بياناتمانشيت

لنجعل من انجازات عام 2016 ركيزة لانتصار نهج الحرية والديمقراطية في 2017 بيان TEV-DEM

– عام آخر يمر على الشعب السوري دون أن تتوصل فيه الأطراف المعنية إلى أي حل يقضي بإنقاذ هذا الشعب مما يتعرض له من قتل ودمار وتشريد، حيث يظهر يوماً بعد يوم أن هناك من يسعى وبشكل ممنهج إلى استمرار حالة التمزق في سوريا لما فيها من تحقيق لمصالحهم في المنطقة وتكثيف لدورهم الساعي إلى الاستفادة من الوضع السائد. بالرغم من انعقاد العديد من المؤتمرات واللقاءات التي تمت من أجل حل القضية السورية، إلا أن تلك المحاولات لم تتكلل بالنجاح بفعل إنه لم يتم أخذ رؤية السوريين بعين الاعتبار، حيث كل من حاول صياغة الحل كان ينسجه انطلاقا من مصالحه ورؤاه، دون الالتفات إلى النداءات التي يتم إطلاقها من السوريين وخاصة من الأطراف التي عملت ولا تزال من أجل مصلحة السوريين عموماً، وعملت على تقديم نفسها كطرف مضحي من أجل تهيئة الأرضية الحقيقة للحل السوري من خلال تبنيها لشعار محاربة الإرهاب هدفاً ودحره على الأرض وتفتيت مشروعه التكفيري عملاً وتطبيقياً.

– لم تهدأ رحى الحرب على المناطق السورية بالرغم من الهدن الهشة والشكلية التي ظهرت، وكانت مناطق روج آفا- شمال سوريا من بين المناطق التي شهدت في العام المنصرم اختبارات حقيقة لإرادة المكونات، والتي كانت تمثل إرادة عموم السوريين، وكذلك شهدت انتصارات ساحقة والتي تعتبر انتصارا سورياً كذلك دون شك، ففي العام 2016 حدثت تحولات تعتبر مصيرية على شعبنا في روج آفا، حيث كان لتحرير المناطق الممتدة في الجنوب من الحسكة وقعاً هاماً للمكون العربي، فقد تم تحرير مناطق مهمة ومن جملتها تل حميس والهول والشدادي، والتي كانت بمثابة كسر ظهر التنظيم المتطرف في المناطق الجنوبية، بالإضافة إلى تحرير الآلاف من أبناء المكون العربي من الظلم والاضطهاد الذي عانوا منه على يد داعش طيلة أعوام مضت، وبالتالي تحولت المناطق وبعد التحرير إلى مناطق حرة تدار من قبل أهاليها عن طريق المجالس والكومينات، والتغت السلطة والفكر المفروض بفعل تبني النهج المقاوم والاستمرار فيه.

كما أن تحرير مدينة منبج، في الاتجاه الآخر، أعطى أيضاً دروساً مهمةً لمن يساوم على إرادة المكونات السورية في كيفية تحقيق وصناعة النصر، حيث اجتمعت عموم المكونات في روج آفا في تحريرها، والتي كان وقع انتصارها كسراً لظهر داعش بإنقطاعه عن العالم الخارجي وفقدانه لأكثر المناطق التي كان يتخذها مركزاً لعملياته ضد عموم السوريين. فتحرير مدينة منبج مسكن الشركس والكرد والعرب والتركمان قلب التوازنات على المسار السوري، حيث أجهضت الكثير من المخططات والمؤامرات التي كانت تحاك ضد السوريين، وبالتالي تغيرت استراتيجية الكثير من الأطراف ومن بينها تركيا بعد فقدان داعش لتلك المدينة، فبدأت تركيا بالتخبط و الإنتحار على الحدود، أردوغان الذي لم يرتوي من دماء السوريين وبعد خسارته لعميلته وأداته داعش، بدأ في التوغل داخل روج آفا في انتهاك صارخ وواضح للقوانين والأعراف الدولية وأمام مرآى العالم دون أن يحرك أحد ساكناً، عموماً يمكن اعتبار العام 2016 عاماً للانتصارات بالنسبة لروج آفا- شمال سوريا، حيث تحرير أهم مراكز المتطرفين، بالإضافة إلى البدء بحملة الرقة ومن ثم شل قنوات داعش الخارجية كلها انتصارات لمكونات روج آفا ولعموم السوريين، وكذلك لعموم العالم لأن في روج آفا يتم محاربة الإرهاب نيابة عن العالم أجمع ولولا دحر داعش في أهم مراكز قراره، لكان الإرهاب الآن يدخل إلى عموم مجتمعات العالم من الحدائق الخلفية، ويرتكب المجازر الجماعية، وما العمليات التي شهدتها أوروبا في العديد من مدنها إلا دليل على ذلك، حيث تهاون بعض الأطراف وتقديمهم المساعدة للمتطرفين ساهم في حدوث ما حدث في تلك المناطق.

