المجتمع

من ميرابال الدومينيكيات إلى ميرابال الكرديات.. شعارنا لا للعنف

cinda-ali mirabal-%e2%80%ab1%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%ac mirabal-%e2%80%ab1%e2%80%acماذا يحمل التاريخ في جعبته عن الأخوات ميرابال

اعتلى الجنرال “رافائيل ليونيداس تروخيلو” سُدة حكم جمهورية الدومينيكان بعد أن ثار خصوم الحاكم الأسبق “فاسكو” ضده في 1930، اتسمت فترة حكم “تروخيلو” بالصرامة الشديدة التي وصلت إلى حد الدكتاتورية ونمى الاقتصاد بشكلٍ ملموس، وامتازت حقبته باستخدامٍ كثيفٍ للقتلِ والتعذيبِ والأساليب الإرهابية ضد المعارضة. وفوق ذلك تجلى جنون عظمة “تروخيلو” بإعادة تسمية العاصمة سانتو دومينغو باسم “سويداد تروخيلو” أي “مدينة تروخيلو”.

بعد مضي أكثر من ثلاثين عاماً على اعتلاء تروخيلو حكم الجمهورية أمر حاشيته في الخامس والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 1960 بقتل ثلاثة من الأخوات ميرابال الأربعة اللواتي لقبن بـ “لاس ماريبوساس” وتعني “الفراشات الثلاثة”، والضحايا كن “باتريا مرسيدس ميرابال” (ولدت في 27 فبراير 1924) و”أرجنتينا مينيرفا ميرابال” (ولدت في 12 مارس 1926)، “وأنتونيا ماريا تيريزا ميرابال” (ولدت في 15 أكتوبر 1935).

وكانت “منيرفا” محامية طموحة ومعارضة بشدة لدكتاتورية “تروخيلو” منذ أن بدأ تروخيلو بالتحرش بها جنسياً بشكلٍ بذيءٍ في حفلةٍ رفيعةَ المستوى.

عقب انهيار نظام الدكتاتور تروخيلو عام 1961 باغتياله تم تكريم الأخوات ميرابال، وقامت أختهن “ديدي ميرابال” المتبقية على قيد الحياة لاحقاً بتحويل المنزل الذي ولدن به إلى متحفٍ للراحلات يضم مقتنياتهن، ويجمع العديد من الكتب والأفلام الوثائقية والسينمائية التي خلدت ذكرى الأخوات ميرابال.

وفي عام 1999 أقرت الأمم المتحدة بأن 25 تشرين الثاني اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وتؤكد على نشر ثقافة مناهضة العنف.

الأخوات ميرابال الكرديات

في 9 كانون الثاني من عام 2013 اغتيلت ثلاث مناضلات كرديات في العاصمة الفرنسية باريس، على يد جهاتٍ ظلاميةٍ حاولت من خلال اغتيالهن النيل من إرادة المرأة الكردية وتثبيط عزيمتها، هؤلاء المناضلات اللواتي تنتمي كل واحدة إلى بيئة مختلفة توحدن لتكن أخواتٍ تحت راية التحرر والنضال لتحقيق الحرية لنساء وطنهن والعالم برمته. “ساكينة جانسيز، فيدان دوغان، ليلى شايلمز” كُنَّ أكثر من ثلاث فراشات في تاريخ الكرد، وفي الذكرى السنوية لاغتيالهن تخرج المئات من النسوة الكردستانيات في تظاهرات مطالبات بالكشف عن هوية القتلة لتحقيق العدالة.

هذا ما قالته جيندا علي

جيندا علي- نائبة رئيسة هيئة المرأة في مقاطعة الجزيرة:

العنف له أشكالٌ كثيرة ومتعددة تظهر بالعنف الجسدي أو الجنسي أو العنف النفسي أو العنف الاقتصادي، إضافةً إلى العنف الأسري الذي يحوي ضمنه زواج القاصرات، حيث يأتي هذا الزواج بمثابة عنف على الفتاة القاصر، إلى جانب العنف السياسي والذي منه تم تعيين يوم الـ 25 من تشرين الثاني يوم مناهضة العنف ضد المرأة نسبة للأخوات ميرابال اللواتي أصبحن ضحية العنف السياسي من قبل السلطات الحاكمة آنذاك.

