المجتمع

كوباني وأزمة المازوت   

mazotتقرير: حسينة عنتر

في ظل الأوضاع الراهنة والحياة المعيشية الصعبة التي يعاني منها الشعب السوري بشكلٍ عام، ويعانيها أهالي روج آفا على الأخص من تأمين مستلزمات الحياة اليومية، وبما أننا في فصل الشتاء وما يرافقه من متطلبات ومستلزمات ولا سيما المحروقات ومنها مادة المازوت التي لا غنى عنها في كل منزل، والتي تطرقت إليها صحيفتنا صحيفة الاتحاد الديمقراطي في العدد السابق عن آلية توزيع المازوت في إحدى حارات مدينة قامشلو.

وفي هذا العدد سنحاول إيضاح آلية توزيع المازوت في مقاطعة كوباني ومعاناة المواطنين من أجل تأمين هذه المادة، والذين توجهوا بنداءٍ إلى الجهات المعنية والمؤسسات التي أخذت على عاتقها تأمين احتياجات المواطنين قدر المستطاع،  والقيام بواجبهم وعدم التباطؤ، وتأكيد المواطنين على أن المازوت من أهم المستلزمات الضرورية التي يجب تأمينها في هذا الوقت.

تأمين المازوت همٌ آخرٌ يضاف إلى هموم المواطن

 تحدث المواطن محمد علي من أهالي مقاطعة كوباني إلى صحيفة الاتحاد الديمقراطي عن أزمة المازوت والصعوبات التي تعترض وصولها للمقاطعة بالقول:” والله مشكلة المازوت هي مشكلة بحد ذاتها، فهي تأتي بكميات محدودة إلى كوباني، ويتم توزيعها إلى مختلف المؤسسات من الأفران والمدارس والمؤسسات الأخرى.

وتوجد مصفاةٌ واحدةٌ في كوباني ولكن إنتاجها ضئيلٌ لا يتناسب مع احتياجات الأهالي، وفي الآونة الأخيرة طلبت هيئة الطاقة من مقاطعة الجزيرة إرسال كميات من المازوت الخام إلى كوباني للمساهمة في معالجة أزمة نقص المازوت، ولكنهم لم يوافقوا لأسباب خاصة، علماً أن هناك كميات كبيرة تذهب إلى منبج”.

ومرة أخرى على لسان المواطن محمد علي الذي أردف حائراً:” شو بدنا نوزع المازوت عن طريق الكومون، كل بيت برميل مازوت، طيب المازوت في تل أبيض خير الله ورأس العين و….نفس الشيء وفي هذه الحالة لجنة المحروقات لازم ترسل مازوت بشكل كبير وبكميات كثيرة، أو تسمح للتجار بجلب المازوت بطرقها الخاصة إلى كوباني. وأن تمنع تهريبه. فماذا يعني توفره بسعر 85 ل.س وبشكلٍ غير معقول.

 الكثير لا يستطيع شراءه ولا سيما أننا في فصل الشتاء وتأمينه شيء ضروري للعائلات من أجل التدفئة، أما هؤلاء الذين يبيعون المازوت بـ85 ل.س من أين يجلبونه وبأي طرق تصل إليهم، والسؤال هو كيف يستطيع الذي يعمل في تهريب المازوت تأمينه والمواطن الآخر غير قادر على توفير حاجته؟ وكذلك عدم توفره بسعر 45ل.س لليتر الواحد من المازوت والسؤال الأهم: ما هو سبب توفر المازوت بكثرة بأسعار مرتفعة في منبج وكوباني؟ وكيف يتم تهريبها ومن أي حواجز تمر صهاريج المازوت؟

وعلى الجهات المعنية أن تكون على تمام العلم بأن هنالك أكثر من كازية في المنطقة وهي لا تعمل، هذا كله يعني أن هناك مشكلة حقيقية في تأمين مادة المازوت لأهالي كوباني”.

مشكلة المازوت تخلق الفوضى والامتعاض لدى العامة

كما أردف مواطنٌ آخر فضل عدم الكشف عن اسمه:” إن أزمة المازوت لاتزال معلقة في المقاطعة، وعدد الحارات التي تم وصول المازوت إليها هي قليلة، وأغلب الحارات لم يصل إليها المازوت عن طريق الكومون، مما يضطر الأهالي المقتدرين إلى شراء المازوت بشكلٍ حر وبسعرٍ مرتفع عبر الوسائل الخاصة، أما الفقراء وهم الغلبة ليس لديهم المقدرة المالية للشراء بسعر غالي، مما يخلق نوع من الفوضى والانزعاج والامتعاض لدى عامة الشعب”.

حل المشكلة يكمن في تقديم التسهيلات للتجار

ويقول المواطن (س.ا) بهذا الصدد:” إذا أردنا حل مشكلة المازوت علينا أن ندرس أسباب ومشاكل الطريق والحواجز والصعوبات وصول المازوت إلى مقاطعة كوباني، ونرجو من الجهات المعنية بالأمر فتح الممرات وتقديم التسهيلات للتجار والمواطنين لوصول المحروقات إلى المقاطعة، فيقول (س.ا) بلغته العامية مبدياً عدم الرضا: “مو معقول عندك خير الله من حقول النفط (الذهب الأسود) وأنت محروم من المازوت تماماً مثل الشخص الذي يمشي في الصحراء وعلى ظهره جرة الماء ونحن صرنا مثلو.

رئيس لجنة المحروقات في مقاطعة كوباني يقيّم أعمال اللجنة

وفي خبر نقله صفحة كوباني على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ظهر فيه مقابلة مع رئيس لجنة المحروقات نبيل كجل، تحدث عن كيفية توزيع المازوت على الأهالي قائلاً:” قمنا بتوزيع المازوت على 3 مجالس في المقاطعة, مجلس الشهيد كاوا, مجلس الشهيد يحيى, مجلس الشهيد بيمان, وانتهينا من هذه المجالس بأكملها”.

وأشار كجل في حديثه :”بأنهم الآن يقومون بتوزيع مادة المازوت على حي بوطان غربي وخطوط المقاطعة الثلاث الخط الغربي, الشرقي, والجنوبي, موضحاً بأن التوزيع لم يخلص وأنهم مستمرون بتوزيع المازوت على خطوط المقاطعة”.

وفيما يخص تأمين المازوت لعوائل الشهداء ومدارس المقاطعة أضاف” بأنهم قاموا بتأمين 70 طن من المازوت للمدارس فقط للفصل الأول, كما وقمنا بتقديم كمية كبيرة من مادة المازوت لمؤسسة عوائل الشهداء, وهم سيقومون بتوزيعها بطريقتهم لأسر الشهداء”.

زر الذهاب إلى الأعلى