تقارير

مجلس سوريا الديمقراطية مثالٌ تقتدي به شعوب المنطقة والإنسانية جمعاء  

 

hezin-suriya-demokrat images msd

????????????????????????????????????
????????????????????????????????????

تحقيق: نارين تمو

النشوء والتأسيس:

من المعلوم أن مجلس سورية الديمقراطية تأسس بعد دعوةٍ وجهتها حركة المجتمع الديمقراطي بعقدِ مؤتمرٍ للمعارضة السورية المعتدلة تحت شعار (معاً نحو بناء سورية حرة وديمقراطية ) وذلك في 8-9 /12/2015.

وفي نهاية أعمال المؤتمر أُعْلِنَ عن تأسيس مجلس سورية الديمقراطية، الذي كان بمثابة ولادة جسمٍ سياسيٍ جديد، ومشروعٍ وطنيٍ ديمقراطيٍ سوريٍ يعمل على ضم كل المكونات المجتمعية والكيانات السياسية في هذه المرحلة الاستثنائية المصيرية، وذلك من أجل الانتقال بالبلاد من العنف والاستبداد والتطرف إلى دولة القانون السورية، وشارك في المؤتمر 115 شخصية سياسية واعتبارية.

وانْتَخَبَ المجلس في اجتماعه الأول هيئاته السياسية والتنفيذية الذي ضم /43/ شخصية سياسية وحزبية، وقد تم انتخاب كلٍّ من السيد “هيثم مناع ” والسيدة “إلهام أحمد ” كرئيسين مشتركين للمجلس.

مبادئ وأهداف مجلس سوريا الديمقراطية:

– الحل السياسي المفضي إلى مرحلة انتقالية تجري فيها انتخابات حرة.

– التوافق على دستور ديمقراطي برلماني تعددي في دولة لا مركزية.

– محاربة الإرهاب بكافة  أشكاله.

– الإقرار بالتنوع المجتمعي السوري، والاعتراف الدستوري بالحقوق القومية للمجتمعات السورية وفقاً للعهود والمواثيق الدولية.

– استلهام المحطات النهضوية في الثقافات الشرقية الإسلامية والمسيحية والعقائد الأخرى باعتبارها تراثاً مشتركاً في الوطن السوري لكل مكوناته.

– اعتبار الشباب القوة الفاعلة في المجتمع.

– اعتبار حرية المرأة ضمانة لكافة الحريات.

– حماية الطفولة.

– ضمان حقوق ضحايا الحرب.

أهمية مجلس سوريا الديمقراطية

تكمن أهمية مجلس سورية الديمقراطية وفق محللين عالميين بذراعه العسكري المتمثل بقوات سوريا الديمقراطية، وهي عبارة عن أكبر تحالف من الفصائل التي تمثل جميع مكونات الشعب السوري، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، التي تقاتلُ بشكلٍ رئيسي جهاديي تنظيم داعش، وصاحبة النفوذ على أراضٍ سورية واسعة ولا سيما في الشمال وشمال شرقي البلاد.

من هم قوات سورية الديمقراطية:

