الأخبارمانشيت

ماوراء الكواليس … تركيا والمستنقع السوري

maxresdefault-1لم يعد يجدي الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تقلب مواقفه ولعبه بعواطف الشعب السوري منذ بداية الأزمة السورية وحتى هذا اليوم الذي تخلى عن جميع الفصائل التي كان يدعمها، وشخصيات المعارضة التي كان يأويها على أراضيه بعد أن أيقن الجميع أنه تخلى عنهم وغرر بهم لهدفه الأساسي الذي أخفى عنهم وهو استغلالهم لمحاربة الكرد ومنعهم من إنشاء كيان خاص بهم في الشمال السوري.

والتضحية بحلب هي الصفقة التي كان تتوخى منها تركيا أنها بلغت مرامها في الظفر بجرابلس والباب ومنبج، والاستحواذ على المنطقة التي تسعى إليها تركيا تحت مسمى ” إقامة المنطقة العازلة ” قاطعة الطريق على ما يسعى إليه الكرد بإيصال المقاطعات الثلاثة ببعضها, إلا أن الامريكان والروس وإن تغاضوا عن اجتياح الاتراك لجرابلس وعددٍ من القرى في تلك المنطقة في بداية الأمر, كان تغاضياً مؤقتاً ومشروطاً وبفترة زمنية محدودة, حيث اوكلت الولايات المتحدة مهمة اللعب مع الأتراك في هذه المنطقة للروس، بعد أن تفرغت لمرافقة قوات سوريا الديمقراطية لعاصمة الخلافة المزعومة لتنظيم داعش.

سيما أن هناك تعاونٌ خفيٌ ومتعاظم بين الجيش الروسي والمقاتلين الكرد في شمال سوريا، وأن الروس حريصون على التنسيق معهم في مواضع متعددة من مقاطعة عفرين ومناطق الشهباء, وتركيا تعي خطورة هذا التعاون التي تحاول روسيا تطويرها والمتعلقة بالخطوات الروسية الهادفة لدعم الكرد, وقد حذرت موسكو تركيا قبل فترة من بلوغ مدينة الباب والتفكير بالذهاب إلى منبج, وقد نفذت تهديدها بقتلِ عددٍ من الجنود الأتراك بالرغم من إتهام تركيا النظام السوري بقصف جنودها،  للإيحاء للروس أنها حريصة على صداقتهم ولحفظ الكرامة التركية أمام الرأي العالمي والتركي، سيما أنها أصبحت شبه معزولة عن العالم بعد قرار البرلمان الأوربي بوقف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوربي, فلجأت إلى إيران عارضة عليها التوسط لدى الروس من أجل إطراء الأجواء بينها وبين روسيا مذكرة بنفس الوقت الايرانيين إن الخطر الكردي يخصها أيضاً.

تركيا التي بذلت الكثير من التفاؤل في إعادة تطبيع العلاقات مع روسيا واسرائيل ظناً منها إنها كسبت حليفان مؤثران في المنطقة، وإنها قادرة على التنسيق معهما في العديد من القضايا التي تعتبرها مهمة لأمنها القومي، متناسيةً أن أحد أهم مواطن التقاء المصالح بين روسيا وإسرائيل في سوريا هو الرغبة المشتركة في إيذاء تركيا وإلحاق الضرر بها من خلال تمهيد الظروف أمام ظهور الدولة الكردية.

وبهذا الخصوص قال المعلق العسكري “أهاروون لبيدوت” إنه بخلاف التوتر بين روسيا وتركيا، فإن التنسيق العسكري والاستخباري بين روسيا وإسرائيل يعمل بشكلٍ جيد، مشيراً إلى أن هذا التنسيق لم يمنع حتى الآن احتكاكات فقط، بل أنه يسمح لإسرائيل بتحقيق مصالحها في ظروف مناسبة, فهي تواصل قصف كل إرساليات السلاح لحزب الله، على الرغم من أن حزب الله وإيران يعملان إلى جانب روسيا وفي صالح نظام الأسد.

هل وقع الاتراك في المستنقع السوري؟ ومدينة الباب هو الأحمر الذي لا يمكن بلوغه؟ والعودة عنها محفوفٌ بالنصر لصالح ألد اعدائها مقاتلوا وحدات الشعب الكردية YPG؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى