ثقافة

مدينة حلب… التاريخ والواقع الراهن

alipo alipoتُعَدُّ مدينة حلب ثاني أكبر مدينة في سوريا، وهي العاصمة الاقتصادية والصناعية نتيجة لكثرة المصانع وورش الأعمال الحرفية والتي اشتهرت بها حلب منذ فجر التاريخ في سوريا والشرق الأوسط عامة، وتعد أكبر المدن السورية من ناحية تعداد السكان، تقع شمال غربي سوريا، وتعد من المدن  القديمة في العالم، كانت المدينة عاصمة لمملكة يمحاض (يمخد) وتعاقبت عليها بعد ذلك حضاراتٌ حتى عهد التمدد الإسلامي.

تراجع موقع حلب السياسي  بسبب جعل مدينة دمشق عاصمة لسوريا، لكنها بقيت مدينة وعاصمة اقتصادية لسوريا،  وكما هو حال معظم المدن القديمة هنالك عدة نظريات حول اسم المدينة، حيث ذكرت المدينة في الكثير من المخطوطات والوثائق التاريخية القديمة، وورد ذكر حلب في رقم مملكة “إبلا” باسم “أرمان” في عهد ريموش بن سارغون في الألف الثالث قبل الميلاد، بينما يرى البعض أنها وردت باسم “آران” على مسلة “نارام سين” التي اكتشفت في آمد (ديار بكر) والتي تعود للألف الثالث قبل الميلاد، وسميت باسم “هِليا” في أرشيف مملكة “ماري” الأثري (تل الحريري)، ودعيت “هلبو” عندما كانت عاصمة لمملكة يمحاض الأمورية في حوالي 1800 قبل الميلاد، بينما أطلقت عليها الكتابات الآشورية “خلابا وخلوان”، وذكرت حلب منذ القرن السادس عشر قبل الميلاد باسم خَرب في الآثار المصرية، وقد ورد اسم “خلبو” في إحدى النصوص التي تعود إلى زمن رمسيس الثاني.

مدينة حلب عبر التاريخ

نادراً ما تم التطرق إلى حلب من قبل علماء الآثار، حيث أن المدينة تحتل ذات الموقع الذي كانت تحتله المدينة القديمة، وقد أظهرت الحفريات في تل السودا  إن تاريخ حلب تعود إلى حوالي 4000 سنة.

حيث ذكرت حلب للمرة الأولى في الألف الثالث قبل الميلاد، عندما كانت حلب عاصمة مملكة “أرمان” كما سمتها أرشيف مملكة “إبلا” القريبة منها أو أرماني كما سميت من قبل الفترة الأكادية الأولى، ويصف عالم الآثار “جوفاني بيتيناتو” مملكة أرمان بأنها كانت تشبه مملكة إبلا إلى حدٍ ما، قام  “نارام سين” الأكادي بتدمير كلتا المملكتين إبلا وأرمان في القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد.

في الفترة البابلية ظهرت تسمية حلبا لأول مرة وكانت وقتها عاصمةً لسلالةٍ  لمملكة يمحاض، (حوالي 1800-1600 قبل الميلاد) وتعرضت المملكة للتدمير مراتٍ عدة سواءً اكان على يد الآشوريين أو أيدي الحثيين تحت قيادة “مورسيليس الأول” (Mursilis ) في القرن الـ 16 قبل الميلاد.

في عهد  الملك الميتاني بارشاتار أحد الممالك الحورية (الكوتية ) امتدت المملكة الحورية الميتانية إلى جنوب وغرب حلب، وكانت في منطقة وخط مواجهة بين الميتانيين والحثيين والفراعنة،  وقت أصبحت من نصيب الحثيين في عهد الملك الحثي “شابيليوليوما” في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.

وعندما انهارت المملكة الحثية في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، أصبحت حلب جزءاً من مملكة أرفاد  الحورية (والمعروفة أيضاً باسم بيت آغوشي (حالياً تل رفعت) في بداية الألفية الأولى قبل الميلاد.

 في نهايات القرن 9 قبل الميلاد، أصبحت حلب قسماً من الامبراطورية الآشورية الثانية، قبل أن تسقط في يد المملكة البابلية- الكلدانية، و من ثم تصبح جزءً من الامبراطورية الميدية ثم الأخمينية.

