ثقافة

مركز ستيرفا للتدريب الإذاعي والموسيقي

nhaiyet-ahmed شهد بداية القرن الواحد والعشرين ثورة تكنولوجية في مجال الإعلام على مستوى تقنيات الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني, مما وسع دائرة من يتعاملون مع هذه الوسائل بشكل كبير، في توظيف التكنولوجيا في مجال الإذاعة والتلفزيون.

في روج آفا واكبت الثورةُ الإعلامية التطوراتِ الحاصلة في سوريا والعالم عموماً خلال الأربع سنوات المنصرمة, وذلك عبر عددٍ من المحطات الإذاعية والتلفزيونية التي تم فتحها خلال مرحلة الثورة، خاصة وأن المنطقة بشكل عام تُعتبر من المناطق الساخنة التي تكثر فيها الأحداث والتطورات المتلاحقة التي تحتاج إلى متابعة مستمرة من قبل وسائل الإعلام, وخصوصاً الوسائل السمعية والسمعية المرئية لإعداد وجمع وتحرير وصياغة الأخبار على أُسس مهنية وإعداد التقارير والتحقيقات والبرامج والدراما والأفلام الوثائقية, ويقوم بإعدادها وتقديمها كوادر إعلامية متخصّصة في المجال الإذاعي والتلفزيوني .

ومن دون شك إن ذلك يتطلّب وجودَ تخصّص نوعي يسعى إلى تخريج إعلاميين متخصصين ذوي كفاءة وعلى درجة عالية من المهنية في مجال المونتاج والإعداد والتقديم والإخراج الاذاعي، لكي يساهموا في بناء وتطوير وتحسين الأداء للواقع الإعلامي وللمؤسسات الإعلامية  في روج آفا، ومواكبة التطورات التكنولوجية الإعلامية الحديثة واستقطاب تقنيات الإنتاج الإعلامي(الإذاعي والتلفزيوني)، والعمل على إحلال الكادر المهني المتخصص والمتميز والمبدع القادر على استخدام واستثمار التكنولوجيا المتطورة من الوسائط الإعلامية المتعددة لخدمة الإعلام بشكل عام والمرئي والمسموع بشكل خاص .

وفي ظلّ هذا التطوّر الملحوظ كانت الفكرة لفتح مركز للتخصّص والتدريب الفني والمهني  في مجال هندسة الصوت والاخراج الإذاعي والإعلانات الاذاعية والكونترول الإذاعي والتليفزيوني بفرعيه الإعداد والتقديم الإذاعي والتليفزيوني واستجابة للتوسع الكبير الذي يحدث في مجال المؤسسات الإعلامية وخاصة التي تعمل في مجال الإعلام المسموع تزايدت الحاجة لطاقم إعلامي إذاعي تليفزيوني متخصص وكادر مُدرّب ومؤهّل من كافة الجوانب العملية والفنية قادر على استخدام وتسخير التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في الإنتاج الإذاعي والتليفزيوني

وإعداد كوادر في مجالات الإعلام الإذاعي والتلفزيوني قادرة على التعامل مع تكنولوجيا الصوت والأداء.

ودمج التقنية الحديثة مع الإعلام الإذاعي والتلفزيوني من خلال تزويد الخريج بالمعارف والمهارات والتقنية اللازمة لتلبية احتياجات المتزايدة، وتأهيل جيل من الكفاءات والقيادات والكوادر المدربة الشابة المبدعة في مجال الإعلام الإذاعي والتلفزيوني القادرة على شغل الوظائف التقنية والفنية والمهنية المتوفرة لتلبي متطلباته وفق أساليب علمية حديثة تسهم في بناء المستقبل بشكل فعال.

في هذه المقابلة التي أعددناها مع نهايت أحمد مدير مركز ستيرفا للتدريب الإذاعي والموسيقي والذي يعد أحد الأسماء البارزة على مستوى سوريا، والذي له باع ٌ طويل في هذا المجال  سنتعرّف من خلالها على تجربة متميزة وذي خبرة استمرت لأكثر من 18 سنة في هذا المجال،

بداية من هو نهايت أحمد، وكيف تطوّر من عازف على آلة البزق في قامشلو إلى مهندسٍ للصوت وخبير للركلجة الإذاعية والفنية في دمشق؟

