المجتمع

معهد الشهيد “جيـا” للعلوم والتربية

إعداد: آلدار آمد

الكثير من الإنجازات حققتها الإدارة الذاتية الديمقراطية في كانتون الجزيرة وعلى مختلف الصعد منها التعليمية ضمناً، وخلال زيارة لنا في صحيفة الاتحاد الديمقراطي لصرح حضاري تربوي عملاق في مدينة الحسكة التقينا مع أعضاء الهيئة الإدارية في معهد جيا للتربية والعلوم وبعض من المتدربين في هذا المعهد حيث تحدثوا عن أهمية ونظام المعهد والعلوم التي يتناوله تدريبهم وكيفية الاستفادة من هذا المعهد.

حيث التقينا مع عضو الهيئة الإدارية في المعهد السيد شيرزاد أحمد الذي تحدث عن بناء هذا الصرح قائلاً: “بعد إدخال اللغة الكردية إلى المدارس في روج آفا بساعات تدريسية ومن ثم تم إعداد منهاج باللغة الكردية كان من الأهمية تخريج وتدريب كادر علمي قادر على تدريس هذا المنهاج فكانت الحاجة إلى إنشاء هذا المعهد وخاصة بعد توقيف مديرية التربية لدى النظام مدرسيها عن التدريس في معظم المدارس فلم يكن لنا سوى الاعتماد على أنفسنا”.

 وتابع أحمد: “لهذا تم افتتاح معهد الشهيد جيا في 1/9/2015 وتم التدريس فيه بشكل رسمي بتاريخ 6/9/2015 ومدة الدراسة فيها عام دراسي كامل وعدد الدارسين فيه /594/  والدوام فيه على فترتين صباحية ومسائية بمعدل أربع ساعات لكل فترة والأغلبية الساحقة من المتدربين هم الإناث ومن حملة الشهادة الجامعية مع العلم بأننا لا نتخذ شهادات النظام كمعيار للقبول ويوجد بين متدربي المعهد من بقية المكونات في الحسكة فالمعهد ليس محصور بالكرد فقط”.

الكادر التدريبي مؤلف من ستة عشر ومن اختصاصات مختلفة ومتنوعة وهي اللغة الكردية, طرق التدريس, الرياضيات, التاريخ, الثقافة والأخلاق، الكمبيوتر, علم الاجتماع, اللغة الانكليزية, الفلسفة والأدب.

ولدى سؤالنا عن الصعوبات التي واجهت إدارة المعهد بعد توقيف مديرية التربية مدرسيها في المدارس أجاب أحمد: بعد إيقاف التربية مدرسيها عن التدريس ازداد الضغط علينا لملئ الفراغ الذي شكله بموجب قرار الإيقاف ولا سيما أننا في بداية مشروعنا وكانت غايتهم إفشال مشروعنا التدريسي والتعليمي وتحريض أولياء التلاميذ علينا، لكننا نجحنا في تأمين البديل عنهم من المدرسين والمختصين وإكمال العملية التدريسية وكل ذلك بفضل الغيورين من أبناء شعبنا حيث توجهوا للمدارس بغية المشاركة في التعليم وكل حسب اختصاصه بالإضافة إلى الطلبة الجامعيين من متدربي معهد الشهيد جيا وبذلك تمكننا من إثبات نجاح مسيرتنا التربوية وقدرتنا على تجاوز الصعوبات مهما كانت كبيرة.

أما عن الصعوبات التي واجهت إدارة المعهد الكردي منذ انطلاقتها أشار أحمد بقوله: “في البداية كان عدد المتدربين كبير جداً والإقبال متزايد على المعهد فعملنا على توزيعهم على دورتين حيث بدأنا بتدريب الدورة الأولى كما يشكل وسائط النقل عبئاً إضافياً علينا لبعد مناطق بعض المتدربين وخاصة للذين يقومون بالعملية التدريسية صباحاً ويداومون في المعهد في الفترة المسائية ونأمل حل هذه المشكلة.

هذا وتناول لقاؤنا ببعض المتدربين في المعهد عن هدفهم من الدوام في معهد الشهيد جيا حيث أكدوا على أن التعلم باللغة الكردية وتدريسها لأبنائهم كان حلماً لهم حيث حرموا من التعليم بلغتهم الأم وقد تم فتح المجال أمامهم اليوم؛ وبأن اللغة هي هويتهم وثقافتهم وتاريخهم وأكدوا على تصميمهم على السير والاستمرار في تعلم لغتهم وتعليمها.

زر الذهاب إلى الأعلى