وذكرت حلب باسم بيرويا  في العهد القديم، استولى الإسكندر المقدوني على المدينة عام 333 ق.م، ليقيم أحد قواد الأسكندر (سلوقس الأول) مستعمرةً هيلينية في المدينة بين 301-286 قبل الميلاد، ويسميها بيرويا على اسم مدينة بيرويا في مقدونيا، استمرت بيرويا تحت حكم السلالة السلوقية اليونانية مدة 300 عام، حتى سلمها آخر حكام سلالتهم للقائد الروماني  بومبيوس الكبير عام 64 قبل الميلاد، ولتصبح جزءاً من مقاطعة سوريا الرومانية، ظلت المدينة تحت الحكم الروماني ثلاثة قرونٍ أخرى، رغم أن روما لم تفرض عليها أسلوب الإدراة الرومانية نظراً لأنها مقاطعة إغريقية قديمة يتكلم سكانها اللغة اليونانية، كانت حلب وقتها من حيث الأهمية في سوريا بعد أنطاكية في القرن 6 الميلادي.

 وتحفل منطقة حلب بالعديد من اللقى الأثرية والأديرة والكنائس لعل أشهرها “دير مار سمعان العمودي” أو “سان سيمون” وضريح “مار مارون” حيث يوجد قبر مؤسس الطائفة القديس مارون في منطقة براد غرب حلب.

أصبحت سوريا ومن ضمنها حلب جزءً من الامبراطورية الساسانية في بدايات القرن السابع.

انتهت الحقبة الساسانية  لتبدأ من بعدها المنطقة عامة تحت الحكم الإسلامي بدءً من637 ميلادي، أصبحت حلب في العهد العباسي الإسلامي(العهد الذي شهد تعددية ثقافية وسياسية ) وفي عام 944 م، عاصمة الدولة الحمدانية،  وكانت المناطق الشمالية من سوريا بما فيها حلب تسمى بالعهد الإسلامي مناطق الثغور، وهي المناطق الحدودية بين الامبراطورية البيزنطية والخلافة العباسية الإسلامية.

 شهدت المدينة صراعاً بين السلاجقة (ابناء ملك شاه) الذين قدموا من أواسط آسيا بتجاه الهلال الخصيب في عهدٍ شهدت المنطقة عموماً حالةً من الفوضى، تمت محاصرة حلب  مرتين أثناء الحروب الصليبية عامي 1098 و 1124 إلا أن الجيوش الصليبية لم تتمكن من السيطرة عليها لمناعة تحصينها، في عام 1138، تعرضت المدينة ومحيطها لزلزالٍ مدمر، أما في العهد الأيوبي فقد كانت من المدن المهمة والمزدهرة في السلطنة الأيوبية الواسعة المدينة، وفي 24 كانون الثاني عام 1260 تم احتلال المدينة من قبل المغول تحت قيادة هولاكو، وبالتعاون مع حاكم أنطاكية بوهيموند السادس دافعت عن المدينة حاميتها من قبل الملك الأيوبي “غياث الدين توران شاه “، لكنها سقطت بعد 6 أيامٍ من القصف  المغولي المستمر بالمنجنيقات، وسقطت القلعة بعدها بـ 4 أسابيع، وتعرض سكانها للتنكيل والإبادة بوحشية، استعاد المماليك المدينة بعد انتصارهم في موقعة عين جالوت في 3 أيلول عام 1260، استقلت حلب عن الدولة المملوكية المركزية في القاهرة، عندما قام الملك الظاهر بيبرس المملوكي بإعلان الانفصال.

في عام 1400 قام القائد المنغولي “تيمورلنك”  بحصار المدينة، ومن ثم احتلها ونكل بأهلها وحسب بعض المؤرخين أن تيمورلنك أمر ببناء تلة من جماجم السكان استخدم فيها 20000 ألف جمجمة، وبعد خروج التتار من حلب عاد سكانها إليها وقسمت المدينة إلى قسمين.

أضحت حلب جزءاً من الدولة العثمانية عام 1516، ونظراً لموقعها الاستراتيجي القريب من الأناضول، لعبت حلب دوراً محورياً في الدولة العثمانية، وكانت المدينة الثانية بعد القسطنطينية، والمدينة الرئيسية للتجارة بين بلاد الشرق والغرب، وابتداءً من القرن الثامن عشر بشكلٍ خاص بدأ القناصل والتجار الأوروبيون يسكنون في حلب مع عائلاتهم مؤسسين بذلك سلالات راسخة، ولا ننسى أن السلطات العثمانية قامت بتغيير ديمغرافية المنطقة بشكلٍ عام.

حلب في عهد الاحتلال الفرنسي

من المعالم العائدة للعهد الفرنسي السراي الكبير في حلب، الذي كان مقراً للحكومة الفرنسية منذ عام 1933،(حالياً  بناء مجلس المدينة الحديث).