– لقد كان إعلان المجلس التأسيسي للنظام الفيدرالي في روج آفا نقلة نوعية على الصعيد المحلي والإقليمي، حيث تم في شهر آذار من العام 2016 قفزة نوعية في الشرق الأوسط تمثلت بطرح نظام غير مركزي نابع من التوافق التعددي وملائم لطموح السوريين دون التعرض لوحدة الأراضي السورية أو تجزئتها بل تم طرح العديد من البنود التي جسدت الوحدة الوطنية، وبالتالي عبّرت الفيدرالية من خلال تشخيصها للحالة السورية على أنها النموذج الأفضل للحل الديمقراطي في إيفائها لحاجة السوريين. ظهر المشروع الفيدرالي كحل لعموم المشاكل السائدة في الشرق الأوسط إذا ما تم أخد مضمونه الحر والديمقراطي بالشكل المخصص وجوهرها القائم على الإتحاد ضمن التنوع.

– روج آفا حملت في العام الماضي العديد من أطروحات الحل الديمقراطي، وتلتزم في العمل عليها، وإن مكونات روج آفا الكرد، العرب، السريان، الآشور، الأرمن، الكلدان، الشيشان، الشركس، التركمان، يجسدون الوحدة الوطنية، وإن الهم الوطني على المستوى السوري العام معني به كل هذه المكونات التي ترى أن لا حل دون أن يكون هناك إنفتاح وحوار حول مشروعهم الديمقراطي. – نحن في حركة المجتمع الديمقراطي، وبمناسبة قدوم العام الجديد، نستذكر عموم شهداء الحرية في الأجزاء الأربعة من كردستان، ونؤكد بأننا ماضون على العهد الذي قدمناه لشعبنا في السعي نحو التنظيم المجتمعي والتحول الحر لتحقيق آمال شعبنا وحل القضية الكردية، وعدم التفريق بين المكونات وتسخير جميع الإمكانيات لخدمتها على حد سواء، كما نؤكد أننا طرف مساعد ومساهم بشعبنا وبإرادته الصلبة في المضي نحو الحرية والعمل من أجل الحل و الحوار السوري – السوري، ونأمل أن يكون العام القادم عامٌ يحمل في طياته المزيد من السلام والأمان لعموم الشعب السوري وان يكون عام امتداد حالة المقاومة التي تبناها شعبنا في باكور وروجهلات كردستان وناضل من أجلها، وأن يكون وقع العام القادم أسهل من تلك المعاناة التي حلت بشعبنا في باشور كردستان من صراعات وخلافات، وإن يتجاوز شعبنا هناك تلك الضائقة والمحنة الاقتصادية والسياسية، كما ونتمنى أن يكون عام استقرار ومزيد من التقدم لشعبنا في شنكال بعد الويلات التي ذاقها على يد تتار العصر فيكون عام انتقام من خلال التنظيم الحر والبناء الديمقراطي. كردستانياً إن الأعداء لا يزالون يتوحدون حول معاداة النمو الديمقراطي في المنطقة وإنهم يحاولون رغم خلافاتهم بذل جهود موحدة ومشتركة لضرب مكتسبات شعبنا، ومنع تجربته الحرة من أن تصبح مثالاً للشعوب المقهورة، وعلى هذا فإن الوحدة الوطنية والتكاتف حول عقد مؤتمر وطني من أولويات المرحلة وضروراتها بفعل إننا أمام مراحل مصيرية مهمة تقتضي التحاور وإزالة العراقيل. نتقدم بالتهنئة لعموم مكونات روج آفا والشعب السوري ونأمل أن يكون العام القادم عام سلام ومحبة، وأن يعم الأمان سائر أرجاء العالم، وأن يكون عام النصر المؤزر لشعبنا العظيم، وكل عام والجميع بألف خير.

الهيئة التنفيذية في حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM

31/12/2016

 

زر الذهاب إلى الأعلى