المجتمع

نازحو الرقة ….بين الغِبطةِ والتشرد

reqa-benaber-%e2%80%ab1%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%ac reqa-benaber-%e2%80%ab1%e2%80%ac reqa-benaber-%e2%80%ab3%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%ac reqa-benaber-%e2%80%ab34%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%ac reqa-benaber-%e2%80%ab%e2%80%ab%e2%80%acنتيجة الانتصارات الكبيرة التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية على مشارف الرقة، وتحريرها لعددٍ من القرى والتلال والمزارعِ التابعة لمدينة الرقة ما شجع الأهالي إلى الهروب والنزوح من مناطق سيطرة داعش إلى المناطق الآمنة التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية، ألا وهي مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية، ولَكّم هي كثيرةٌ تلك الصور والمقاطع الحية التي شاهدناها على شاشات التلفزةِ، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تعبر بكل شفافية ودقة ووضوحٍ عن مدى غبطة أهالي الرقة وفرحتهم بهذا التحرير، وكأنك تشعر بهم كمن خرجَ من الرمضاءِ إلى النورِ.

وما أن يصل الوافدون إلى المخيم الذي كان بالسابق مركز أقطان عين عيسى بمدينة تل أبيض، والذي يفتقر إلى أدنى المقومات الإنسانية، حتى تراهم يجهشون بالبكاء في لغةٍ هي أقرب إلى العتابِ والفرحِ منها إلى الحزنِ، وتساؤلهم (لماذا تأخرتم ) هذا التساؤل الذي أصبحَ الصبغة السائدة لاستفسارات جميع النازحين، الناظرُ والمستمعُ إليهم يشعرُ بأنهم كانوا في انتظارٍ طويلٍ ومُرْتَقَبٍ لقوات سوريا الديمقراطية التي باتت اليومَ تمثلُ منقذة الشعوب ومحررة القيم الإنسانية، وما إجهاشهم بالبكاءِ، وترديدهم للشعارات المؤيدة، وزغاريد نسائهم لحظة وطئَ  أقدامهم للأراضي المحررة، ما هو إلا أصدقُ وأنبلُ تعبيرٍ عن صدقِ مشاعرهم.

ثمَ بعدها يبدؤون بالتأكيد على قوات سوريا الديمقراطية للإسراع بالتقدم نحو الرقة لتحرير باقي الشعب الذين تقف حياتهم تحت رحم سيوف داعش، ثم يَسرِدونَ المظالم التي عانوها على أيدي تنظيم داعش الإرهابي، وكيف يتم إلقاء التهم عليهم من دونِ أي وجه حق، ثم تتم محاكمتهم محاكمة ميدانية، وهناك عدة أشكال لقصاصهم، منها قطع الرؤوس وتعليقها في دوار المدينة، أو إلقاءهم من على الطوابق العليا، ومنها إلقائهم في قاع الآبار، وبعدها تتحدث النساء عن المظالم التي لاقوها من اتهامهم بالزنى ورجمهن في الساحات حتى الموت، أو يتم تزويجهن رغماً عن ذويهم إلى مجاهدي الدولة على حدِ قولهنَّ.

وإلى الآن تم وصول حوالي ثمانية (8 ) آلاف نازح من القرى المحررة بريف الرقة الشمالي فقط، مثل الهيشة والطويلعة والشبل وصيدا وتل السمن، والمخيم الذي استوعب هذا العدد الكبير من النازحين يفتقر إلى أدنى المقومات الإنسانية، من المأكل والمشرب والملبس والغطاء في هذا البرد القارس بالإضافة إلى النقص الشديد في الأدوية.

وإن جميع العالم المتابع والمرتقب لانتصارات قوات سوريا الديمقراطية لتحرير الرقة معقل داعش، يقف متفرجاً ولم يقدم أية مساعداتٍ إنسانيةٍ لهؤلاء النازحين، ما عدا الإدارة الذاتية الديمقراطية في تل أبيض، فقط هي التي قدمت الاحتياجات الضرورية من الماء والغذاء والأدوية حسب إمكانياتها المتواضعة، وقاموا بتشكيل لجنة من ستة (6) أشخاص تقومُ بتأمين مستلزماتهم الضرورية، ورغم ذلك المخيم الذي هو عبارة عن مركز للقطن فيما سلف، لا يستطيع أن يستوعب هذا العدد وهناكَ قسمٌ منهم لايزال يفترش الأرض وينام في العراء.

وإننا هنا في صحيفة حزب الاتحاد الديمقراطي وعلى لسان حالهم، ننقل لكم نداء النازحين من مدينة الرقة إلى كافة القوى والمنظمات الإنسانية للتدخل والوقوف وقفةً جادةً وسريعةً أمام المتطلبات الإنسانية لهذا الكم الهائل من النازحين.

إعداد: نارين تمو

زر الذهاب إلى الأعلى