أدعى نهايت أحمد من مواليد مدينة قامشلو، مدير مركز ستيرفا للتدريب الإذاعي والموسيقي، تجربتي مع الموسيقا طويلة, فمنذ الصغر كان لي اهتمامات بالموسيقا خاصة العزف على آلة البزق، والتي تعلقتُ بها كثيراً وعندما سافرت إلى دمشق في فترة التسعينات شاركت في عددٍ من الحفلات والمهرجانات، كنت حينها أعزف على البزق في عدة فرق موسيقية في دمشق، وخلال تلك الفترة تمكنتُ من تطوير قدراتي الفنية والشخصية, ومن هنا كان لي اهتمام كبير بالصوت والتقنيات وركلجة الأجهزة الصوتية، وخلال فترة زمنية صغيرة تكوّنت وتبلورت لديّ فكرة كاملة عن الصوت والهندسة الصوتية بشقّيه النظري والعملي، وأصبحتُ أحد الأسماء اللامعة في دمشق في هذا المجال، وفتحتُ مركزاً خاصاً وبقدرات ذاتية للتقنيات والأجهزة الصوتية، هذا العمل والإنجاز الذي توصلتُ إليه جاء بعد جهودٍ كبيرة بذلتُها في هذا المجال, أضف إلى ذلك الدورات التدريبية المختصة في هذا المجال والتي كان لها تأثير كبير في أن أصبح أكثر أكاديميةً في مجال هندسة الصوت ، ومن أهم المُدربين الذين تدربتُ على أيديهم كان الأستاذ نادر جرجس وكيل أجهزت مونتاربو الصوتية في سوريا، وأحد أهم المختصين في هذا المجال على مستوى سوريا, كما كان من المصنعين للأجهزة الصوتية، ذلك كان يبن عامي 2004 -2005 .

عملتُ كثيراً مع نقابة الفنانين في دمشق سواء أكان من ناحية ركلجة الأجهزة الصوتية أو في العزف، وكنت المشرفَ على الهندسة الصوتية في النقابة.

 في عام 2012 اضطررتُ إلى مغادرة دمشق بسبب الأزمة التي حصلت في سوريا عموماً.

وعندما أتيت إلى قامشلو حاولت أن أبحث عن عملٍ ضمن اختصاصي ومهنتي  وفي البداية قمت بفتح مركزٍ صغير لهذا المجال(مركز ساز) وبأدوات بسيطة في البداية، وتعرفتُ على الكثير من الأشخاص والجهات الإعلامية والفنية.

 هل لك أن تُحدَّثنا عن مركز ستيرفا ، وما الذي يقدمّه هذا المركز؟

 قبل الحديث عن افتتاح المركز كان لي تجربة مع إذاعة روزنا عام 2014 حيث عملت بإخراج أكثر من 40 عملٍ إذاعي باسم ميلوديكا، البرنامج كان مختصاً بالموسيقا السورية وتنوعها وبشكلٍ خاص في منطقة الجزيرة الغنية بتراثها المتنوع،  كذلك كان لي تجربة إذاعية مع إذاعة “arta fm” لفترة يقارب السنتين, كنت مشرفاً على هندسة الصوت والاجهزة ، لكن تركت العمل مع الإذاعة فيما بعد.

 فكرةُ افتتاح مركز للتدريب والتخصص في مجال الصوت والإذاعة جاءت بعد رؤيتي للوضع الإعلامي الراهن في روج آفا ,والتطورات التي حصلت في مجال الإعلام خاصة بعدما شاهدة هذا الكم العديد من المحطات الإذاعية،  فالحاجة إلى كوادر وفنيين يملكون القدرات التي تأهلهم لممارسة هذا العمل أصبحت ضرورة ، لذا وعلى هذا الأساس تبلورت لدي الفكرة في افتتاح مركز للتأهيل والتدريب وتخريج مختصين في هذا المجال، خاصة أن لي خبرة وتجربة طويلة في هذا المجال، وأنا مختص بالهندسة والكونترول الإذاعي.

افتتاحُ مركز ستيرفا كان في يوم الأحد 6/11/2016, وبجهودٍ ونفقات شخصية دون مساعدة من أي جهة،

طبعاً الخبرة في هذا المجال هو الأساس، وتقييم العمل في هذا المجال مبني على أساس التجربة العملية ، ما اكسبته من خبرة خلال 20 سنة تقريباً يؤهلني لأن أقوم بافتتاح مركزٍ للتدريب في هذا المجال .

وهذا المجال واسع جداً كون هناك تطورات على مستوى التكنولوجيا الصوتية، والعمل الإذاعي عمل أكاديمي ابداعي يعمل فيه المذيع أو المخاطب في جذب الجمهور أو المستمع عبر صوته وأسلوب إلقائه.

طبعا ًالمركز مختص بفتح الدورات التدريبية في هذا المجال, إضافة إلى دورات في مجال الموسيقا والعزف على الآلات الموسيقية ، كذلك هناك دورات تخصصية في مجال الكونترول والإخراج الإذاعي والتلفزيوني ،

 ونحن هنا في المركز نقدم كافة الخبرات ولدينا العديد من الأجهزة ونهتم بالجانبين النظري والعملي.

ورغم الإمكانيات المادية المحدودة، لكن نسعى لتطوير وتوسيع المركز من كل الجوانب ، طبعاً بدأنا بأول دورة تدريبية لمجموعة صغيرة من المتدربين، وتم تخريجهم خلال فترة قصيرة ليمارسوا العمل بكل احترافية في مهنتهم .

 في النهاية إن الكادر الفني والتقني والإعلامي يجب أن يتمتع بقدرات وكفاءة مهنية عالية قادرة على مواكبة الثورة الإعلامية الحاصلة في المنطقة وعلى مستوى العالم، وهذا ما يمكن أن نقدمه في مركز ستيرفا وهو تأهيل هذا الكادر فنياً وتقنياً.

دلبرين فارس

زر الذهاب إلى الأعلى