مقالات

كل إمرأة حرة هي أبوجية

هذا ليس من باب التعصب والاجبار والفرض ، فإلتفاتة بسيطة الى الوراء لنلقي نظرة على تاريخ المرأة في الشرق “الاوسخ ” نرى ان شرب المرأة من نبع هذا الفكر الانساني جعلها ترتوي ، وإن وضع قدميها على أول الدرب للتوجه نحو تلك المدينه الفاضله جعل منها إمرأة على قدر كبير من الثقة بالنفس وولد لديها طاقة جبارة للتصدي والمواجهة ، وبعد ان كان المشط والمكحلة أكثر الأدوات وجوداً في خزانة المرأة الفكرية والعمليه ، باتت الحرية والقيمة الانسانية جلّ ما يشغل بال المرأة ، ولم تكتفي بأن تصطحب زوجها أو أخاها ووالدها لباب البيت وترش الماء خلفهم داعية لهم بالسلامة في دروب الكفاح ، بل حملت السلاح ولبست الخاكي ورفعت شعرها الى حين وتكحلت بحب الحرية وسبقت خطواتها كل الرجال ، وصمدت ورسمت حدوداً جديده أكبر من حدود جدران البيت ودخلت مطابخ اوسع من مطبخ تعد فيه قدراً من الطعام وترضى بقدرها بل دخلت مطابخ السياسه واصبحت تجيد طهو الخطط بل اصبحت تقود رجالا في المعارك وتسابق للوصول الى مراكز القرار والسياسات العالميه وتكون سفيرة لآلام شعبها وصوتهم في كل المحافل ، في حين بقت افواج من النساء في الحرملك مرتضين بعقد إجتماعي ساذج “مثنى وثلاث ورباع ” الذي يمارسه الكثيرون من ذوي “الشنبات” الفكريه الرجعية الكثة بعذر وبدون عذر ، ولسان حالهم ان الشرع حلل وتراهم ليسوا من مؤيدي الإسلام إلا في نقطة الرجل المزواج .
نرى الكثيرين من أصحاب البدلات العصرية والكرافتات والذين غيروا من هيأتهم الخارجية ولكن هيئاتهم الفكرية تعود الى سكان الخيام في الصحراء العربيه ، يرون في تحرر المرأة بضاعة فاسدة وتفسد كل بيت تسمح بدخول هذا الفكر إليه ، لذا تراهم يروجون لأفكارهم الرجعية الضاربة في التخلف مقللين من شأن المرأة الابوجية ، بل يهاجمونها ويتهمونها بأقذر الاتهامات ، وبما أن “الشرف” الحبة الأكثر تأثيرا في تخدير الفكر الإنساني ، يدخلون من هذا الباب ويتهمون نسائنا به بينما هم لا يملكون ذرة من ذاك الشرف الذي يدعونه ، لأن الشرف ليس ان تعامل اختك وزوجتك وأمك كأنها قاصر وانسان من الدرجة الدنيا ، ولا أن تستعمل العصا لضربها لأن قوتك العضليه أكبر منها ،لأن هذا قمة في التراجع الشرفي الذي هم يتحدثون عنه ، وليس الشرف ان تقايض اختك بزوجة لك ، كالذين كانوا يقايضون البضائع قبل عصور ،وليس الشرف الذي يدعيه هؤلاء ان يبيع اخته ويبازر عليها ومن يدفع أكثر يحمل البضاعة.
إن الذين يحاربون النساء اللاتي هن تلامذة في المدرسة الاوجلانيه ، هم الاخونجيه الذين يتلذذون بالمرأة كطعام لذيذ ولا يريدون ان تخلى موائدهم من هذا الطبق ، أو ثلة مأجورة تخاف على تجارتها اللاأخلاقيه أن تعاني الكساد ، ومن يروجون لمحاربة المرأة الاوجلانية الحرة هم اصحاب اللحى النتنة والعمامات السوداء والبيضاء والحمراء .
من هنا أريد ان أحيي كل إمرأة حرة رأت في وقوفها بجانب أخيها او زوجها قيمةً وواجباً ، لا أن تقف على بعد منهم متداريةً خلف ستائر أو جدران موروثه ومهترئة كل أيام السنة ، أحيي النساء اللاتي قفزن من فوق جدران الحرملك نحو الفضاءات الرحبة وتنفسن الهواء النقي ، وأحيي بالذات المرأة الابوجية التي هي صورة للمرأة الحقيقيه سواء كانت على قمم قنديل او في ربوع روج آفا أو في مروج باكور أو في امريكا اللاتينيه أو افريقيا وفي كل مضارب الارض ، كل عام وأنتن آلهات للمقاومة وسنابل في حقول الاماني.
گولي فيلي

زر الذهاب إلى الأعلى