جعل الجنرال الفرنسي “هنري غورو” من حلب مقاطعة (ولاية حلب) بعد إعلان  الفرنسين الانتداب الفرنسي على سوريا، وقسَّمَ البلد لولايات، وقامت فرنسا حينها باقتراح قيام فيدرالية ولايات سوريا عام 1923 (بما فيها ولايات لبنان)، ليتم في النهاية ضم ولاياتٍ ثلاث ولاية (حلب ودمشق واللاذقية)، وتم تحديد حلب كعاصمةٍ بدايةً، ثم ما لبثت أن أعيدت العاصمة إلى دمشق، وكان رئيس الفيدرالية آنذاك هو السيد صبحي بركات، وتم إيقاف العمل بالفيدرالية عام 1924 عندما قامت فرنسا بفصل حلب ودمشق في ولاية، وجعل ولاية اللاذقية ولاية منفصلةً، وبعد هذا بقليل في عام 1925 قامت في السويداء جبل الدروز الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش، أرادت فرنسا الرد على السوريين فأوعزت إلى البرلمان الحلبي بالانعقاد وإعلان الانفصال عن دمشق، ولكن الوطنيين في حلب بقيادة إبراهيم هنانو ثاروا بقوة وأحبطوا المشروع الفرنسي بعد أن أقاموا الاحتجاجات والتظاهرات.

حلب بعد الاستقلال

شاركت حلب بقوة في الحياة السياسية والاقتصادية ما بعد الاستقلال، فكان أول رئيس حكومة وطنية من حلب وهو سعد الله الجابري، وبعد فترة تبعه ناظم القدسي ومعروف الدواليبي، والحلبي الوحيد الذي وصل إلى منصب رئيس الجمهورية هو أمين الحافظ عندما سيطر حزب البعث على السلطة في سوريا  في 27 تموز / يوليو 1963،  كما نشأ في حلب عدة حركات سياسية كردية وعربية (شيوعية – دينية- وطنية علمانية)،  مثلاً حزب الشعب عام 1948 بقيادة رشدي كيخيا وناظم القدسي والذي اتخذ من مدينة حلب مقراً رئيساً له.

عانت المدينة من نزاعٍ مسلحٍ بين حركة الإخوان المسلمين والحكومة السورية بين عامي 1979 و1982.

السكان في حلب

 لم تطبع  حلب بأي صبغة قومية أو دينية أو مذهبية محددة رغم كل ما تعرضت له المدينة عبر تاريخها الطويل ومحاولات النظام البعثي، والتيارات الإسلامية المتطرفة إلى أي تغييرٍ أو تحويلٍ في هذه الصبغة، ولعل أحد الأسباب الأساسية  كونها كانت مدينة تجارية وصناعية، لذا تعددت مكوناتها الاجتماعية والثقافية، وسكنها منذ القدم الكرد والعرب والتركمان  والسريان واليهود، ومجموعات أخرى من أصول آسيوية اوربية.

 ويقول المؤرخ الشيخ كامل الغزي:” إن تعداد حلب بلغ حوالي 400,000 نسمة قبل زلزلة حلب الكبرى، والذي تبعه انتشار موجة من الطاعون والكوليرا في أعوام 1823 و 1827″ ،  أدت هذه الكوارث إلى انخفاض عدد السكان بشكلٍ حادٍ ليصل 110,000 في نهايات القرن التاسع عشر  في عام 1901، بلغ التعداد الكلي لمدينة حلب 108,143 نسمة.

 في بدايات القرن العشرين نزح الآلاف من الأرمن إليها بسبب الإبادة التي تعرضوا لها على يد السلطات العثمانية في تركيا مع بدايات الحرب العالمية الاولى، وجاءت الموجة الثانية للنازحين الأرمن مع انسحاب القوات الفرنسية من كيليكية عام 1923،  حيث وصل أكثر من 40,000 ألف لاجئ أرمني بين 1923-1925، عندما  هُجّروا من لواء اسكندرون حيث تم إلحاق سنجق اسكندرونة عام 1939 بتركيا خلال اتفاقية فرنسية تركية.

 كانت مدينة حلب حاويةً لتعداد هام من اليهود أيضاً في العصور القديمة، وتحوي معبداً يهودياً بني في القرن الخامس الميلادي، كانت أحياء اليهود التقليدية تشمل أحياء الجميلية باب النصر والمناطق المجاورة للمعبد، ثم بدأت موجات هجرة يهودية تظهر بعد إعلان قيام دولة إسرائيل، وبقي أعدادٌ صغيرةٌ لا تتجاوز المئات منهم في حلب، هاجروا قبل الأحداث، لكن ظلت أملاك اليهود غير مسكونة حتى بعد هجرتهم.

تتميز مدينة حلب بتعدد الأنماط المعمارية الموجودة فيها، وقسمت حلب إلى أحياء ثرية وأخرى متوسطة وفقيرة عشوائية، وكما هو معروف أن النظام أهتم بالأحياء الغنية وأهمل الأحياء الأخرى من كل الجوانب.

يوجد في المدينة العديد من المباني القديمة العائدة للقرنين الثالث والرابع عشر ميلادي، مثل الخانات والمدارس الدينية والحمامات، إضافةً للمباني الدينية كالجوامع والكنائس.