نستطيع القول إنه في ظل هذا الاقتتال الداخلي والحرب التي هي بلا هوادة، التي يشهدها الواقع السوري على مدى خمس سنوات، والذي أدى إلى استشهاد مئات الآلاف وهجرة الملايين من السوريين، وارتداء المعارضة السورية يومياً ملابس َوثياب وألقاب تتناغم ومصالحهم، ضاربين بمصلحة الشعب السوري عرض الحائط، هنا نجدُ فصيلة ً تحارب الأخرى، وهناك نجدُ قوةً تذبحُ الأخرى، وفي معمعةِ هذه الفوضى الخلاقة أن تشهد  تأسيس وانبثاق كيان عسكري منظم ومتكامل يطرح بنود وأفكار تجمع بين كافة المكونات السورية من العرب والكرد والسريان و الآشور والتركمان، باسم محاربة كافة القوى الإرهابية والدفاع عن وحدة ووجود وكرامة السوريين فإنه حدثٌ بالغُ الأهمية والعظمة، ومن المعلوم إن قوات سوريا الديمقراطية تأسست في 10 من شهر أكتوبر 2015، والنقطة البالغة الأهمية في هذه القوات هي جناحها السياسي المتمثل بمجلس سوريا الديمقراطية، والتي أعلنت هذه القوات مراراً وتكراراً تمثيلهم لها، وقوات سوريا الديمقراطية اقترنت القول بالفعل، فعلى مدى عام ٍ من تأسيسها استطاعت مجتمعة ً أن تحرر العديد من المناطق الهامة من رجس داعش الإرهابي، من الهول والشدادي إلى سد تشرين وإلى تحرير منبج أحد أهم معاقل داعش، وطهَّرَتْ الشمال السوري من رجسهم ولا تزال حملات التطهير هذه مستمرة، وذلك بروحٍ من التكاتف والعمل الموحد والروح  الرفاقية بين كافة المكونات، وكل يوم نشهد انضمام المزيد من الفصائل إليها، وكل يوم تتزايد صيحات الاستغاثة من الشعوب القابعة تحت نير داعش لإنقاذهم من واقعهم المتردي، وهذا إن دل على شيء فإنما هو يدل على أن قوات سوريا الديمقراطية استطاعت في غضون سنة واحدة فقط أن تثبت على الأرض أنها القوة الأكبر والأقوى والأكثر تدريباً وانتظاماً وأخلاقاً، والأقدر على دحر الإرهاب في كل سورية والعالم.

غضب الفرات وتحرير الرقة:

أثناء انتقالك بين قناة تلفزيونية وأخرى وأنت جالسٌ في منزلك، ستجد على أغلب الشاشات الحديث عن حملة غضب الفرات المتزامنة مع فوز ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية، وستلاحظ انخفاض الأضواء عن حملة الموصل التي شهدت انطلاقتها ضوءً إعلامياً كبيراً، إذاً غضب الفرات وتحرير الرقة من همجية وبربرية داعش في آخر أوكارها هو الحدث الأهم قاطبةً على الأقل بالنسبة للإعلام، من خلال تفاصيلها وتقدمها وخططها وطرق هجومها وكافة حيثياتها، ومن قيادة المرأة الكردية لها مجدداً، والتي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه بعد مقاومة كوباني، وها هي ذي تعمق وتعزز أسطورتها بقيادتها لحملة تحرير الرقة، الرقة التي أضحت عاصمةً للعهرِ والعار في العهد الداعشي، لما ترتكبته من المظالم والقمع للحريات، والابادات الجسدية والروحية، وسبي النساء وقتلهن والزواج القسري بهن، فالمرأة التي  تعتبر وسيلة متعة لدى داعش هي اليوم تقود الأبطال من الرجال والنساء لتحرير الرقة ولتحطيم أصنامهم الوهمية.

الرد الفعلي الشعبي لأهالي الرقة:

اغرورقت أعيننا بالدموع ونحن نشاهد مساءً على قناة روناهي، الأم الطاحنة في السن وهي تذرف دموعَ الفرحةِ وتقول لقوات سورية الديمقراطية:” أين كنتم؟ لماذا تأخرتم؟ كنا ننتظركم لتنقذونا من داعش”، وتستطرد قائلة ً:” إنهُ لولا الخجل كنت لثمت حذائكم”، اعتقد إن هذا الموقف كافٍ للتعبير بشكلٍ مرئيٍ ومحسوسٍ عن مدى رغبة وانتظار أهالي الرقة جميعاً لتحريرهم من داعش، ومدى امتعاضهم وكرههم وعدم قبولهم لهم، ومناشدتهم الدائمة لقوات سوريا الديمقراطية لإنقاذهم، لا سيما بعدما تداعت إلى أسماعهم من تحرير منبج والحريات والمعاملة الإنسانية التي حظي بها السكان  بعد التحرير.