بمناسبة يوم الـ 25 من تشرين الثاني اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وضعت هيئة المرأة ومنسقية المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية وبالتنسيق مع كونكرا ستار برنامجاً تحت شعار “العنف ضد المرأة قتل القيم المجتمعية، فلنحمي قيمنا” يبدأ في الأول من تشرين الثاني حتى العشرين منه بسلسلة محاضرات توعوية في أنحاء القرى والمدن وفي المدارس الثانوية سواء للبنين والبنات، حيث تهدف هذه المحاضرات إلى شرح العنف وتداعياته على المجتمع والفرد، وعدم الخلط بين العنف وبين العادات والتقاليد البالية، فبعض الأحيان يكون الإنسان معرضاً للعنف لكنه غير مُدرِك لذلك كونه يقنع نفسه بأن الأمر عادة يعيشها مجتمعه منذ القدم إلى الآن لذا لا يبذل أدنى جهد للتخلص من هذا العنف.

ويضم البرنامج أيضاً منتدى حواري تحضره ضيفات من أجزاء كردستانية أخرى ومن أوروبا للنقاش على محاور تهم المجتمع والمرأة فيما يخص ظاهرة العنف، كما ستنظم تظاهرة منددة بالعنف الممارس ضد المرأة تجتمع فيها نسوة مقاطعة الجزيرة مرتديات زيهن الفلكلوري. هذا إلى جانبِ عروضٍ مسرحية تقدمها مراكز الثقافة والفن لبيان ماهية العنف وكيفية الحد منه.

إلى هذا واعتماداً على الاحصائيات التي أعدتها منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة لعام 2015 فإن العنف بمجتمعنا في تناقص مقارنة بالأعوام التي سبقت 2015، وطبعاً يمكن القول أن هذا التناقص يعود إلى الفعاليات والاجتماعات والندوات التوعوية التي تنظمها المؤسسات والمنظمات النسوية في المقاطعة.

وعن سؤالٍ يخص دار المعنفات وهدف هيئة المرأة من افتتاحه أجابت علي: قوانين المرأة والصادرة عن هيئة المرأة في الإدارة الذاتية بمقاطعة الجزيرة تضم بنداً ينص على أن القتل تحت ذريعة الشرف يعتبر قتلاً عمداً وعن قصد؛ على عكس قوانين بعض البلدان ومن ضمنها سلطة البعث في سورية التي تقاضي الجاني المرتكب لجريمة بدافع الشرف بالسجن لعدة أشهر فقط، أما حسب قوانين المرأة فأن الجاني يعتبر قاتلاً ارتكب جرمه عمداً. باعتبار أن العلاقة الحميمية تتم بين طرفين أحدهما ذكر والأخرى أنثى حيث تقتل الأنثى بذريعة الشرف بينما الذكر يعيش حياته ولا يخضع لأي عقاب على فعلته هذه، بالمحصلة افتتاح هذا الدار جاء لإصلاح هذه الفتيات وإعادة تأهيلهن في المجتمع، لتمنعن فيما بعد حصول الفعل اللا أخلاقي فيما بين الفئة الشابة.

أرقام وإحصائيات

أكثر الدول تعرضاً للعنف.. البرازيل

كشف تقرير لمنظمة “المنتدى البرازيلي للأمن العام” غير الحكومية أن معدل الاعتداءات الجنسية في البرازيل، بلغ خمسة اعتداءات في الساعة الواحدة العام الماضي.

وتم الإبلاغ عن 45460 انتهاكاً جنسياً في البلاد، حيث تعيش 204 ملايين نسمة، ويخشى فيه 85 % من النساء التعرض لاعتداء من هذا النوع، بحسب ما أظهرت دراسة أجراها معهد “داتافوليا” لحساب المنظمة.

ويعد هذا المعدل أقل بـ 9,9 % من ذاك المسجل سنة 2014، لكنه لا يعكس الواقع بالضرورة، إذ لا يتم الإبلاغ بعدة اعتداءات، وفق ما ذكر المنتدى البرازيلي للأمن العام.

في روج آفا

70 – 80 % من النساء المعنّفات اللواتي تلجأن إلى محاكم الشعب تحل مشاكلهن ويتم تعويضهن.

– 950 حالة عنف وصلت إلى محاكم الشعب في روج آفا عن العام الحالي.

– توافر “الخط الساخن” عند تعرض المرأة لأي عنف يتم تبليغ مراكز اسايش المرأة في جميع مدن ومناطق مقاطعة الجزيرة.

المراجع: موقع منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة على فايسبوك، بالإضافة إلى وكالات.

إعداد: سيدار رمو

زر الذهاب إلى الأعلى