معالم المدينة القديمة

تأتي قلعة حلب في مقدمة معالم المدينة حيث تعد قلعة حلب الضخمة إحدى أكثر قلاع العالم حصانةً، تتربع على قمة تل اصطناعي في قلب المدينة القديمة، أبواب حلب عديدة كـ ( الفرج، الحديد، أنطاكية، النصر، قنسرين، الفرج، المقام، جنين في الأحمر، النيرب).

إضافةً إلى الأسواق المسقوفة والخانات والحمامات والمدارس، والمساجد والكنائس، تحوي حلب على أكبرِ سوقٍ شرقيٍ مسقوفٍ في العالم,

كسوق خان الحرير وخان الشونة، وسوق العطارين، الياسمين، العتمة، خان الجمرك، سوق النسوان للمستلزمات النسائية، السويقة أو سويقة علي، خان الهوكيدون، الذي بني كنزُلٍ للحجاج الأرمن أثناء طريقهم إلى القدس.

مدينة حلب في الأزمة السورية

أهتم النظام السوري مؤخراً بحلب نظراً لأهميتها الاستراتيجية  ونظراً لتراكم رؤوس الأموال فيها، كذلك لعراقتها الصناعية والتجارية على مستوى الشرق الأوسط، وشهدت المدينة تطوراً عمرانياً واقتصادياً وأصبحت المدينة مقصداً للكثير من سكان سوريا.

 حاول النظام التركي التقرب من النظام السوري، بعد تسلم بشار الأسد السلطة في سوريا، بعد أن كان في عداءٍ مع سوريا في عهد حافظ الأسد،  وأراد من هذه التقرب تحقيق اطماعه خاصة في حلب، ولزرع الفتنة بين الشعب السوري (2004)، ومع الأزمة  في سوريا في 2011 لم تشهد حلب المدينة في البداية أي حركات احتجاجية باستثناء بعض المظاهرات التي كانت تنظمها بعض الطلبة في بعض الأحياء مثل صلاح الدين والشيخ مقصود والأشرفية وبستان القصر والجامعة، لكن سرعان ما تحولت حلب في 2014 إلى ساحة صراع مسلح بين قوات النظام والمجموعات المسلحة والتي تحولت بين ليلة وضحاها إلى مجموعات (عشائرية ومذهبية ومرتزقة ومتطرفين وعصابات للسلب والنهب والخطف)، ولا ننسى الدور التركي البارز في تأجيج الصراع في حلب حيث قامت بتشكيل جماعات خاص بها، وتعمل حسب أجنداتها ( قصف الأحياء التي يقطنها الكرد) بغرض التهجير والتدمير لكن آمالهم واجنداتهم اصطدمت بالمقاومة البطولية التي أبداها سكان شيخ مقصود، حيث لم يكن حي الشيخ مقصود كغيره من أحياء حلب، فله طابعه الخاص والذي تميز بالتنظيم  والمقاومة والعناد البطولي ضد النظام والمرتزقة والعصابات المسلحة المتطرفة، وكانت قلعة صامدة بوجه اللصوص والمأجورين من أي طرفٍ كان، وكان لحركة المجتمع الديمقراطي tev-dem والمؤسسات المدنية والعسكرية (YPG-YPJ) إلى جانب قوات الاسايش التي أسسها السكان في الشيخ مقصود الدور الكبير في الحفاظ على هذه القلعة، التي صمدت رغم كل القصف والحصار الذي تعرض له الحي من قبل المرتزقة والنظام، ومع تصاعد حدة المعارك في الأحياء الشرقية من حلب، التجأ إليها أعداداً كبيرةً من سكان الأحياء الأخرى، وتقاسم معهم سكان الحي لقمة العيش، وهذه الصفة التي تتطبع بها الشيخ مقصود كانت امتداداً لثقافة روج آفا المتميزة بـ(التنظيم الثوري، التسامح والعيش المشترك)، على نقيض الأحياء الأخرى  التي شهدت الفوضى والقتل على الهوية، إلى جانب الصدامات العنيفة بين تلك الجماعات المتعددة التوجهات والولاءات ولم تلبث فترة طويلة حتى أصبحت حلب المأساة الحقيقية في الأزمة السورية في الوقت الراهن، حيث تمكنت قوات النظام وبغطاء روسي من السيطرة على كافة المناطق التي كانت تحت سيطرة الجماعات المسلحة، وتعرض الشعب الحلبي للتهجير والقمع على يد الطرفين، لكن يبقى السؤال هل ستعود حلب كما كانت عبر تاريخها الطويل المدينة الأكثر تنوعاً ومحرك الازدهار في سوريا؟.

تقرير- دلبرين فارس

زر الذهاب إلى الأعلى