الحِراكُ السياسي لـ (م س د) المتزامن مع الحِراك العسكري لـ (ق س د):

إننا نشهد توازناً في الحِراك الدبلوماسي والسياسي لمجلس سورية الديمقراطية، والحراك العسكري لقوات سورية الديمقراطية، فالحراك الدبلوماسي شَهَدَ العديدَ من الاجتماعات والمباحثات واللقاءات والمشاورات مع كافة القوى والأحزاب والمنظمات، سواءً على الصعيد المحلي السوري أو على الصعيد العربي العام أو على الصعيد الدولي والعالمي والأميركي من خلال زيارة قيادات المجلس لهذه الدول، وإلقاء المحاضرات والندوات في العديد من هذه الدول، وتعريف العالم الغربي والأميركي على مشروعنا الفكري والسياسي والديمقراطي، بالإضافة إلى اللقاءات مع قوى التحالف الدولي، والوصول إلى آلية العمل والتنسيق المشترك على الصعيد السياسي والعسكري، بالإضافةِ إلى إصدار العديد من التصريحات والبيانات بصدد كل تجاوزات داعش على الأراضي السورية، وكذلك تجاوزات الدولة التركية على حدود روج آفا وعلى الشمال السوري، ولم يتوانى مجلس سوريا الديمقراطية عن نقده للتحالف الدولي عند صمته على جرائم تركيا في سوريا، مثل بيانه عن المستجدات على قصف الطائرات التركية لمناطق عفرين والشهباء، واعتبار مجلس سورية الديمقراطية صمت “التحالف الدولي ” بمثابة الموافقة على ممارساتهم ومشاركتهم بها.

الفيدرالية ومجلس سورية الديمقراطية:

اعتبرت الرئيسة المشتركة لمجلس سورية الديمقراطية السيدة إلهام أحمد:” مشروع الفيدرالية في سورية بأنه المشروع الذي لا يشبه مشروع فيدرالية العراق، بل هو “موديلٍ جديدٍ ” وهي  فيدرالية جغرافية ومناطقية، يتم توزيع السلطة بين المناطق لإدارة نفسها”.

ومن المعلوم إن السيد هيثم مناع أعلن انسحاب حزبه من مجلس سورية الديمقراطية بسبب رفضه إقرار الأخير نظام الحكم الفيدرالي في مناطق سيطرتها شمالي سوريا.

والمشروع الفيدرالي لشمال سوريا طُرِحَ بناءً على إرادة كل مكونات المنطقة في روج آفا – شمال سوريا، وليس بناءً على رغبة حزبٍ أو طرفٍ واحد، لذلك لم يستطع مجلس سوريا الديمقراطي التراجع عن طرحه الذي اشترطه تيار القمح للعودة لمجلس سوريا الديمقراطي.

ما هي مكتسبات مجلس سورية الديمقراطية بعد عامٍ من تأسيسه؟

إن مجلس سورية الديمقراطية هو إنجازٌ سوريٌ بامتياز، فبعد مرورِ عامٍ على تأسيسه نجد إنه يخطو خطوات استراتيجية على الصعيد العالمي، فهو المجلس الوحيد في سوريا الذي استطاع أن يستقطب اهتماماً عالمياً كبيراً، ويكون حليفاً استراتيجياً للتحالف الدولي والقوى العظمى، التي ظلت على مدى أربعة سنوات تبحث في سوريا عن حزبٍ أو منظمةٍ أو تحالفٍ يقومُ على أساس علماني ديمقراطي تشكل تحرير المرأة ركيزة أساسية فيه، وكذلك قوة الشبيبة، ويجمع بين كافة المكونات السورية، ولم يجد هذا الحليف إلا في مجلس سورية الديمقراطية وجناحها العسكري الممثل بقوات سورية الديمقراطية التي استطاعت خلال عام تحرير مساحة واسعة من الجغرافية السورية، وتجمع بين طياتها كافة القوى الديمقراطية الكردية والعربية والآشورية والسريانية والتركمانية، التي استطاعت الوقوف في وجه أعتى قوى بربرية همجية عرفها التاريخ الحديث، واستئصالها من جذورها كما فعلت في منبج سابقاً وبدأت  بالعمل به في الرقة منذ أيام.

