن, ولتصبحن بذلك القوة الرائدة لجميع نساء العالم. هن يمثلن قوةً إيديولوجية تهدف إلى بناء مجتمع ديمقراطي وإيكولوجي وتتبنى التحرر الجنسوي أساساً لها في مجتمعٍ خالٍ من المساواة والعدالة الاجتماعية, المجتمع الذي لطالما حوله النظام الذكوري إلى مجتمعٍ عبودي ومغتصب من قيمه الاجتماعية والأخلاقية.

وما شهده العالم بأجمعه في ثورة روج آفا المتمثلة بشجاعة المرأة الكردية والتي قاومت وتقاوم من أجل الدفاع عن حقوق المرأة وتناضل ضد النظام السلطوي وذهنيته, وتعتنق فلسفة الحياة الحرة  وذات الموقف الرافض للمجتمع المغصوب حقوقه والقائم على العدالة الاجتماعية. فأي ثورة تشتعل لا تشارك فيها كل مكونات المجتمع يستحيل أن يكلل بالانتصار وتحقيق الأهداف!!! وما ثورة (الاتحاد السوفيتي بالتاريخ البعيد عن الأذهان).  غير أن ثورة روج آفا اختلفت فيها الموازين وأضحت منارةً وشعلةً للمجتمعات التي لازالت تحاول أن تنتفض من عبوديتها, فقد أرست دعائم الحرية المجتمعية بهمة وشجاعة نسائها ورجالها ووفقاً للحياة الندية المشتركة وترجمت أهدافها ومبادئها بالبطولات وملاحم الشهادة .

وحدات حماية المرأة في ثورة روج آفا لم تخلق من فراغ أو وليدة الصدفة, بل هي ميراث المرأة المقاتلة ومسيرة  تاريخ المرأة المقاومة وصفحات التاريخ الحي مليءً بأسماءً سطرت بماءٍ من ذهب والممتد منذ 12000سنة, التاريخ الذي حُرِّفَ الكثير من حقائقه ولغايات دنيئة وقذرة وخدمةً لمصالح الذهنية الذكورية المريضة والمتسلطة.

كما أنها لم تتشكل وتتأسس لعرض أفكارٍ وخيالات أو لتصبح أسطورة خيالية وتكسح الصحف والقنوات الإعلامية, ولكن إيماناً منها بأن الكفاح الذي تقوم به يهدف لكسر الحصار والخناق المفروض على أرضها وشعبها وقيمها هو في نفس الوقت حصارٌ وخناقٌ مفروضٌ على كيانها.

تتحدثين عن الأمومة وهجران الأم المقاتلة لفلذات أكبادها, حريٌ بالمرأة قبل أن تصبح أماً في مجتمعٍ مسلوبٍ منه كرامته وحريته, أن تفكر آلاف المرات ما يمكنها أن تقدم لطفلها والحياة التي تنتظره, ففي “ثورة السورية” أطفالً ذبحوا وأحرقوا وقتلوا بأفظع الأساليب والوحشيةً, وصراخ أمهاتهم دوى العالم دون مغيثٍ ومستنجدٍ. حريٌ لكنّ أن تراجعن أنفسكن وتعيدون النظر في وجدانكن تجاه المنايا التي امتزجت مع دماء مئات الشهيدات اللاتي كن فدائيات لأجل تسطير هذه الحقائق …!!!

حررن أقلامكن من هذه الشوائب وخاطبن عقولكن فالحياة وقفة حق.. والتاريخ لا ينسى.. وانتهجن النزاهة في مقالاتكن فثروة الكاتب والباحث نزاهته والتجرد من العنصرية والتحيز لفكرة القومية.

  • مقاتلة كردية من YPJ

 

زر الذهاب إلى الأعلى