مجلس سورية الديمقراطية  تعتبر التجاوزات التركية بمثابة احتلال

يرى مجلس سوريا الديمقراطية بأن التجاوزات التركية واعتداءاتها على المواطنين السوريين وعلى ممتلكاتها عملٌ لا يمكن تسميتها إلا بالاحتلال، وتركيا بتجاوزاتها هذه تهدف فقط  إلى القضاء على المشروع الديمقراطي ومنع تطويره بالدرجة الأولى، هذا المشروع الذي أثبت نجاحه مع الأيام، ومجلس سوريا الديمقراطية يرحب بكل من يحاول محاربة الإرهاب، ولكن ليس على الطريقة التركية التي تتذرع بالإرهاب لضرب الشعب الكردي ومكتسباته، ويرى المجلس لو أن تركيا جادةٌ فعلاً في محاربة الإرهاب فلتسعى  إلى ضبط حدودها وتوقف دعمها للإرهاب، عندها فقط سيدرك العالم أجمع بأن تركيا تقف فعلاً في وجه الإرهاب.

مجلس سورية الديمقراطية والتغلغل الشعبي والفكري في سورية

أثبت مجلس سوريا الديمقراطية ثباته ومبدئيته في القول والعمل، وبهذا الصدد تحدث الإعلامي مصطفى عبدو عن هذا المجلس بإسهاب وقال:” إن مجلس سورية الديمقراطية استجابةٌ طبيعيةٌ لطموح المكونات المختلفة في سوريا الوطن للتخلص من واقعٍ مزري، وللسير على دروب الحرية والتعايش المشترك والحياة الحرة الكريمة، هذا وقد لاقى تأسيس مجلس سوريا الديمقراطية وجناحه العسكري قوات سوريا الديمقراطية حفاوةً واهتماماً عظيمين منذ أيام ولادته، لملئه الفراغ الكبير في المجتمع السوري في الحماية وفي تلبيته لاحتياجاتهم الحياتية.

وأثبت مجلس سوريا الديمقراطية ثباته ومبدئيته في القول والعمل، تضاعف الإقبال عليه والقبول به داخل المجتمع السوري ككل.

يكمن أهمية مجلس سوريا الديمقراطية من احتوائه لكافة مكونات المنطقة بين طياته دون أدنى تمييز، كما أن قدرة مجلس سوريا الديمقراطية على أداء دوره في المرحلة الجديدة مرتبطٌ بإعطائه الجواب الكافي والشافي واللازم للاحتياجات التاريخية، ومن تأديته مهامه الراهنة بأسلوبٍ صائبٍ وسليم.

 فتحرير بقعة الأرض من الإرهاب لا يعني بلوغ الأهداف النهائية، بل يشير إلى قطعِ شوطٍ من أشواط مسيرتها، مجلس سوريا الديمقراطية يعكس جوهر العلاقات الاجتماعية، فهي تجسد المجتمع المستقبلي لسوريا، فانضمام مجموعة أو حزب أو ما شابه إلى مجلس سوريا الديمقراطية يجب أن يتم التعامل معه كوحدة حقيقية وتمثيلٍ وطيدٍ للحقيقة، ربما يحدث وأن يظهر بين هذا المجلس بعض اللاهثين وراء رغبات أو مصالح، فهؤلاء لن يستطيعوا الاستمرار مع أهداف المجلس.

إن مجلس سوريا الديمقراطية اليوم يقف بشدة أمام قضيتين عظيمتين (ميدانياً ومرحلياً)، وهي قضية الحرب والسلام والتحول إلى أمة ديمقراطية مشبعة بالحرية، وهذا التحول هو الحل الأنجح والأنجع والقابل للتطبيق في المسألة السورية المتشعبة، وسيكون مثالاً يُقْتدى به شعوب المنطقة والإنسانية قاطبة.

وأسئلة كثيرةٌ كانت تراودنا كانت صحيفتنا تأمل أن تحظى بإجابات من الإداريين بالمجلس .

زر الذهاب إلى الأعلى